الخميس, أبريل 24, 2025
الرئيسيةتقاريرالمكلا.. غداً الموعد المنتظر

المكلا.. غداً الموعد المنتظر

إم تي آي نيوز / مريم بارحمة

تستعد مدينة المكلا، عاصمة حضرموت، لاحتضان فعالية جماهيرية كبرى يوم الخميس 24 أبريل 2025، تلبيةً لدعوة القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي، في خطوة يُرتقب أن تتحول إلى استفتاء شعبي على هوية حضرموت وموقفها من المشروع الوطني الجنوبي. ومن المتوقع أن تحمل هذه الفعالية رسائل قوية في وجه المشاريع التي تحاول تمزيق النسيج الوطني وفرض وصاية خارجية على القرار الحضرمي.

-فعالية مرتقبة تعيد حضرموت إلى قلب المشهد الجنوبي

يرجّح أن تكون فعالية المكلا تظاهرة جنوبية بامتياز، تؤكد على انتماء حضرموت التاريخي والجغرافي والسياسي للجنوب، وتوجه رسالة حازمة حضرمية جنوبية تحمل صوت الجماهير إلى الداخل والخارج، بأن حضرموت كانت وستظل قلب الجنوب النابض، وعنوانًا للوحدة الوطنية الجنوبية، وأن أبناءها موحدون خلف نخبتهم الحضرمية، ومتمسكون بمصيرهم ضمن مشروع الدولة الجنوبية الفيدرالية بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الذي أكد مرارًا أن “حضرموت هي الجنوب، والجنوب هو حضرموت”، في تعبير صريح عن العمق الاستراتيجي الذي تمثله حضرموت في مشروع الدولة المنشودة.

-رسائل سياسية حاسمة واصطفاف شعبي غير مسبوق

يتوقع أن تشهد الفعالية مشاركة شعبية واسعة من مختلف مديريات حضرموت، ووفودًا من محافظات الجنوب، ما سيجعلها منصة لإعادة التأكيد على وحدة الصف الجنوبي، وعلى رفض أي محاولات لاستنساخ مشاريع احتلالية جديدة تحت شعارات مشبوهة أو كيانات وهمية.

-الرئيس الزُبيدي ومشروع الدولة الجنوبية الفيدرالية

في مسار وطني ثابت، يؤمن الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي بأن لا جنوب بدون حضرموت، ولا حضرموت بدون الجنوب، واضعًا حضرموت في صدارة المشروع الوطني الجنوبي، بكل ما تمثله من مساحة وثقل سكاني وتاريخي. وفي عدة مناسبات، خاطب الرئيس الزُبيدي أبناء حضرموت بإخلاص وصدق، مؤكدًا حرصه على أن تأخذ كل محافظة جنوبية خصوصيتها ضمن كيان اتحادي يحفظ الحقوق ويوزع السلطات بعدالة.
كما فتح الرئيس الزُبيدي النقاش حول التسمية المستقبلية لدولة الجنوب القادمة، وطرح أمام الحاضرين ثلاثة خيارات للنقاش والاختيار، هي: (دولة حضرموت – الجنوب العربي – دولة الجنوب الديمقراطية)، كدليل على احترام الإرادة الشعبية والتمثيل العادل. ومن المنتظر أن يوجه الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي أو نائبه رسالة سياسية عبر الفعالية، تتضمن تأكيدًا على مكانة حضرموت المحورية في الجنوب، وعلى أن الدولة الجنوبية القادمة ستكون دولة عدل ومساواة، تراعي الخصوصية الجغرافية والثقافية لحضرموت وبقية محافظات الجنوب.

-النخبة الحضرمية في صدارة المشهد الأمني المرتقب

لم تكن معركة تحرير ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة عام 2016م مجرد محطة عابرة، بل كانت منعطفًا حاسمًا في مسار النضال الجنوبي، حققته بسالة أبطال قوات النخبة الحضرمية الجنوبية، بدعم مباشر من دولة الإمارات العربية المتحدة، وبتنسيق وثيق مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية. وقد أسهم هذا الدعم في بناء قوات نخبة قوية ومدربة، أعادت الأمن والاستقرار إلى المكلا ومدن الساحل، وشكلت نواة الجيش الجنوبي القادم.
اليوم، في ظل ما يُحاك من مشاريع مشبوهة لإعادة سيناريو 2015م في وادي حضرموت، يُحذر أبناء حضرموت من محاولات تكرار تسليم الأرض للقاعدة عبر تكتلات مشبوهة كـ”تكتل التغيير والتحرير” الذي يرأسه القيادي السابق في القاعدة أبو عمر النهدي، ما يُعيد إلى الأذهان تفاصيل الانهيار الأمني المتعمد الذي عاشه الساحل في ذلك العام.

-فعالية 24 أبريل وفاء للنخبة ورد على مشاريع الفوضى

ستكون الفعالية أيضًا فرصة لتجديد الدعم الشعبي والوفاء لقوات النخبة الحضرمية وشهدائها الأبرار، ليقولوا بصوت واحد: “لن نسمح بعودة الإرهاب، ولن نقبل بغير النخبة الحضرمية قوةً أمنية تمثلنا وتحمي أرضنا”. وتتزامن الفعالية مع تصاعد الدعوات الشعبية والإعلامية لتمكين قوات النخبة من الانتشار الأمني في كل ربوع حضرموت ووادي حضرموت خاصة، وطرد قوات المنطقة العسكرية الأولى التي ترتبط بجماعات الإخوان وتنظيم القاعدة.
والتأكيد على المشاركة في فعالية 24 أبريل لن تكون فقط فعلاً جماهيريًا، بل واجبًا وطنيًا لحماية النسيج الحضرمي الجنوبي من مشاريع التفكيك والفتن المناطقية، التي تسعى بعض القوى لزرعها تحت شعارات زائفة.

-تجربة النخبة الحضرمية.. نموذج يُحتذى

إن النجاح الأمني والعسكري الذي حققته النخبة الحضرمية في الساحل، يجب أن يتم نقله وتعميمه إلى وادي حضرموت، الذي لا يزال يشهد اختلالات أمنية متكررة وجرائم اغتيالات وعمليات إرهابية، في ظل وجود قوات عسكرية غير منتمية للمجتمع الحضرمي.
وقد أصبح مطلب تمكين النخبة الحضرمية في الوادي، مطلبًا شعبيًا واسعًا، تُجمع عليه كافة القوى الجنوبية في حضرموت، باعتباره حجر الأساس لأي مشروع أمني مستقر.

-وحدة حضرمية خلف الهوية الجنوبية

تتميز فعالية 24 أبريل ليس فقط بالحضور الجماهيري الكثيف، بل أيضًا بإجماع واسع من المكونات الاجتماعية والقبلية والنخبوية في حضرموت، التي شاركت بشكل فاعل وأكدت في بياناتها وتصريحاتها أن لا بديل عن خيار الجنوب، وأن حضرموت جزء أصيل من هذا المشروع الوطني.
فقد أعلنت شخصيات اجتماعية بارزة، ومشايخ قبائل ووجهاء من مختلف المديريات، رفضهم القاطع لأي محاولات للالتفاف على إرادة أبناء حضرموت، مؤكدين دعمهم الكامل للمجلس الانتقالي الجنوبي، وثقتهم التامة بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي، الذي أثبت التزامه الصادق بقضية حضرموت وشعب الجنوب عموماً.

-رسائل إلى الداخل والخارج حضرموت قالت كلمتها

فعالية المكلا في 24 أبريل سوف توجه رسائل عديدة، داخلية وخارجية، أهمها أن حضرموت ليست ساحة للمساومة السياسية، ولا بيئة حاضنة لأي مشروع يتجاوز إرادة شعب الجنوب.
وسيكون أبرز هذه الرسائل مطالبة أبناء حضرموت والجنوب المشروعة في تمكين النخبة الحضرمية من وادي حضرموت، وطرد قوات الاحتلال اليمني التي ما تزال تتشبث بالمناطق الغنية بالثروات، وتستغلها لمصالح قوى صنعاء على حساب التنمية المحلية.

كما أن الفعالية تؤكد برسائلها إلى المجتمع الإقليمي والدولي، بأن الجنوب ماضٍ في مسيرته التحررية، وعلى المجتمع الدولي أن يتعامل مع الأمر الواقع الجديد، ويأخذ في الاعتبار الإرادة الشعبية الجنوبية التي تتجدد في كل مناسبة.

-حضرموت تقول كلمتها.. ولن تُختطف هويتها

يُنتظر أن تكون فعالية 24 أبريل محطة فارقة في تأكيد حضرموت على رفض المشاريع المشبوهة التي تهدف إلى فصلها عن الجنوب أو وضعها تحت وصاية أطراف خارجية، حيث تتوحد مطالب أبناء حضرموت حول التمكين السياسي والأمني الكامل، ضمن إطار الدولة الجنوبية القادمة.

-شكر وتقدير للتحالف العربي

كلمات الشكر والعرفان تُوجَّه لدول التحالف العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لدورهما في تحرير ساحل حضرموت ودعم النخبة الحضرمية، ولشراكتهما في حماية أمن واستقرار الجنوب من خطر الإرهاب والتمدد الإيراني.

فعالية المكلا المرتقبة… موعد مع التاريخ وصوت حضرمي وجنوبي لا يُكسر

تترقب الأنظار ما ستؤول إليه فعالية 24 أبريل المرتقبة، التي يُنتظر أن تكون أكبر من مجرد تظاهرة سياسية، بل محطة لتجديد العهد مع الجنوب وشهدائه، وتجسيد حي لإرادة حضرموت الحرة.
فعالية يُراد منها أن تكتب حضرموت من جديد فصلاً ناصعًا في تاريخ الجنوب، وتعلن من على أرض المكلا أن الجنوب كلٌ لا يتجزأ، وأن مشاريع التشظي والتفتيت مصيرها الفشل مهما تغيرت الأقنعة أو تنوعت الشعارات.

إنه يوم للوطن، وموعد مع المجد، تسطره المكلا بأبناء حضرموت والجنوب، دفاعًا عن الأرض والكرامة والسيادة، وتأكيدًا على أن القرار الجنوبي يُصنع في الجنوب.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات