« أم تي آي نيوز » العين
لم يكن مجرد منصة لتفريغ شحنات الوقود، بل شكّل منذ عام 2016 مركز ثقل اقتصاد الحرب الحوثي، حيث تدفقت عبره شحنات النفط الإيراني، وتراكمت عائداته التي تجاوزت مئات الملايين من الدولارات، لتتحول إلى وقود للصراع وتمويل لآلة التهريب والتسلّح.
إنه ميناء رأس عيسى المنفذ النفطي الأكثر استراتيجية في الساحل الغربي لليمن والذي استهدفته القيادة المركزية الأمريكية، يوم الخميس، بضربة نوعية، ستمثّل تصدعًا حقيقيًا في البنية الاقتصادية للمليشيات، التي لطالما وظفت النفط المستورد كسلاح داخلي للابتزاز والسيطرة.
ومساء الخميس، ضربت الولايات المتحدة بأكثر من 5 غارات ميناء رأس عيسى، ودمرت بالكامل نظام العوامات ومرافق التخزين التي شُيدت عام 2014 ودخلت بعد عام الخدمة تزامنا مع اشعال مليشيا الحوثي حرب الانقلاب المدمر.
فماذا نعرف عن ميناء رأس عيسى؟
بدأ بناء ميناء رأس عيسى في سبتمبر/أيلول عام 1986، كمحطة عائمة لتصدير النفط عبر سفينة صافر.
تم ربطه بأنبوب يصل طوله نحو 438 كيلومتر من نفط مأرب ليصدر يوميا قرابة 200 ألف برميل يوميا قبل أن يتوقف عام 2011.
يتميز الميناء النفطي الواقع في حوض ميناء الصليف بخصائص كثيرة أهمها :
الاعتماد على نظام العوامات وخطوط الأنابيب ومرافق التخزين
يتمتع بأعماق طبيعية كبيرة تصل إلى 50 متراً، وتصل بقرب الساحل إلى 16متراً، مما أهله لاستقبال سفن نفطية عملاقة.
تحميه جزيرة كمران من الغرب بشكل طبيعي من الأمواج وتعتبر منطقة رسو آمنة.
قادر على استيعاب أكثر من 50 سفينة وناقلة على المخطاف.
يوجد للميناء ممران ملاحيان لدخول السفن أحدهما باتجاه المدخل الشمالي، ويخص السفن العملاقة، والآخر ممر ضيق، والأعماق فيه غير آمنة لمرور السفن الكبيرة ومخصص للعائمات البحرية ذات الغاطس الصغير.
كيف استغله الحوثيون؟
منذ عام 2016، حولت مليشيات الحوثي ميناء رأس عيسى حكرا لها، وظلت شحنات النفط الإيراني تتدفق يوميا لهذا الميناء بالإضافة لدول أخرى تدور في فلك إيران ظلت تدعم المليشيات بالوقود.
وعن ذلك، قال مصدر ملاحي لـ«العين الإخبارية» إن ميناء رأس عيسى ظل حكرا على «الشحنات التجارية الخاصة بقيادات مليشيات الحوثي العاملة في سوق النفط والتي تستورد النفط الإيراني وتلتف على العقوبات الأمريكية».
واستقبل الميناء عشرات الشحنات من النفط والغاز المجانية المقدمة من إيران للحوثيين والتي كانت تدر ملايين الدولارات للمليشيات شهريا.
ووفقا لتقارير محلية، فإن مليشيات الحوثي جمعت من البنزين والديزل والغاز الواصلة عبر ميناء رأس عيسى نحو 790 مليون دولار أمريكي فقط في عام واحد، من الرسوم الجمركية والضرائب خلافا عن الدعم الإيراني المجاني.
واستفاد الحوثيون من فرض ضرائب باهظة على النفط والغاز أدى إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 40% في المناطق الخاضعة للانقلابيين، وقد خصصت هذه الأموال لشراء الأسلحة وتهريب المعدات.
وكانت الولايات المتحدة فرضت حظرا على توريد الوقود عبر ميناء رأس عيسى وموانئ الحديدة في 5 أبريل/نيسان، لكن «السفن استمرت في التدفق»، مما استدعى من الولايات المتحدة ضرب منصة التوريد وإخراجه عن الخدمة.
وأوضح بيان للقيادة المركزية الأمريكية فقد استخدم الحوثيون “الوقود لدعم عملياتهم العسكرية كسلاح للسيطرة، وللاستفادة اقتصادياً من اختلاس عوائد الاستيراد، مشيرا أن الهدف من ضرب ميناء رأس عيسى هو “إضعاف مصدر القوة الاقتصادية للحوثيين”.
