« أم تي آي نيوز » أشرف خليفة
أعرب المتحدث الرسمي باسم الخطوط الجوية اليمنية، حاتم عثمان الشعبي، عن أسفه إزاء تدمير 3 طائرات من أسطول الشركة، خلال قصف مطار صنعاء الدولي إثر غارات نفذتها المقاتلات الإسرائيلية، الثلاثاء الماضي، محمّلا ميليشيا الحوثي المسؤولية.
وحمّل المتحدث في شركة الطيران اليمنية ميليشيا الحوثي والقائمين على الشركة الجوية في صنعاء مسؤولية ضياع وفقدان 3 طائرات؛ بسبب تعنتهم واستمرارهم في اختطافها منذ نحو عام، وعدم الاستجابة للنداءات المتكررة التي أطلقتها الشركة في تجنيب وتحييد “الناقل الوطني” عن الصراعات القائمة، والإبقاء على أصولها وممتلكاتها بعيدًا عن أي حسابات، حتى تتمكن من تقديم خدماتها لجميع أبناء الشعب اليمني، على أكمل وجه.
خسارة فادحة
وقال الشعبي، في حوار خاص أجراه معه “إرم نيوز”: “إننا كناقل وطني للجمهورية اليمنية نأسف لتدمير الطائرات المدنية التي تعد ملكا لأبناء هذا الوطن، إذ كان بالإمكان الحفاظ عليها وإبعادها عن مناطق الصراع”.
واعتبر الشعبي “تدميرها” وفقدانها “خسارة فادحة للشركة، التي أسهمت بتخفيف المعاناة الإنسانية عن أبناء الوطن من المهرة إلى صعدة، وكانت الجسر الواصل بين اليمن والعالم”.
وكشف الشعبي أن الطائرات الثلاث التي دُمّرت من طراز (A320 AFA , A320 AFC , A330 AFE)، لافتًا إلى أن “هذه الطائرات المُدمّرة بالإضافة للطائرة الرابعة وهي من طراز (A320 AFF) التي كانت في رحلة إلى مطار الملكة علياء الدولي بالمملكة الأردنية الهاشمية، أثناء قصف المطار، تستحوذ عليها ميليشيا الحوثي منذ العام الماضي”.
وأوضح الشعبي أن “هذه الطائرات الأربع لم تكن تحت سيطرة قيادة الشركة الشرعية، إذ تم الاستحواذ عليها في يوليو/ تموز من العام 2024 الماضي، أثناء قيامهم بالواجب الإنساني والوطني والديني لنقل حجاج بيت الله الحرام بين مطاري جدة وصنعاء، أثناء عودة الحجاج إلى مناطق سيطرة ميليشيا الحوثيين”.
تعنت الشركة في صنعاء
وأشار إلى أنه “وعلى الرغم من المطالبات المتكررة من قيادة الخطوط الجوية اليمنية الشرعية للقائمين على الشركة في صنعاء بضرورة الإفراج عن الطائرات والسماح لها بمغادرة مناطق الصراع إلى مطار عدن الدولي، أو أي مطار في الجمهورية اليمنية، أو أي مطار دولي آخر، حفاظًا على الطائرات التي تعد الرئة التي يتنفس منها الشعب عند رغبته بالسفر، فإن هذه المطالبات، التي كانت عبر القنوات الرسمية المعمول بها في الشركة، قوبلت بالتعنت والرفض من قبل القائمين على الشركة في صنعاء”.
واستعرض الناطق الرسمي باسم الخطوط الجوية اليمنية جانبًا من مضمون تلك المراسلات التي كانت تُرسل من أجل إخلاء سبيل الطائرات المختطفة، بقوله: “قيادة الشركة الشرعية لطالما أكدت ضرورة إبعاد الناقل الوطني عن المماحكات وعدم الزج بها بالصراعات السياسية وتحييدها لتبقى فقط لخدمة جميع أبناء اليمن”، مضيفًا: “لكننا ورغم كل تلك المراسلات والمطالبات لم نجد آذانا صاغية وعقولا واعية للحفاظ على ممتلكات الشعب من الطائرات”.
وأكد حاتم الشعبي “أن المسؤولية يتحملها القائمون على الشركة في صنعاء وكذلك سلطة صنعاء، الذين كان بإمكانهم الحفاظ عليها، لو استمعوا للنداءات المتكررة من قيادة الشركة الشرعية والحكومة”.
خسائر الخطوط اليمنية
وتطرق الشعبي، في سياق الحوار، إلى الحديث عن الخسائر التي تتكبدها شركة طيران اليمنية؛ بسبب ممارسات ميليشيا الحوثيين التعسفية، لافتًا إلى أن “خسائر الشركة المادية كبيرة جدًا، ابتداءً من حجز أرصدة الشركة منذ مارس/ آذار من العام 2023، مرورًا باختطاف الطائرات في يوليو/ تموز 2024، وصولًا إلى حجز جميع مبيعات التذاكر في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثيين، ومنع أي تصرف لقيادة الشركة بالطائرات طوال عام كامل وكذلك الأرصدة المحجوزة لديهم، انتهاءً بتدمير الطائرات الثلاث”.
وعمّا إذا كانت الشركة ستتحرك للمطالبة بتعويضات عن تدمير الطائرات الثلاث، يشير الشعبي: “نحن كناقل وطني سبق وأن طالبنا وحذرنا من استمرار اختطاف الطائرات، ولابد للقيادة السياسية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة النظر في هذا الأمر، كونه أمرًا سياديًا للدولة، ويخدم جميع أبناء الجمهورية اليمنية”.
أسطول الشركة
وعن آلية عمل الشركة، قال الشعبي إنها “كانت تمتلك 7 طائرات مختلفة، ومنذ اختطاف ميليشيا الحوثيين 4 منها، باتت الشركة تعمل بـ3 طائرات فقط، وتنطلق من مطار عدن الدولي بشكل رئيس مع وجود بعض رحلات دولية من مطاري سيئون والريان الدوليين”، متابعًا: “مع تشغيل رحلات داخلية لجميع المناطق المحررة رغم اختطاف الطائرات الأربع ومكوثها في مدرج مطار صنعاء الذي لا يشغل سوى رحلة واحدة لخط صنعاء عمّان صنعاء باليوم الواحد”.
ونوه الشعبي إلى أنه “وعلى الرغم من أننا كقيادة شرعية للشركة ليست لنا سُلطة على الطائرات المختطفة، التي يقتصر دورها على تشغيل رحلة واحدة يوميا إلى المملكة الأردنية، بحسب توافق سابق مع المبعوث الأممي، فإننا تمكّنا في قيادة الشركة الشرعية من فتح خطوط جديدة وتشغيل رحلات منتظمة خارجية وداخلية، وكذلك زيادة عدد الرحلات لبعض المناطق أثناء المواسم بهذه الطائرات الثلاث فقط، وبجدول تشغيلي منتظم”.
وحول الطائرة التي ما زالت عالقة في مطار الملكة علياء الدولي، التي تعجز عن العودة إلى الديار بسبب خروج مطار صنعاء الدولي عن الخدمة، يقول الشعبي إنها “من ضمن المطالبات التي تقوم بها القيادة السياسية لاستعادتها”.
