« أم تي آي نيوز » أرم نيوز
في ساعة متأخرة من مساء يوم الجمعة الماضي، دمّرت المقاتلات الأمريكية محطة اتصالات استراتيجية تابعة لميليشيا الحوثيين، شرقي محافظة في ضربة غير منفصلة عن مسارات استراتيجية واشنطن الشاملة لتحييد الميليشيا اليمنية، من خلال شلّ قدرتها الداخلية على صناعة القرار .
أداة عسكرية
وذكر خبير الاتصالات وتقنية المعلومات، المهندس محمد المستشار السابق لوزارة الاتصالات ، أن استمرار سيطرة ميليشيا الحوثيين على خدمات الاتصالات والإنترنت منذ عام 2015، يعرّض منشآت هذا القطاع الحيوي المهم وبنيته التحتية ومقدراته التابعة للدولة، للخطر والدمار.
وقال في حديثه إن قطاع الاتصالات اليمنية، بعد أن أصبح في قبضة ميليشيا الحوثيين، “تحوّل إلى أداة أمنية وعسكرية، تستخدمه الميليشيا في التجسس على خصومها من اليمنيين، في مناطق سيطرتها أو مناطق نفوذ الحكومة ، فضلا عن استخدامه في توجيه وإطلاق الطائرات المسيّرة، في حروبهم الداخلية و الخارجية”.
ومع استمرار ضغوط العمليات العسكرية الأمريكية منذ منتصف الشهر الماضي، تضاءلت وتيرة هجمات ميليشيا الحوثيين العابرة للحدود، بعد توقف الضربات الصاروخية طويلة المدى، طوال الأسبوعين الماضيين، وأصبحت تقتصر عمليات الميليشيا على إطلاق الطائرات المسيّرة أحادية الاتجاه، نحو إسرائيل.
ويعتبر مركز الاتصال المستهدف مؤخرا، شرقي مديرية المراوعة بمحافظة الحديدة، يعدّ إحدى أهم الركائز التقنية لدى ميليشيا الحوثيين، في مجال الاتصالات الأرضية والتنسيق العسكري، إلى جانب استخدامه في البثّ الإعلامي.
وقال محلل سياسي إن الخيارات المتعلقة بالاتصالات، تضيق أمام “الحوثيين”، “وقد رأينا كيف استطاع الإسرائيليون الوصول إلى بيجرات عناصر ميليشيا حزب الله وتفجيرها، وإذا ما تكررت حالة الطوارئ في اليمن، ودمّرت جميع منظومات اتصالهم، فإن ذلك سيشلّ قدرة قيادات ميليشيا الحوثيين الميدانية على الحركة، في ظل غياب التنسيق والتواصل، خاصة وأن قياداتهم الاستراتيجية لا تتواجد على الأرض، وتتخفّى في أماكن متفرقة وغير معلومة”.
