الأحد, يونيو 15, 2025
الرئيسيةاخبار عربية و دوليةحقائب سفر وشحنات تجارية.. هكذا نفذ الموساد «الاختراق الصامت» في إيران

حقائب سفر وشحنات تجارية.. هكذا نفذ الموساد «الاختراق الصامت» في إيران

« أم تي آي نيوز » متابعات

في واحدة من أكثر عمليات التجسس جرأة وتعقيدًا في تاريخ الصراع الإيراني الإسرائيلي، نفذ الموساد خطة سرية تهدف لإدخال طائرات مسيّرة مفخخة إلى قلب إيران دون اكتشافها.

العملية، التي استغرقت شهورًا من التحضير وغلفها قدر هائل من السرية، لم تُنفذ بطائرات شبح أو صواريخ بعيدة المدى، بل عبر حقائب سفر عادية، وشاحنات نقل تجارية، وحاويات شحن وأدوات يومية تم تسخيرها لاختراق إيران، بحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية،

لكن ما بدا في ظاهره شحنات تجارية عادية، كان في الحقيقة يحمل مكونات حرب صامتة تم بناؤها من الداخل، في مهمة هدفت إلى تدمير الدفاعات الجوية والصاروخية الإيرانية، وفتح المجال الجوي أمام الهجوم الجوي الإسرائيلي

ووفقًا لمصادر مطلعة على العملية، استخدم الموساد حقائب سفر، وشاحنات تجارية، وحاويات شحن لتهريب ذخائر يمكن إطلاقها من المسيرات، لتشكّل “جيشًا صغيرًا من الداخل” قبيل بدء الهجوم الجوي.

تهريب الطائرات عبر قنوات تجارية

وبحسب الصحيفة الأمريكية فقد بدأ التحضير لهذه العملية قبل سنوات، وجرى استخدام شبكات تجارية دولية لإدخال مكونات الطائرات إلى إيران، وجرى ذلك على الأغلب عبر شركاء تجاريين لا يعلمون شيئًا عن الهدف الحقيقي.

وبعد وصول الأجزاء، كان عملاء الموساد داخل إيران يجمعونها ويقومون بتركيبها وتوزيعها على فرق عمل صغيره .

وبحسب التقرير ذاته، فقد تم تدريب قادة هذه الفرق خارج إيران، ثم عادوا لتدريب أفراد فرقهم داخل الأراضي الإيرانية.

وتمركزت هذه الفرق في نقاط استراتيجية قريبة من مواقع الدفاع الجوي ومخازن الصواريخ ومواقع الإطلاق التابعة للجيش الإيراني.

خطة الهجوم من الداخل

عند انطلاق الهجوم الإسرائيلي، بدأت هذه الفرق بتنفيذ عملياتها: فقام بعضها باستهداف بطاريات الدفاع الجوي الإيرانية، بينما هاجمت فرق أخرى منصات الصواريخ وهي تخرج من ملاجئها استعدادًا للإطلاق.

وذكرت المصادر أن هذه الهجمات الأرضية سبقت الضربات الجوية وسهّلت على الطائرات الإسرائيلية تحقيق “السيادة الجوية” بسرعة.

وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن أحد عناصر القوة في هذه الخطة هو أن الموساد كان يعلم مسبقًا أن لدى إيران كميات ضخمة من الصواريخ، لكنها تعتمد على عدد محدود من الشاحنات لنقلها إلى مواقع الإطلاق، وهو ما جعل تلك الشاحنات نقطة ضعف حيوية، استغلها عملاء الموساد بتفجير عشرات منها، ما شلّ قدرة إيران على الرد السريع.

استخدام التكنولوجيا البسيطة بشكل مدمّر

وتعتمد هذه الطائرات الرباعية على تكنولوجيا متاحة تجاريًا، لكنها تحولت في يد الموساد إلى سلاح استراتيجي فعال، قادر على التسلل داخل إيران.

وتُظهر العملية كيف باتت الأسلحة منخفضة التكلفة، عند دمجها بتخطيط استخباراتي محكم، قادرة على تجاوز أنظمة دفاع جوي معقدة وتدمير أهداف حساسة داخل عمق العدو.

بالإضافة إلى الضرر المادي، حملت هذه العملية رسالة نفسية قوية، حسبما قالت سيما شاين، رئيسة برنامج إيران في “معهد دراسات الأمن القومي” والضابطة السابقة في الموساد.. فقد أوضحت العملية أن الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية قادرة على التغلغل داخل إيران إلى درجة تجعل أي مسؤول إيراني رفيع يشعر بأنه قد يكون هدفًا في أي لحظة.


مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات