الخميس, يونيو 19, 2025
الرئيسيةاخبار عربية و دوليةالعدوان الإسرائيلي على إيران… انخراط الحوثيين مؤجل

العدوان الإسرائيلي على إيران… انخراط الحوثيين مؤجل

« أم تي آي نيوز » متابعات

سارعت جماعة الحوثيين إلى إدانة العدوان الإسرائيلي على إيران الذي بدأ يوم الجمعة الماضي، عبر بيانات صادرة عن جميع هيئاتها ومستوياتها القيادية، ووصفته بـ”العدوان الأرعن” الذي يستهدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما حددت موقفها بشكل صريح وقاطع بالوقوف مع طهران بكل ما تستطيع.

وأعلن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، في بيان في 14 يونيو/حزيران الحالي، أن جماعته تؤيد الرد الإيراني، وهي شريكة مع طهران في الموقف بكل ما تستطيع. كما عبر المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين، في بيان، عن وقوفه مع طهران في حقها المشروع للرد على العدوان الإسرائيلي على إيران ما عزز التساؤلات عن إمكانية انخراط الجماعة في الحرب بشكل مباشر عبر التصعيد العسكري، من خلال توظيف إمكاناتها في خدمة الحليف الإيراني في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وتوظيف الجماعة لقدراتها العسكرية عبر التصعيد في البحر الأحمر.

ويبدو أن هناك العديد من خيارات التصعيد العسكري المتاحة أمام الحوثيين في مواجهة العدوان الإسرائيلي على إيران من خلال توظيف البحر الأحمر قاعدةً لإطلاق الصواريخ ضد إسرائيل، واستهدافها بالصواريخ الباليستية وفرط الصوتية والطيران المسيّر، وكذا استهداف القطع الحربية الإسرائيلية في البحر الأحمر والبحر العربي والبحر المتوسط. كما أن في يد الحوثيين أوراقا أخرى يمكن توظيفها في مواجهة العدوان الإسرائيلي على إيران أبرزها إغلاق مضيق باب المندب، باعتباره من أهم الممرات البحرية الإستراتيجية في العالم، حيث يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن، ويعد مساراً حيوياً لحركة النفط والتجارة بين آسيا وأوروبا، حيث بلغ متوسط تدفقات النفط عبر المضيق عام 2023 حوالى 8.8 ملايين برميل يومياً.

وعلى الرغم من وقوع باب المندب تحت سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، إلا أنه في نطاق استهداف صواريخ الحوثيين، الذين شنوا هجمات على السفن منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، قبل أن يتم تعليق الهجمات إثر اتفاق مطلع مايو/ أيار الماضي بين الحوثيين والإدارة الأميركية برعاية عمانية. لكن حتى اللحظة اكتفت الجماعة بإطلاق صواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية. وفي 13 الشهر الحالي، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن صاروخاً أطلق من اليمن سقط في الخليل في الضفة الغربية المحتلة. وفي 15 يونيو الحالي، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، في بيان، تنفيذ “عملية عسكرية استهدفت أهدافاً حساسة للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا (تل أبيب) المحتلة”، موضحاً أن “العملية نُفذت بعدد من الصواريخ الباليستية الفرط صوتية نوع فلسطين2، خلال الـ24 ساعة الماضية”، مشيراً إلى أنها “تناسقت مع العمليات التي ينفذها الجيش والحرس الثوري الإيراني، وحققت أهدافها بنجاح”. وجدد سريع “العهد والوعد مع أبناء غزة ومقاتليها حتى وقف العدوان (الإسرائيلي) ورفع الحصار عنها”. والاثنين الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي سقوط صاروخ “أطلق من اليمن” قبل وصوله إليها.

وقال الصحافي المقرب من الحوثيين، الكرار المراني، لـ”العربي الجديد”، إنه “من السابق لأوانه الحديث عن تدخل الجماعة لدعم طهران، خصوصاً أن الأخيرة لا تزال في موقع قوي، وترد كل يوم منذ بدء مواجهتها مع العدو الاسرائيلي بعدد من الضربات الصاروخية بالعشرات من الصواريخ الباليستية المتطورة، والطائرات المسيّرة، لكن ربما تتدخل صنعاء لمساندة إيران في حالة تدخل العدو الأميركي في المعركة عسكرياً إلى جانب إسرائيل، وهذا ما لم يحدث بعد”.

وأضاف المراني أنه “منذ اليوم الأول لدخول الحوثيين في معركة الإسناد لغزة في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وهي تبدع في صناعة أوراق الضغط والتصعيد المؤثرة، بداية من البحر الأحمر ومن ثم التوسع، وكذلك التدرج في العمليات العسكرية التي تستهدف عمق كيان العدو، وظلت في كل مرحلة تكشف عن خطوات تصعيدية جديدة، ولا نزال في المرحلة الخامسة. لذلك فبالتأكيد هناك وسائل تصعيد جديدة لا تزال تمتلكها الجماعة، وهي تعرف متى وأين تعلن عنها، فهي تترك الفعل للميدان، ومن ثم يأتي القول بعد الفعل والتنفيذ”.

وأشار إلى أنه “فيما يخص إعلان العدو الصهيوني عن اغتيال رئيس هيئة الأركان للحوثيين (محمد الغماري)، فهو مجرد بروباغندا إعلامية لا أساس لها من الصحة، وقد سبقها عدد من الشائعات المماثلة. وهناك عجز استخباراتي واضح للعدو الإسرائيلي في اليمن منذ بدء عدوانه على اليمن، حيث لم يستطع استهداف أي هدف عسكري، أو اغتيال أحد القيادات، وكل غاراته العدوانية استهدفت منشآت مدنية، ومشاريع خدمية، كالكهرباء، ومصانع الأسمنت، والموانئ، ومطار صنعاء، وهذا شاهد حي على فشله الاستخباراتي الذريع”. وكانت تقارير إسرائيلية تحدثت، السبت الماضي، عن محاولة اغتيال الغماري، فيما نفت جماعة الحوثيين، على لسان رئيس حكومتها أحمد الرهوي، في تصريحات إعلامية الأحد الماضي، صحة هذا الأمر. وأوضح المراني أن “الاتفاق بين الحوثيين والإدارة الأميركية بشأن البحر الأحمر يخضع للتقييم المستمر، ولذلك فأي تلاعب أميركي ببنود الاتفاق سيواجه بالقوة. ثم إن البحر الأحمر ليس محيداً فيما يخص كيان العدو، ولا تزال جماعة الحوثيين تفرض حظراً كاملاً على الملاحة الإسرائيلية فيه، لذلك يئس العدو الإسرائيلي من الملاحة في البحرين الأحمر والعربي، وبات يختار لسفنه طرقاً أخرى، وأي سفينة إسرائيلية ستحاول اختراق الحظر سيتم استهدافها”.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي محمد الجرادي، في حديث لـ”العربي الجديد”، أنه “من غير المستبعد أن يتحرك الحوثيون بصفتهم إحدى أذرع الضغط الإيراني في حال توسع نطاق الحرب، فالجماعة تمتلك بنية صاروخية وبحرية تؤهلها تنفيذ عمليات مؤثرة في باب المندب والبحر الأحمر، ما يجعلها ورقة جاهزة بيد طهران متى قررت فتح خطوط التماس كافة. مع ذلك أرى أن الوقت لا يزال مبكراً على ذلك”.

وأضاف الجرادي أن “هناك رهانا قائما على إمكانية العودة إلى المفاوضات، لكن إذا أغلق هذا الباب، فالأرجح أننا سنشهد تحرك الحوثيين. فالجماعة تدرك أن مصيرها يرتبط عضوياً بإيران، حتى وإن احتفظت بهامش قرار داخلي مستقل في موضوع الحرب. لذلك إذا توسع العدوان الإسرائيلي على إيران وتدخلت الولايات المتحدة عسكرياً، فقد نشهد نهاية فعلية للهدنة، وعودة للهجمات في البحر الأحمر، بل وربما تصعيداً أكبر يستهدف منشآت النفط في الخليج، في جزء من معادلة الردع وبما هي أداة ضغط”. واعتبر أن “طهران تدير المواجهة بحذر، وتعي أن فتح الجبهات دفعة واحدة قد يقود إلى نتائج عكسية يصعب التحكم بها”.

وأشار الجرادي إلى أن “الحوثيين يملكون وسائل تصعيد متنوعة، من الطائرات المسيّرة إلى الصواريخ الباليستية، مروراً بالزوارق المفخخة والألغام البحرية، وقدرتهم على تهديد الملاحة الدولية حاضرة، لكنهم يقفون اليوم عند مفترق دقيق، بين خيار الانخراط الكامل، أو انتظار إشارة إيرانية تتناسب مع إيقاع المعركة وتطوراتها”.

وقال: “على الجانب الأميركي، يبدو أن الاتفاق غير المعلن مع الحوثيين بشأن وقف الهجمات في البحر الأحمر كان محاولة مبكرة لتحييدهم، وخطوة استباقية في حال انفجر الصراع بين طهران وتل أبيب بشكل مباشر. لكن استمرار هذا التحييد يبقى مرهوناً بطبيعة المرحلة المقبلة، فإذا تحولت الحرب إلى مواجهة صفرية تهدد وجود النظام في طهران، فقد يتدخل الحوثيون ومثلهم العراقيون واللبنانيون دفعة واحدة”.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات