« أم تي آي نيوز » متابعات
أكد الكاتب والصحفي فتحي بن لزرق في مقال له اليوم أن مغادرة اللواء فرج البحسني لمنصبه كمحافظ لحضرموت وقائد للمنطقة العسكرية الثانية، كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت فتيل الصراع السياسي الذي يعصف بالمحافظة ويهدد استقرارها بشكل خطير.
ورغم تأكيده على عدم وجود أي علاقة شخصية أو سياسية تربطه باللواء البحسني، إلا أن بن لزرق أقرّ بحقيقة دامغة مفادها أن الأخير نجح خلال فترة توليه المسؤولية التي امتدت لأكثر من ست سنوات، في تحييد حضرموت عن أتون الصراعات التي عصفت بمناطق أخرى في البلاد، وحافظ على استقرارها النسبي.
واستغرب بن لزرق بشدة قرار القيادة السياسية بعزل اللواء البحسني من منصبيه المؤثرين دون تقديم أسباب واضحة أو مبررات منطقية لهذا الإجراء المفاجئ، مشيرًا إلى أن النجاح الذي حققه كان يستدعي البناء عليه وتعزيزه لا اجتثاثه وتقويضه.
وحذر الكاتب من أن غياب البحسني عن المشهد القيادي في حضرموت فتح الباب واسعًا أمام قوى متناحرة تسعى لفرض نفوذها، مما أدخل المحافظة في دوامة من التنازع والارتباك السياسي الذي تجسده الأوضاع الراهنة المليئة بالتوتر والاحتقان.
وفي سياق متصل، شدد بن لزرق على أن عودة اللواء فرج البحسني إلى منصبيه السابقين تمثل المدخل الأساسي والضروري لأي معالجة جادة للأوضاع المتدهورة في حضرموت، بل اعتبرها الخطوة الصائبة الأولى التي يجب اتخاذها في إطار أي حل حقيقي يهدف إلى استعادة الاستقرار والسلام للمحافظة.
وأشار بن لزرق إلى أن اللواء البحسني يمتلك حاليًا موقعين سياسيين مؤثرين كنائب لرئيس مجلس القيادة الرئاسي ونائب في المجلس الانتقالي الجنوبي، مما يمنحه ثقلًا سياسيًا كبيرًا يمكن توظيفه بشكل فعال لفتح حوار حضرمي – حضرمي شامل يفضي إلى تهدئة الاحتقان وعودة الأمور إلى نصابها الصحيح.
وفي ختام مقاله، وجه بن لزرق نداءً عاجلًا إلى الأطراف المعنية بضرورة تدارك الأمر والاعتراف بأن إقالة اللواء البحسني كانت “الخطأ الأول” في حضرموت، مؤكدًا أن عودته تمثل “الخطوة الصحيحة الأولى” على طريق تصحيح المسار واستعادة الأمن والاستقرار للمحافظة.
