« أم تي آي نيوز » كتب : وضاح بن عطية
مع اندلاع المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل، تبرز أمامنا ثلاثة سيناريوهات محتملة لمسار هذه الحرب، تتفاوت في تداعياتها على المنطقة والعالم :
السيناريو الأول : الحرب الكبرى (العالمية الثالثة)
في هذا السيناريو، تنزلق الحرب إلى صراع دولي مفتوح، حيث تتدخل الصين وروسيا لدعم إيران عبر تزويدها بأسلحة ردع متطورة، الأمر الذي قد يطيل أمد الحرب لسنوات.
الهدف من هذا المسار هو فرض معادلة المغايضة الجيوسياسية بين القوى الكبرى: إيران مقابل أوكرانيا، وتايوان مقابل استقرار الشرق الأوسط.
هذا السيناريو قد يؤدي إلى حالة استنزاف شاملة، وتوازنات جديدة في النظام الدولي، لكنه يحمل مخاطر كارثية قد تطال الاقتصاد العالمي والأمن الإقليمي.
السيناريو الثاني : الخضوع المؤقت والتنازلات المرحلية
في حال أدركت إيران حجمها الحقيقي أمام التفوق الإسرائيلي والدعم الغربي، قد تلجأ إلى التهدئة عبر وسطاء، مقدمةً تنازلات محددة، أبرزها :
التجميد المؤقت للبرنامج النووي
تقليص دعمها للأذرع الموالية لها في المنطقة
الاتفاق على قصف رمزي لبعض الأهداف داخل إسرائيل لحفظ ماء الوجه أمام جمهورها
هذا السيناريو قد يستمر لعدة أشهر، يعقبه “سلام هش”، شبيه باتفاقيات ما بعد حرب 2006، يهيئ لمرحلة من الركود الإيراني قد تمتد لعقدين أو ثلاثة، قبل أن تعود طهران مجددًا لاستثمار خطابها الطائفي وأسطورة الإمام الغائب لنشر الفوضى مجددًا .
السيناريو الثالث : الانهيار والانقلاب الداخلي
في حال استمرت الضربات الإسرائيلية بنفس الشدة والتكثيف، فقد يتم شل قدرات النظام الإيراني على مختلف المستويات:
العسكرية
السياسية
الدينية
الاقتصادية
هذا قد يفتح الباب لثورة شعبية داخلية أو انقلاب عسكري أو ظهور تيار إصلاحي موالٍ للغرب يتفاوض على تسليم أوراق النفوذ الإقليمي، مقابل إنهاء الحصار والعقوبات.
نجاح هذا السيناريو يعني:
سقوط نظام الولي الفقيه
تفكك أدوات إيران في العراق واليمن ولبنان
انحسار مشروع “الهلال الشيعي”
وبداية مرحلة استقرار نسبي في الشرق الأوسط، مع استمرار الهيمنة الأمريكية.
ختامًا
كل سيناريو يحمل في طياته فرصًا وتحديات، لكن المؤكد أن النظام الإيراني لن يخرج من هذه الحرب كما دخلها، وأن خرافة “الردع الإيراني” قد دخلت نفق الاختبار الأخير.
