الأحد, أبريل 20, 2025
الرئيسيةاخبار عربية و دوليةوثائق - الضربة الأمريكية لمنشاة رأس عيسى النفطية : الحقائق والتأثيرات

وثائق – الضربة الأمريكية لمنشاة رأس عيسى النفطية : الحقائق والتأثيرات

« أم تي آي نيوز » منصة #Fraudwiki

مقدمة:

في خضم الجهود الامريكية لتحجيم القدرات الاقتصادية لمليشيا الحوثي، جاءت الضربة الجوية الأمريكية التي استهدفت منشأة رأس عيسى النفطية لتفتح ملفًا حساسًا يجمع بين الأمن، والاقتصاد، والبيئة، والجانب الإنساني. تقع هذه المنشأة في الجزء الشمالي الغربي من جزيرة رأس عيسى، والتي بدأت كمشروع استثماري تابع لشركة الخليج اليمنية لتكرير البترول، المملوكة لرجل الأعمال أحمد العيسي، قبل أن تستولي عليها مليشيا الحوثي بعد سيطرتها على محافظة الحديدة.

يسلط هذا التقرير الضوء على تفاصيل منشأة رأس عيسى المستهدفة، من حيث موقعها وملكيتها وظروف إنشائها وتشغيلها، ويوثّق بالخرائط والصور والعقود تسلسل الأحداث منذ تأسيس المشروع وحتى لحظة الضربة التي وقعت في 17 أبريل 2025. كما يتناول التقرير التداعيات الخطيرة التي نتجت عن الاستهداف، سواء على مستوى الضحايا البشرية، أو الكارثة البيئية، أو الأثر الاقتصادي، في ظل العمل العشوائي للمليشيا داخل المنشأة بدون أدنى معايير السلامة.

ويؤكد التقرير على ضرورة التمييز بين منشأتي شركة العيسي وشركة صافر، حيث تكرر الخلط بينهما في وسائل الإعلام، ويقدم تحليلاً معمقًا للأهداف المحتملة للضربة، ومدى ارتباطها بمحاولات وقف استغلال المنشآت الاقتصادية كأدوات تمويل للمجهود الحربي الحوثي. كما يناقش التقرير مسؤوليات الأطراف المختلفة، بما فيها المليشيا التي زجّت بالمدنيين في مواقع الخطر، والجهات الدولية المنفذة للضربة، في ضوء تزايد المخاوف من استخدام اليمنيين كدروع بشرية، واستمرار التهديدات البيئية في البحر الأحمر.

الموقع المستهدف بالضربة والملكية للمنشاة:

بدأت عمليات الإنشاء في منشاة راس عيسى التي تم استهدافها بالضربة الامريكية تقريبا في نهاية 2012 وكانت تتبع شركة الخليج اليمنية لتكرير البترول وهي إحدى شركات مجموعة العيسي التجارية ومالكها #احمد_العيسي ، وقد قام مركز الخراز للاستشارات البيئية والهندسية في 2014 بعمل دراسة تقييم الاثار البيئية والاجتماعية لهذه المنشأة بعقد عمل مع شركة العيسي (مرفق 1 نسخة من العقد) .

وتم انجاز الدراسة بعد مسوحات ميدانية برية وبحرية، وقد كان منجز من المشروع في تلك الفترة بناء 3 خزانات وتمديداتها الى جانب بعض المنصات وأنبوب ممتد بالساحل (مرفق 2 وفيه عدد 4 صور للمنشئة في 2014 ) ولكن لم يكتمل بناء المشروع ككل (مرفق 3 مخطط كامل لمشروع).

يقع المشروع الذي استهدف بالضربة في الجزء الشمالي الغربي من جزيرة راس عيسى، ومع دخول مليشيا الحوثي الحديدة عملت على السيطرة على كثير من المنشآت الحكومية والخاصة ومنها هذه المنشأة التي لم تكتمل، الى جانب ذلك كان هناك مشروع لبناء خزانات أرضية لشركة صافر أيضا في الجزيرة وتقريباً جنوب الجزيرة وبالقرب من محطة عمليات صافر ( مرفق 4 خريطة الموقع) وكان يهدف مشروع صافر إلى الاستغناء عن الباخرة صافر الراسية في البحر (حيث انتهت صلاحية عملها )، وتصدير النفط الخام واستقبال المشتقات النفطية ، لكن مليشيا الحوثي للأسف لم تسمح بإكمال هذا المشروع بل نهبت معدات الشركة الهندية التي كانت تقوم بالبناء ونهبت أيضا المواد والحديد الخاص بالخزانات وبقي المشروع عبارة عن حفر كما تظهر على الخريطة.

كثير من المواقع الإعلامية والناشطين يخلطون بين هاتين المنشأتين، وبالتالي هنا نؤكد ان الضربة الامريكية استهدفت المنشأة التي كان يملكها أحمد العيسي وسطت عليها المليشيا.

الضربة الأمريكية

في [17 ابريل 2025]، تعرضت منشأة رأس عيسى النفطية لعملية قصف من قبل القوات الأمريكية. ووفقًا لمصادرنا الميدانية، فإن الضربة الأولى استهدفت بوابة الدخول للمنشاة مما أدى لعرقلة خروج القاطرات للغاز والبنزين ومحاصراتها، ثم تلتها ضربات أخرى استهدفت مواقع أخرى داخل المنشأة ولكنها لم تستهدف الخزانات وفق المصادر.

حصلت حرائق وانفجارات ووصلت الى الخزانات التي تدمرت وانهارت نتيجة هذه الحرائق الممتدة، هذا إلى جانب احتراق كامل القاطرات التي كانت بالموقع. لكن وفق الصور الحديثة للموقع بعد الضربة والمرفقة والتي نشرها موقع TankerTrackers.com, Inc وبالتدقيق فيها يظهر مبدئياً انه ليس فقط انهيار بسبب امتداد الحرائق وانما يرجح أن بعض الخزانات تعرضت أيضا للقصف. (المرفق 5)

لم تصب أي سفينة من المتواجدة في محيط راس عيسى بشي وما تزال هذه السفن لناقلات النفط والغاز متواجدة بمحيط المنشئة، ووفقا لموقع TankerTrackers.com, Inc تعرضت هذه السفن لتهديد من مليشيا الحوثي ومنعتها من المغادرة حتى تفريغ شحناتها.

التأثيرات على الارواح البشرية:

أسفرت الضربة الجوية الأمريكية التي استهدفت منشأة رأس عيسى النفطية في 17 أبريل 2025 عن سقوط عدد كبير من الضحايا، حيث تؤكد المصادر الميدانية أن عدد القتلى تجاوز 110 شخصًا، بينهم عناصر من ميليشيا الحوثي وموظفون في المنشأة وعدد كبير من سائقي شاحنات الوقود الذين كانوا متواجدين أثناء القصف، فيما لا تزال بعض الجثث مفقودة أو متفحمة ويصعب التعرف عليها. ما يشير إلى حجم الكارثة التي خلفها القصف في منطقة تفتقر إلى أدنى مقومات السلامة والتجهيزات الطارئة.

التأثيرات البيئية:

أسفرت الضربة الجوية الأمريكية على منشأة رأس عيسى النفطية عن تداعيات بيئية خطيرة تهدد النظم البيئية البحرية والساحلية في البحر الأحمر. ستسبب الحرائق والانفجارات في تسرب كميات كبيرة من النفط والمواد الكيميائية إلى المياه، مما قد يؤدي إلى تكوين طبقات زيتية على سطح البحر تعيق التبادل الغازي وتمنع وصول الضوء إلى الهائمات النباتية، مما يخل بالتوازن البيئي ويؤثر سلبًا على السلسلة الغذائية البحرية.

هذا التلوث النفطي يُعد من أخطر أنواع التلوث البيئي، حيث يؤدي إلى نفوق أعداد كبيرة من الكائنات البحرية، بما في ذلك الأسماك والرخويات والقشريات، ويؤثر على بيض ويرقات العديد من الأنواع البحرية التي تعيش في الطبقات العليا من المياه. كما يتسبب في تلوث الشواطئ وتدمير موائل بحرية حساسة مثل الشعاب المرجانية وأشجار المانغروف، مما يهدد التنوع البيولوجي في المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك، سيؤثر هذا التلوث على المجتمعات الساحلية التي تعتمد على الصيد كمصدر رئيسي للرزق، حيث سيؤدي إلى تدهور جودة المياه وتلوث الأسماك، مما يضطر الصيادين إلى التوقف عن العمل، ويؤثر سلبًا على الأمن الغذائي والاقتصاد المحلي. كما أن استمرار العمليات العسكرية في المنطقة يزيد من صعوبة تنفيذ عمليات التنظيف والإنقاذ، ويزيد من خطر تفاقم الكارثة البيئية.

آليات العمل في المنشأة:

يتم العمل بالمنشأة بشكل بسيط جداً وبدائي وبدون أي إجراءات للسلامة وأمن الموظفين ولا يوجد حتى تجهيزات كافية لمواجهة أي مخاطر مثل الحرائق وغيرها فما بالك بضربة صاروخية، حيث المنشأة عبارة عن منصة ولسان بحري وخرطوم ممتد يتم ربطه بسفن الوقود المستورد ويتم التفريغ مباشرة الى الخزانات أو القاطرات. (مرفق 6 صورتان ميدانية توضح الانبوب في 2014) و (مرفق 7 صورة قوقل في سبتمبر 2023 لباخرة راسية على اللسان البحري براس عيسى).

تحليل:

  • من الواضح للجميع ان العمليات الامريكية ضد مليشيا الحوثي بدأت منذ أكثر من شهر واستهدفت العديد من المواقع لمليشيا الحوثي في صنعاء وصعده ومحافظات أخرى، وحتى تم ضرب البرج الخاص بالباخرة GALAXY LEADER قبل أسابيع والتي هي راسية بالقرب من المنشأة المستهدفة بالضربة (مرفق 8) والتي اختطفها الحوثيين في 2023 .
  • وبالتالي كان يجب ابعاد المدنيين عن أي مواقع والتحسب لاي استهداف قد يحصل للمنشاة، وبالتالي على الأقل لو كانت مليشيا الحوثي تهتم بالأرواح البشرية ان توقف العمل وتعمل على عدم جلب الموظفين … فهل هذا يعتبر ضمن استخدام اليمنيين كدروع بشرية من قبل المليشيا الحوثية؟
  • من الواضح انه لا يوجد بالموقع أي إجراءات امن وسلامة واضحة حتى انعدام لتجهيزات الإطفاء الذاتي التي تعمل عادة بالخزانات النفطية رغم استغلال المليشيا الحوثية لهذه التجهيزات في المنشاة على مدى سنوات، لكنها لم تكلف نفسها بعمل مثل هذه الإجراءات لمكافحة الحرائق والانفجارات وأيضا اتخاذ إجراءات لسلامة الموظفين المدنيين.
  • هذه الأرواح البشرية التي ذهبت للأسف تتحمل مسؤوليتها القوات الأمريكية أيضا الى جانب مليشيا الحوثي، ويجب فتح تحقيق في ذلك، علاوة على ما يتعلق بالتأثيرات البيئية التي ستحصل للمياه البحرية والكائنات الحية وستكون لها تأثيرات سلبية حتى على المجتمعات بالمنطقة وعلى الصيادين أيضا.
  • شكلت هذه المنشأة أحد الأدوات الهامة لاقتصاد مليشيا الحوثي والتي سطت عليها من مشروع شركة العيسي التجارية، وقد كانت المعلومات عن حجم المشتقات النفطية والغاز الذي يتورد عبر هذه المنشأة غير معروف الى الآن، حيث تم نقل معظم هذه العمليات من ميناء الحديدة الى هذه المنشأة، وتعتبر رأس عيسى منطقة مغلقة ولا يسمح بدخولها الا عبر تصريح، ونتيجة أيضا لوجود الباخرة GALAXY LEADER في المنطقة فهناك وجود عسكري لمليشيا الحوثي، وهنا أيضا يتأكد عملية استغلال مليشيا الحوثي لليمنيين كدروع بشرية لتغطية أنشطتها العسكرية الأخرى.
  • ما تزال الباخرة صافرة والباخرة البديلة نوتيكا (والتي سلمتها الأمم المتحدة لمليشيا الحوثي) تشكل تهديد بيئي كبير في البحر الأحمر ونشرنا عن ذلك تقارير، وامام ذلك يبدوا ان الوضع حاليا يهدد بمخاطر عالية تستغلها مليشيا الحوثي.

المراجع:

  • دراسة تقييم الاثار البيئية والاجتماعية لمشروع مصفاة وخزانات راس عيسى التابع لشركة العيسي التجارية 2014. انجاز: مركز الخراز للاستشارات البيئية والهندسية، اليمن.
  • https://x.com/TankerTrackers/status/1913273259874795740?t=QTZIyiHnL6TwKsOG-pV6LQ&s=19
مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات