« أم تي آي نيوز » ذياب الحسيني
في الجنوب، لا تقتصر الحرب على ميادين القتال، بل هناك حرب أكثر خبثًا، حرب التجويع والخدمات ، يمارسها نافذون في هرم السلطة الشرعية، خدمةً لأجندات خارجية، تهدف إلى إنهاك الجنوب وتقويض قدرته على النهوض، في مخطط ممنهج لا يقل ضراوة عن المواجهات العسكرية في الجبهات.
إن سياسة التجويع ليست عشوائية، بل مدروسة بعناية ، حيث تشهد المحافظات الجنوبية انهيارًا اقتصاديًا مخططًا، وتدهورًا ممنهجًا في الخدمات الأساسية ، في ظل تفشي الفساد المالي والإداري، وتحركات تسعى إلى إبقاء الجنوب رهينة الأزمة الاقتصادية والخدماتية ، ليظل مكبلًا بقيود العجز والمعاناة، في وقت يحتاج فيه إلى استقرار يليق بتضحيات أبنائه.
الحرب الخدماتية المفروضة على الجنوب ليست مجرد إهمال إداري، بل هي سياسة خنق ممنهجة، تهدف إلى إبقائه في حالة من التقهقر الاقتصادي والسياسي، واستنزاف موارده في معارك جانبية تخدم المصالح الضيقة لأدوات الفساد والنفوذ ، حيث يُصاغ الواقع وفق أجندة لا تريد لهذا الشعب أن ينطلق نحو الاستقلال الحقيقي، بل تسعى إلى تكبيله بأزمات لا تنتهي.
