الجمعة, أبريل 25, 2025
الرئيسيةاخبار عربية و دوليةمن غرف التجميد إلى الاعترافات الملفقة… شهادات تقشعر لها الأبدان

من غرف التجميد إلى الاعترافات الملفقة… شهادات تقشعر لها الأبدان

« أم تي آي نيوز » متابعات

‏يظل معتقل غوانتانامو رمزاً لمأزق قانوني دولي ومعلماً كبيراً من معالم الجبروت الأميركي والصلف المرتكز على القوة العسكرية خلال القرن الـ 21، إذ لا يزال هذا السجن الكبير يحتجز عدداً من المعتقلين المنتمين لدول وجنسيات مختلفة، ويعجز السياسيون وحتى الرؤساء الأميركيون عن إغلاقه، إذ لا يزال يضم في الوقت الحالي 30 معتقلاً من أصل 780 أمضوا ردحاً من أعمارهم بين جدرانه وفي زنازينه منذ افتتاحه عام 2002، وجرت الموافقة بالفعل على نقل كثير من نزلاء هذا المعتقل الشهير إلى بلدان أخرى، ولكن قلة من الدول ارتضت قبولهم حتى الآن، ووعد الرؤساء باراك أوباما وجو بايدن ودونالد ترمب بإغلاق معتقل غوانتانامو سيئ الصيت ولكن لم ينجح أي منهم في تنفيذ وعده بإقفال هذا المعتقل الذي يثير مجرد ذكر اسمه كثيراً من الحساسيات والبغضاء والكراهية.

وتأثير وكالات الاستخبارات الأميركية واضح إلى حد كبير، فبالنسبة إليهم يظل هذا السجن الكبير مكاناً ضرورياً للتعذيب وإخفاء الأشخاص غير المناسبين وغير ذلك من الأسرار، حتى إن ترمب صرح بأن السجن يمكن أن يستخدم لاحتجاز “1000 مهاجر غير شرعي”، ومنذ افتتاحه عام 2002 ما فتئت روسيا تطالب بانتظام بإغلاق هذا السجن ووضع حد لانتهاك حقوق المعتقلين فيه، ويشير الدبلوماسيون الروس إلى أن حقوق الإنسان الأساس تنتهك بصورة منهجية في غوانتانامو، وأن هذه “صفحة مخزية في تاريخ الولايات المتحدة”، ويوجد حالياً مواطن روسي واحد في السجن، وتعمل وزارة الخارجية والدبلوماسية الروسية منذ أعوام على إطلاقه ولكن من دون الوصول إلى نتيجة.

‏فضائح

كان حاكم ولاية فلوريدا، رون ديسانتيس، المنافس الجمهوري الصريح لدونالد ترمب على وشك إعلان ترشحه للرئاسة عندما وجد نفسه في قلب فضيحة تتعلق بتفاصيل مسيرته المهنية، وفي عام 2006 أثناء عمله محامياً عسكرياً عاماً في سجن غوانتانامو سيئ السمعة، اتخذ ديسانتيس قرارات بإطعام السجناء الذين كانوا يضربون عن الطعام بانتظام للمطالبة بتحسين ظروفهم، قسراً، وجرى بعد ذلك ربطهم على كرسي وإدخال أنبوب من خلال أنوفهم ضُخ خلاله خليط من البروتين إلى بطونهم، ولفتت الفضيحة مرة أخرى انتباه الرأي العام إلى السجن سيئ السمعة الذي عجز آخر ثلاثة رؤساء أميركيين عن إغلاقه.

وعلى رغم هذه الفضيحة وغيرها من الفضائح التي تسربت من بين الأسلاك الشائكة العالية التي تحيط بهذا المعتقل، لا تزال الأسباب التي تجعل عشرات السجناء يقبعون حتى الآن في معتقل غوانتانامو من دون توجيه اتهامات رسمية إليهم مجهولة، كما لا تزال المحاكمات التي يتعين عليهم تحملها معلقة حتى إشعار آخر، على رغم أن غالبية الأميركيين العاديين يشعرون بكثير من الاشمئزاز والحيرة تجاه وجود سجن يتعرض فيه السجناء للتعذيب.

وبات إطلاق سجناء في الآونة الأخيرة من غوانتانامو ظاهرة، إذ جرى أخيراً إطلاق شقيقين من باكستان بعد أن ظلا محتجزين من دون توجيه تهمة إليهما مدة 20 عاماً، وجرى نقل عبد رباني (53 سنة) ومحمد رباني (55 سنة) من كوبا إلى بلدهما، وقد قُبض على الأخوين عام 2002 في مدينة كراتشي الباكستانية المسالمة، واتُهما بالتورط في منظمة إرهابية، لكن القضية لم تصل إلى المحاكمة أبداً.

والواقع أن النقطة الأساس هنا هي أن سجن خليج غوانتانامو يشكل منطقة فراغ قانوني، وقد أمضى عشرات الأشخاص المتهمين أو المشتبه بهم من قبل الولايات المتحدة بالتورط في أنشطة إرهابية عقداً من الزمان أو أكثر هناك من دون الحصول على تمثيل قانوني.

ويتعرض السجناء هناك للتعذيب ويجبرون على الاعتراف بأفعال وارتكابات لم يقوموا بها، قبل أن يطلقوا بعد أعوام طويلة من الإذلال والتعذيب والتجويع، ثم يجرى نقلهم معصوبي الأعين من زنازينهم مباشرة إلى بلدانهم الأصلية، وعلى رغم الموقف السلبي الواضح الذي يتبناه الأميركيون العاديون تجاه السجن فإنه لا يزال يؤدي وظيفته.

قاعدة مغتصبة بصورة دائمة

كان الوجود العسكري الأميركي الأول في خليج غوانتانامو بكوبا أثناء الحرب الأميركية ضد إسبانيا في يونيو (حزيران) 1898، ثم نزل مشاة البحرية الأميركية على ساحل الخليج وتمكنوا مع المتمردين المحليين من هزيمة مجموعة قوامها 5 آلاف جندي إسباني مدافع، ونتيجة لحرب عام 1898 تخلت إسبانيا عن كوبا التي كانت مستعمرة للمملكة الأوروبية وأصبحت الجزيرة دولة مستقلة، وبدورها تركت الولايات المتحدة قوة عسكرية كبيرة في كوبا، وبررت الحكومة ضرورة وجود هذه القوة بأنها الضامن لاستقلال كوبا.

وفي عام1903 منحت حكومة الجزيرة الولايات المتحدة قطعة أرض في خليج غوانتانامو لأغراض عسكرية، وعلاوة على ذلك جرى توفير الأراضي للإيجار الدائم وتوقيع الاتفاق المقابل في الـ 23 من فبراير (شباط) 1903، إذ أنشأت الولايات المتحدة قاعدة بحرية على أرض مستأجرة.

وفي عام 1933 وقعت ثورة عسكرية في كوبا وأصبح الرقيب فولجنسيو باتيستا البالغ من العمر 32 سنة الحاكم الفعلي للجزيرة، وقد حظيت تصرفات المتمردين بموافقة الجانب الأميركي، وفي العام التالي أكد الحاكم الشاب الاتفاق مع الولايات المتحدة في شأن استئجار غوانتانامو، وفي الوقت نفسه جرت إضافة بند إلى الاتفاق مفاده أنه لا يمكن إنهاؤه “إلا بموافقة الطرفين أو في حال انتهاك شروط عقد الإيجار”، والذي بموجبه لا تستطيع الولايات المتحدة استخدام الأراضي المخصصة لها في خليج غوانتانامو إلا لإقامة قاعدة بحرية، ويتعين عليها أن تدفع 3400 دولار سنوياً في مقابل الأراضي المخصصة لها.

وفي عهد فولجنسيو باتيستا كانت القاعدة بمثابة منتجع للجنود أكثر من كونها منشأة عسكرية حقيقية، وكانت وظيفتها الرئيسة في ذلك الوقت توفير منطقة تدريب شتوية للبحرية الأميركية المتمركزة على ساحل المحيط الأطلسي، وفي خمسينيات القرن الـ 20 عمل آلاف الكوبيين في القاعدة لكنهم عاشوا خارجها، وفي عام 1959 أطاح ثوار باربادوس بقيادة فيدل كاسترو فولجينسيو باتيستا، وبطبيعة الحال لم تكن لدى ثوار باربادوس أية نية لإقامة صداقات مع الولايات المتحدة التي دعمت الدكتاتورية بصورة نشطة، فأعلنت الحكومة الكوبية الجديدة نيتها إنهاء عقد الإيجار غير المحدد لمعتقل غوانتانامو، إلا أن الحكومة الأميركية رفضت التجاوب متذرعة بعدم وجود أي أساس قانوني للقيام بذلك، وأرسلت الولايات المتحدة دفعات الإيجار بانتظام على رغم أن الحكومة الكوبية الجديدة رفضت تسلمها.

وبعد تغيير السلطة في البلاد خضع النظام الأمني حول محيط غوانتانامو لتغييرات كبيرة، سواء على الجانب الكوبي أو على الجانب الأميركي، وظهرت أبراج المراقبة وحقول الألغام وأسوار الأسلاك الشائكة على الجانبين، وفي أواخر عام 1961 زرع الجيش الكوبي حاجزاً من الصبار الشائك بطول 13 كيلومتراً وعرض ثلاثة أمتار على طول الجزء الشمالي الشرقي من السياج المحيط بقاعدة خليج غوانتانامو، وبصورة عامة تعايشت القوات العسكرية الأميركية مع الكوبيين الذين تغتصب أرضهم على مدى العقود التالية، ولم تقع أية حوادث مسلحة حول غوانتانامو.

ولأن حقوق وسيادة كوبا في غوانتانامو واضحة ولا تقبل الجدل، وبموجب معاهدة وقعت عام 1903 وأعيد تأكيدها عام 1934، اعترفت الولايات المتحدة بالسيادة المطلقة لكوبا، وفي المقابل تنازلت كوبا للولايات المتحدة عن الولاية والسيطرة الكاملة من خلال عقد إيجار دائم لا يمكن إنهاؤه إلا بالتراضي، في مقابل إيجار منخفض تحصل البحرية الأميركية على أفضل ميناء طبيعي جنوب تشارلستون، ساوث كارولينا.

معتقل بلا صفة رسمية

وعلى رغم وجود غوانتانامو منذ زمن لكن بعد أحداث الـ 11 من سبتمبر (أيلول) 2001، وعندما أعلنت الولايات المتحدة الحرب على الإرهاب، بدأت مرحلة جديدة في تاريخ غوانتانامو مما جعل القاعدة مشهورة في جميع أنحاء العالم، ففي يناير (كانون الثاني) 2002،جرى إنشاء سجن عسكري فيها، وبدأ الأميركيون بإرسال أشخاص يشتبه بتورطهم أو يتهمون بالتورط في أنشطة منظمات إرهابية إسلامية مثل “طالبان” و”القاعدة” إلى هناك، والذين جرى القبض عليهم خلال عمليات خاصة في أفغانستان أو خلال غارات مكافحة الإرهاب في بلدان أخرى.

وفي يناير 2002 استقبل السجن 20 أفغانياً متهمين بالمشاركة في القتال إلى جانب المتطرفين من حركة “طالبان”، وجرى احتجازهم موقتاً في مركز الأشعة السينية، وفي أبريل (نيسان) 2002 بُني ما يسمى “معسكر دلتا” وأصبح المكان الرئيس لاحتجاز السجناء الذين يجرى تسليمهم إلى غوانتانامو وكان يتسع لاحتجاز 612 سجيناً فقط، وكان من المقرر نقل مئات آخرين من المشتبه بهم الذين جرى القبض عليهم من قبل الجيش إلى غوانتانامو للاحتجاز، وكان الجزء الأصعب في إنشاء معتقل غوانتانامو ولا يزال يكمن في أن السجناء هناك كانوا في الواقع محتجزين في فراغ قانوني، فلم يكن لا وقتها ولا اليوم أي قانون أميركي ساري المفعول في هذه المنطقة الجغرافية المغتصبة، حيث تقع القاعدة البحرية خارج الأراضي الأميركية.

ومنذ بداية وجود المعتقل الرهيب لم يكن للسجناء أي حقوق ولم يكن بوسعهم الكتابة أو الاتصال بأقاربهم ولا طلب المساعدة من المحامين، ولم تكن هناك قيود ولا حدود على مدة احتجازهم في السجن، ولم يكن الجيش ملزماً بتوجيه اتهامات رسمية ضد السجناء من أجل إبقاءهم قيد الاحتجاز أو حتى إحالة قضاياهم إلى المحكمة، ولم تنطبق هناك أيضاً أية قواعد قانونية دولية أخرى، ولم يكن السجناء يتمتعون بوضع أسرى الحرب وبالتالي فإن المعايير الدولية لمعاملة أسرى الحرب لم تنطبق عليهم هناك، وتعرضوا لأعوام من ظروف اعتقال وتعذيب قاسية للغاية، ولم تجرى محاسبة أي ضابط عسكري أو استخباراتي أميركي على الإطلاق، إذ يُزعم أن ضباط وكالة الاستخبارات المركزية شاركوا في الاستجوابات والتعذيب.

وكان جميع السجناء يجبرون على ارتداء زي برتقالي مميز ويحتجزون في زنازين انفرادية، وعند خروجهم للتنزه كانت النزهات القصيرة تجرى في ساحات صغيرة مغلقة واحدة تلو الأخرى، حيث يجرى تغطية أعينهم وفي بعض الأحيان يجرى وضع سماعات عازلة للصوت على آذانهم حتى لا يتمكن السجناء من سماع بعضهم أو أي شيء.

وهكذا ببساطة قادتهم الاستخبارات الأميركية بعد اعتقالها لهم في دول وأماكن مختلفة لينتهي بهم الأمر في سجن خليج غوانتانامو على مدى الأعوام الماضية وهم جميعاً مسلمون، وكان العدد الأكبر من المعتقلين يتحدرون من اليمن والسعودية وأفغانستان، وكان من بين السجناء أيضاً مواطنون من بلدان أخرى، وجرى القبض عليهم في أفغانستان أو اعتقالهم خارجها، وتوفي تسعة من معتقلي غوانتانامو، وسبّ وزارة الدفاع الأميركية فإنهم لقوا حتفهم بسبب مشكلات صحية أو انتحروا، ومع ذلك يزعم نشطاء حقوق الإنسان أن بعض السجناء ماتوا نتيجة التعذيب.

وكان التعذيب و لا يزال ممارسة شائعة في المعتقل الرهيب القائم في خليج غوانتانامو، إذ يقوم أفراد الجيش وضباط الاستخبارات بضرب السجناء بصورة مبرحة لانتزاع اعترافاتهم وإجبارهم على تجريم أنفسهم وتنفيذ عمليات إعدام وهمية.

شهادات حية

وخلال الصيف الماضي التقيت الأفغاني عبيدالله حنيف والذي كان أحد السجناء السابقين في خليج غوانتانامو، وحكى طريقة القبض عليه من قبل قوات خاصة تابعة للجيش الأميركي في ولاية خوست بأفغانستان في يوليو (تموز) 2002، إذ اقتحم الجيش منزله واعتقله هو وأبناء عمومته.

وقال حنيف إن الجيش عثر خلال عملية التفتيش على دفتر زعموا أنه يحوي رسوماً تخطيطية للعبوات الناسفة البدائية، لكنه نفى أي تورط له في أي من الجماعات التي قاتلت ضد الأميركيين والقوات الأجنبية الأخرى في أفغانستان.

وبحسب شهادته فإنه قبل الاستجواب نقل أولاً إلى غرفة يجرى فيها ضخ الهواء البارد بواسطة مكيف هواء وإبقائه هناك لساعات عدة، وبعد الاستجواب جرى إرساله مرة أخرى إلى غرفة باردة وإبقاؤه هناك مدة تتراوح بين ثلاث وأربع ساعات، ونتيجة للاحتجاز المنتظم في غرفة باردة أصيب بنزلة برد وارتفعت حرارته حتى 40 درجة مئوية لكن لم يجر علاجه، وبعد الفحص الطبي أعاد الجيش حنيف لزنزانته.

وأضاف حنيف أنه تحت التعذيب دان نفسه وأقر بما طلبوه منه، أي الاعتراف بأنه كان متورطاً في أنشطة تنظيم “القاعدة”، لكن لم تجر محاكمته واحتجز 14 عاماً ثم نقل إلى الإمارات ولم يسمح له بالعودة لأفغانستان، ولكن بعد عودة “طالبان” للسلطة جرى تعيينه مديراً لهيئة المكتبة العامة الأفغانية وأصبح يسافر لحضور المؤتمرات الدولية.

لأشهر عدة عبيدالله حنيف في سجن عسكري في مقابل زنزانة كان يحتجز فيها أشهر سجين في غوانتانامو، الموريتاني محمد ولد صلاحي، والذي جرى القبض عليه في بلاده من قبل أجهزة الاستخبارات الأميركية بموافقة السلطات المحلية، ونقل أولاً إلى أفغانستان في “قاعدة باغرام” الجوية ومن هناك إلى غوانتانامو في أغسطس (آب) 2002، وهو متهم بالإسهام في تنظيم هجوم الـ 11 من سبتمبر على الولايات المتحدة، وفي أوائل تسعينيات القرن الـ20 سافر محمد ولد صلاحي إلى أفغانستان، حيث تعلم مهارات عسكرية في معسكر تدريب للمجاهدين الذين كانوا مدعومين آنذاك من الولايات المتحدة، لكنهم لم يشاركوا في أي عمليات قتالية، وفي ذلك الوقت كان المجاهدون يقاتلون ضد نظام محمد نجيب الله، وقرر الموريتاني مساعدة إخوانه في الإيمان في الإطاحة بـ “الشيوعيين الملحدين”، وكانت هذه فكرة رومانسية لدى الشاب، لكن أموره مع المجاهدين لم تسر على ما يرام، وبعد أشهر قليلة في أفغانستان غادر إلى ألمانيا وتخرج في الجامعة ثم عاد لموريتانيا وعمل في قطاع تكنولوجيا المعلومات.

وفي غوانتانامو تعرض للتعذيب لفترة طويلة لإجباره على الاعتراف بأنه كان حلقة الوصل بين قيادة “القاعدة” ومرتكبي هجوم الـ 11 من سبتمبر 2001، إذ جرى تعريضه لدرجات حرارة قصوى وإذلال جنسي وضرب والتهديد بالاعتقال والعنف ضد أقاربه، حتى أنه ذات يوم عُصبت عيناه وأُخذ إلى البحر على متن قارب لتنفيذ حكم الإعدام فيه، وفي النهاية انهار الموريتاني فعلاً ودان نفسه، وقد جرت الموافقة على تعذيب محمد ولد صلاحي شخصياً من قبل وزير الدفاع الأميركي آنذاك دونالد رامسفيلد، واستمر التعذيب الوحشي دون انقطاع لمدة 70 يوماً.

وعام 2005 تمكن أصدقاؤه من إقناع المحاميتين نانسي هولاندر وتيريزا دنكان بالدفاع عنه والتوكيل والانضمام إلى القضية، وبحلول ذلك الوقت كان الموريتاني قد تعلم اللغة الإنجليزية في السجن واحتفظ بمذكراته بتلك اللغة، وبعد 10 أعوام تمكن من تسليم المذكرات إلى المحامين وجرى نشرها، وإن كان ذلك في شكل خاضع للرقابة الشديدة، إذ جرى حجب الأجزاء من الصفحات التي اعتبرها الجيش معلومات سرية، وبفضل هذا الكتاب أصبح العالم أجمع على علم بما يحدث في معتقل غوانتانامو العسكري، وتمكن محامو الموريتاني من إثبات أن موكلهم دان نفسه تحت التعذيب، وفي عام 2016 أفرج عنه وأعاده الجيش لموريتانيا، وجرت إعادة نشر الكتاب هذه المرة من دون أية تعديلات رقابية، وفي عام 2021 جرى إنتاج فيلم “الموريتاني” المقتبس عنها.

وفي يناير عام 2021 نشرت مجلة “نيويورك ريفيو أوف بوكس” رسالة مفتوحة من محمد ولد صلاحي وستة معتقلين سابقين آخرين في غوانتانامو يطالبون فيها الرئيس الأميركي السابق جو بايدن بإغلاق هذا المعتقل العسكري، لكن كثيراً من السجناء السابقين انضموا إلى منظمات إرهابية بعد إطلاقهم، واعتبر أعضاء الكونغرس هذا حجة قوية لمصلحة استمرار عمل سجن يفتقر تماماً إلى أي حقوق للسجناء، ولا أحد يفهم لماذا يظل معتقل خليج غوانتانامو قائماً ومفتوحاً على رغم انتهاء الحرب في أفغانستان، ولا أحد يعرف لماذا لا يُقدم الأشخاص المحتجزين هناك قسراً إلى العدالة وتقديم الأدلة ضدهم تمهيداً لإدانتهم أو إطلاقهم إذا كانوا أبرياء ولم يقترفوا ما يمكن معاقبتهم عليه.

والحقيقة أن كثيراً من السجناء السابقين انضموا إلى منظمات إرهابية بعد إطلاقهم، وقد اعتبر أعضاء الكونغرس هذا حجة قوية لمصلحة استمرار عمل سجن يفتقر تماماً إلى أي حقوق للسجناء، وفي سبتمبر 2022 عيّن البيت الأبيض ممثلاً له لمراجعة حالات بعض السجناء، ولكن لا يوجد أي حديث حتى الآن عن إغلاق هذا المعتقل الذي أصبح كالسرطان العضال الذي يكلف الموازنة الأميركية نحو 540 مليون دولار سنوياً، والسؤال حالياً ليس أين يقع معتقل خليج غوانتانامو ولا مدى شرعية وجوده على أراض كوبية مغتصبة، بل إن اقتراب ذكرى إنشاء هذا السجن الرهيب تشكل سبباً للتساؤل عن سبب استمرار وجوده بعد أعوام من انتهاء سبب ومبررات استحداثه، على رغم الانتهاكات الواضحة لحقوق الإنسان وسيادة القانون، وحتى بعد انتهاء مهمة مكافحة الإرهاب في أفغانستان والتي كانت أحد أسباب وجود السجن.

محاولات فاشلة لإغلاق أرهب المعتقلات

ظهرت الخطط الأولى لإغلاق معتقل غوانتانامو في نهاية إدارة جورج دبليو بوش، كما وعد باراك أوباما مرات عدة بإغلاقه لكنه سرعان ما خسر غالبيته في الكونغرس، ونجح الجمهوريون مرة أخرى في تمرير قانون ينص على أن “أي معتقل في غوانتانامو ليس له الحق في دخول الولايات المتحدة لأي سبب”، كما تقول المحامية نانسي هولاندر، ومن ثم فإن تسليم السجناء إلى الولايات المتحدة أمر مستحيل من الناحية القانونية، وقال الرئيس دونالد ترمب خلال فترة إدارته الأولى إن خليج غوانتانامو لا يزال مفتوحاً، ويزعم الجمهوريون أن السجن يحمي الأميركيين من الهجمات الإرهابية، وإن تسليم السجناء إلى الولايات المتحدة أمر خطر للغاية، ومن ناحية أخرى يزعم معارضو غوانتانامو أن وجود السجن يقود إلى تطرف الشباب المسلم، أما المرحلة التالية من النقاش حول غوانتانامو فبدأت في عهد الرئيس جو بايدن الذي أعلن بعد توليه منصبه من خلال سكرتيرته الصحافية أنه يخطط لإغلاق السجن، “ولكن لم تكن هناك أية محاولة لتحويل هذه الوعود إلى حقيقة”، تضيف هولاندر.

اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن المؤكد أن إدارة بايدن واجهت مشكلات أكبر من غوانتانامو، فمستقبل السجن غير معروف، ومع أنه جرى إطلاق بعض السجناء وإعادة آخرين لوطنهم، إلا أن مديرة منظمة العفو الدولية دافني إيفياتار ليست متفائلة، وتقول إنه “مع تناقص عدد السجناء أصبح واضحاً مدى عبثية كل هذا”، وبعد كل شيء فإذا تركنا الأسباب الأخلاقية جانباً فإن كُلف إعالة سجين واحد في غوانتانامو تكلف دافعي الضرائب الأميركيين 13 مليون دولار سنوياً من الناحية المادية.

وتقول المحامية هولاندر إنه سيكون من الأكثر ربحية إبقاء السجناء في الولايات المتحدة ولكن هذا ليس الحل، فهي تطالب بالإفراج الفوري عن جميع سجناء معتقل غوانتانامو، “لا يمكننا أن نبقي شخصاً في السجن لـ 20 عاماً من دون توجيه اتهامات أو حكم عليه لعدم وجود أدلة كافية ضده، وفي الوقت نفسه ندعي أنه خطر”.

مدينة أميركية

عندما يفكر كثير من الناس في غوانتانامو فإنهم يتخيلون التعذيب والأسلاك الشائكة، وعلى رغم تحركات سابقة لكن في الواقع لا يشكل السجن والمحكمة العسكرية سوى جزء صغير من القاعدة العسكرية الأميركية، وتشبه قاعدة غوانتانامو البحرية في كثير من النواحي بلدة أميركية صغيرة، فهناك مدرسة جديدة مجهزة بالتكنولوجيا الحديثة بلغت كلفة بنائها 65 مليون دولار، ومن المفترض أن يحظى 220 طفلاً من أبناء العسكريين الذين يخدمون في هذه القاعدة بطفولة طبيعية هناك، على رغم حقيقة أن هناك أشخاصاً على بعد خمسة كيلومترات ينتظرون المحاكمة منذ هجمات الـ 11 من سبتمبر، وكذلك يوجد سوبر ماركت ومبان سكنية ومطعم “ماكدونالدز” هو الوحيد في كوبا داخل قاعدة غوانتانامو، وكل هذا يذكرنا بالقصائد الغنائية الأميركية، إذ تبث محطة “راديو غوانتانامو” موسيقى البوب اللاتينية، ويمكن للزوار شراء قميص “روكين إن فيدل باك يارد” من متجر الهدايا.

أمام الميكروفون فتقف مقدمة البرامج الإذاعية أناليز كانديلاريا مرتدية الزي الرسمي، فلقد كانت على الهواء منذ الساعة الثامنة صباحاً، ويُسمع في البرنامج الصباحي مواضيع التواصل والموسيقى، ولكن أيضاً مواضيع خطرة مثل الانتحار، وقالت كانديلاريا إن “مهمتي في المقام الأول والأخير هي الحفاظ على الروح المعنوية بين أفراد القوات داخل القاعدة التي تضم المعتقل في خليج غوانتانامو الكوبي.

وتتميز غوانتانامو بموقعها في شمال شرقي الجزيرة في الخليج الذي يحمل الاسم نفسه، وبفضل خصائصها الطبيعية يمكن استخدامها لاستيعاب السفن الصغيرة بصورة ملائمة، والتي يستخدمها الأميركيون في قاعدة غوانتانامو العسكرية.

محاولة فيدل كاسترو استعادة غوانتانامو

بعد نجاح الثورة في كوبا تمكن قائدها فيدل كاسترو من الدفاع عن إنجازاته من خلال هزيمة الإنزال الأميركي في خليج الخنازير، وطالبت السلطات الكوبية الجديدة الولايات المتحدة بإعادة القاعدة والانسحاب منها، حتى إنها فكرت في الاستيلاء على الخليج بالقوة، ورداً على ذلك حاصرت الولايات المتحدة خليج غوانتانامو بحقول الألغام ولم يتمكن الكوبيون من استعادة هذا الخليج الذي تعترف واشنطن بسيادتهم عليه، والأنكى من ذلك أن قوات الأمن الأميركية قررت إنشاء سجن قرب القاعدة العسكرية الأميركية في غوانتانامو بعد هجمات الـ 11 من سبتمبر، ثم أطلقت واشنطن “الحرب على الإرهاب” وكانت بحاجة إلى مكان لإيواء الإرهابيين المشتبه بهم، فقامت باختيار غوانتانامو لأنه بعيد من النظام القانوني الأميركي الذي اعتقدت القوات العسكرية الأميركية أنه قد يعوق التحقيق.

كيف يعمل معتقل غوانتانامو؟

ينقسم مجمع معتقل خليج غوانتانامو إلى أقسام عدة، ولكل منها غرضها ومستوى الأمن الخاص بها، ومنها معسكر دلتا المجمع الرئيس، ويتضمن كتلاً عدة ومنها:

المخيم رقم (5) الذي يخضع لأقصى درجات الأمن والحراسة على غرار سجن “أي دي إكس فلورانس” في الولايات المتحدة، ويضم زنازين مفردة ذات اتصال محدود، وفيها يجرى احتجاز أخطر السجناء.

المخيم رقم (6) وفيه زنازين مشتركة تتسع لما بين 10 و 20 شخصاً ويتمتع بنظام أكثر ليونة ولكن تحت حراسة وإشراف مستمرين، وفيه يستطيع السجناء التواصل ولكن من دون الحصول على أية معلومات من الخارج.

المخيم رقم (7)، الكتلة السرية، وفيه يحتجز سجناء رفيعي المستوى مثل خالد شيخ محمد، المتهم بأنه المنظم الرئيس لأحداث الـ 11 من سبتمبر وتطبق عليه عزلة كاملة، وتفاصيل المحتويات سرية.

“معسكر إيكو”، العزل والاستجواب، وفيه زنازين فردية للاحتجاز الموقت تستخدمها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية للاستجواب والتعذيب.

معسكر بلاتينيوم للمميزين، وقد جرى إنشاؤه خلال العقد الثاني من القرن الـ 21 للسجناء الذين يتعاونون مع المحققين، وهو يتمتع بأفضل الظروف إذ توجد فيه تلفزيونات وكتب وملاعب وساحات للمشي.

السجناء المحتجزون حالياً في معتقل غوانتانامو

بقي في هذا المعتقل الأميركي الرهيب حالياً 30 معتقلاً معظمهم لم تجر محاكمتهم قط، ويجري احتجازهم بأمر عسكري فقط، ويمكن تمييز السجناء عبر فئات عدة:

المشتبه بهم من المسلحين الإرهابيين.

سجناء دائمين تعتبرهم الولايات المتحدة خطرين ولكنها لا توجه لهم أية اتهامات.

السجناء المنقولون من سجون سرية أخرى تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية.

المعتقلون الأبرياء وغير المؤذيين الذين ليس لديهم مكان يذهبون إليه لأن البلدان الأخرى لا تقبلهم.

الوضع القانوني لسجن خليج غوانتانامو

لا يتمتع المعتقلون في سجن غوانتانامو بالحماية بموجب الدستور الأميركي، ولا يعتبرون أسرى حرب، كما أن قدرتهم على الاتصال بالمحامين محدودة، ومعظم الإجراءات المتخذة ضدهم يجري تحديدها من قبل الجيش الأميركي ولجانه، وتعتبر الأدلة التي يجرى الحصول عليها من السجناء تحت التعذيب مقبولة، ويحظى سجن غوانتانامو باهتمام كثير من الصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان، ولكن لا يوجد كثير من الصور عنه بسبب نظام السرية في الموقع.

محاولات الهرب من معتقل غوانتانامو

كان هناك ما مجموعه أربع محاولات هرب جماعي من السجن، أولها عام 2003 عندما اجتاحت المعتقل محاولة شغب ضخمة، إذ بدأ السجناء خلالها أعمال شغب باستخدام أسلحة بيضاء محلية الصنع من مصابيح ومفكات وقطع أثاث، واستخدم رجال الأمن الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع ضدهم مما أدى لإصابة ثلاثة سجناء، وفي عام 2005 جرى التخطيط لعملية الهرب الزائف، إذ تظاهر خمسة معتقلين بالانتحار في زنزاناتهم وخططوا لمهاجمة قوات الأمن أثناء محاولة الإنعاش، لكن جرى الكشف عن الخطة قبل تنفيذها، وفي عام 2011 حفر المعتقلون نفقاً بطول 30 متراً من المعسكر رقم (6) وقضى السجناء شهوراً وهم يحملون التراب في جيوبهم أثناء المشي، لكن جرى اكتشاف النفق والعثور على فتحته قبل اكتماله.

وفي عام 2015 حاولت مجموعة من المعتقلين الاستيلاء على سلاح أحد الحراس والاستحواذ على الأمن داخل حدود السجن، لكن نظام الاستجابة الفورية منع وقوع الحادثة، وقد أصيب اثنان من حراس الأمن بجروح طفيفة.

لماذا الهرب من غوانتانامو أمر مستحيل؟

يحوي معتقل خليج غوانتانامو ثلاثة محيطات أمنية مزودة بأجهزة استشعار الحركة، وهناك حقول ألغام في جميع أنحاء القاعدة، وغوانتانامو معزول تماماً عن العالم الخارجي حتى من الناحية المادية، إذ يقع السجن داخل جزيرة في وسط المحيط، وسجن خليج غوانتانامو مملوك للحكومة الأميركية ويحرسه الجيش الأميركي، وفي الوقت نفسه تتمتع وكالة الاستخبارات المركزية أيضاً بحقوق في السجن، وكان ضباط الاستخبارات يستخدمونه في الاستجوابات، ويجري احتجاز السجناء في السجن على أساس قرارات المحاكم العسكرية لا المدنية.

وفي الـ 21 من يناير عام 2009 وقّع الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما أمراً بتفكيك معتقل خليج غوانتانامو، وكان من المفترض أن يغلق المخيم خلال عام واحد، لكن قرار رئيس البلاد لم يجر تنفيذه لأن الكونغرس رفض تمويل إغلاق السجن، وفي الـ 31 من يناير عام 2018 ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترمب بصورة كاملة مرسوم سلفه بإغلاق السجن العسكري، وبرر القرار بالقول إنه في الحالات التي يتعين فيها احتجاز واستجواب الإرهابيين كفئة خاصة من المجرمين، فإن هناك حاجة إلى منشأة خاصة.

ومنذ انسحاب القوات الأميركية والأطلسية من أفغانستان، ولم يظهر أي سجناء جدد في غوانتانامو، وقد مر ما مجموعه 775 معتقلاً عبر هذا السجن المخيف، معظمهم لم يظهروا أمام المحكمة أبداً، ويوجد حالياً نحو 30 معتقلاً في القاعدة الأميركية في كوبا حيث يقع السجن.

وعلى رغم تحركات سابقة لكن في أواخر يناير الماضي أمر ترمب بتجهيز القاعدة البحرية في خليج غوانتانامو لإيواء المهاجرين غير الشرعيين، وبحسب تصريحاته فهناك 30 ألف مكان لذلك في القاعدة، وبحسب مذكرة نشرت على موقع البيت الأبيض فقد أصدر ترمب تعليمات لوزيري الدفاع والأمن الداخلي باتخاذ خطوات لإعداد مركز للهجرة داخل القاعدة الأميركية في خليج غوانتانامو لاستيعاب عشرات آلاف المهاجرين، وطلب توفير مساحة لاحتجاز “الأجانب ذوي الأولوية العالية الذين يوجدون بصورة غير قانونية داخل الولايات المتحدة”.

غوانتانامو عنوان أميركي

وطلبت الأمم المتحدة من الولايات المتحدة مراراً إغلاق معتقل غوانتانامو في كوبا ووقف كل استخدام للتعذيب وتقديم كل السجناء المشتبه بتورطهم في الإرهاب إلى العدالة، لكن كل هذه الطلبات ظلت مجرد حبر على ورق، وذكرت وكالة “بلومبيرغ” للأنباء أن لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب ومقرها جنيف كتبت في نسخة أولية من تقريرها أن الولايات المتحدة يجب أن تتوقف عن احتجاز أي أشخاص داخل السجن في قاعدة خليج غوانتانامو العسكرية وتغلقه وتوفر إمكان الوصول إلى النظام القضائي لجميع المعتقلين في أقرب وقت ممكن، وأشارت لجنة مناهضة التعذيب في تقريرها إلى أن العمليات العسكرية الأميركية في العراق وأفغانستان لا تتوافق مع “اتفاق الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب”، لأن الصليب الأحمر لا يملك حق الوصول إلى السجون السرية الأميركية، لكن الـ “بنتاغون” رفضت اتهامات اللجنة مؤكدة أن الاتفاق لا ينطبق على معتقلي غوانتانامو لأنهم “مقاتلون أعداء” ويجري احتجازهم في السجن فقط لمنع وقوع هجمات إرهابية أخرى.

ولذلك تبقى قضية معتقل خليج غوانتانامو واحدة من المشكلات الرئيسة الدولية ومن دون حل بالنسبة إلى الديمقراطية الأميركية ككل، على رغم مطالبات روسيا ومختلف المنظمات الحقوقية سنوياً ودورياً بإقفال هذا المعتقل السيئ السمعة على مدى عقدين من الزمن، ومرة أخرى يدعو مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا الولايات المتحدة إلى إغلاق السجن، وقد أدلت منظمات دولية رائدة بتصريحات مماثلة في السابق، وفي الوقت الحالي، ووفقاً لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، لا يزال هناك 30 سجيناً في غوانتانامو، منهم 27 محتجزاً منذ 15 أو حتى 20 عاماً من دون توجيه اتهامات رسمية إليهم.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات