إم تي آي نيوز / متابعات
أثار حكم قضائي صادر ضد الكاتب الصحفي والإعلامي المعروف محمد الباز جدلا واسعا، وأعاد إلى الواجهة ملف الأحكام الصادرة بحق الصحفيين في قضايا النشر.
وأمس، صدر حكم قضائي بحبس الباز، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة “الدستور” المصرية، لمدة شهر مع كفالة 5 آلاف جنيه، وإلزامه بدفع 10 آلاف جنيه تعويضا مؤقتا في دعوى رفعتها ضده نوارة أحمد فؤاد نجم، تتهمه فيها بسب وقذف والدها الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم.
وأثار الحكم القضائي جدلا واسعا في الأوساط الصحفية والحقوقية باعتبار أن العقوبات السالبة للحرية في قضايا النشر مخالفة للدستور وقانون تنظيم الصحافة والإعلام، وأبدى كثيرون دعمهم للباز على رأسهم نقيب الصحفيين خالد البلشي.
وعبر نقيب الصحفيين، في بيان، عن انزعاجه من صدور حكم بالحبس ضد الباز في قضية تتعلق بالنشر، مؤكدا موقف نقابة الصحفيين الثابت الرافض لتوقيع عقوبات سالبة للحرية في قضايا النشر.
وشدد البلشي، على تقديره للشاعر الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم، وأكد ضرورة الفصل بين نقد الشخصيات العامة وتوجيه الإساءة لها، داعيا الصحفيين إلى الالتزام بالقواعد المهنية وميثاق الشرف الصحفي عند تناولهم للحياة الشخصية للمواطنين أو الشخصيات العامة.
وأكد البلشي، أن رفض النقابة للحبس في قضايا النشر ليس حكرا على آراء بعينها، ولا تمييزا للصحفيين، بل يمتد ليشمل جميع المواطنين، انسجاما مع موقفها الثابت واحتراما لنصوص الدستور .
وبعد الجدل الواسع، أعلنت نوارة أحمد فؤاد نجم، تنازلها عن الدعوى الجنائية ضد “الباز”، استجابة لطلب نقيب الصحفيين خالد البلشي، ومع ذلك، تبقى الدعوى المدنية قائمة، كما أن الباز أعلن أنه سيقوم بإجراءات الاستئناف على الحكم.
وبعد بيان البلشي عن دعم الباز بعد الحكم بحبسه، واللذين يختلفان في الاتجاهات السياسية، كتب الباز على حسابه بموقع فيسبوك، اليوم الأحد، قائلا إن “تنازل ابنة نجم عن الشق الجنائي يخصها، وأنه يشكر من سانده لكن لم يطلب من البلشي التدخل لتتنازل ابنة نجم أو غيرها”.
وواصل الباز: “تواصلت مع الصديق العزيز خالد البلشي لمعرفة موقف النقابة من حكم سالب للحرية، وكان على قدر المسئولية كما عهدته، وأعلن تضامنه معي، وأشكره على ذلك”.
وأكد أنه سيتخذ إجراءات الاستئناف على الحكم، لمواصلة القضية تمسكا بحقه في الدفاع عن مهنة “أصبحت مستباحة”، مؤكدا أن “الرأي لا يمكن أن يجرم مهما كانت درجة حدته وعنفه وقسوته، ولنا في نجم نفسه أسوة حسنة”، وفق قوله.
واعتبر أن “القضية ستكون فرصة لكشف زيف من يتحدثون عن الحرية، ويدعون الدفاع عن حرية الرأي، ويتضامنون طبقا للألوان السياسية والفكرية، كما ستكون فرصة لدرس قانوني لعل وعسى أن يتعلم منه البعض وتحديدا الإخوة الحقوقيون”.
وكانت “نوارة نجم” قد اتهمت “الباز” بالسب والقذف بعد نشره فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبرت أنه استخدام فيها ألفاظا مسيئة تمثل خوضا وطعنا في سمعة العائلة، وحذف “الباز” هذه الفيديوهات لاحقا “تقديرا لمشاعرها”، على حد قوله.
