« أم تي آي نيوز » الشرق الأوسط
عطّلت ضربات واشنطن المتواصلة منذ نحو أربعة أسابيع القدرات الهجومية الصاروخية للجماعة الحوثية، إذ لم يسجل منذ 12 يوماً إطلاق أي صاروخ باتجاه إسرائيل، باستثناء ما تزعمه الجماعة بشكل شبه يومي أنها تهاجم القطع البحرية الأميركية، بما فيها حاملة الطائرات «هاري ترومان» دون أن تقدم أي دليل على ذلك.
جاء ذلك في وقت تجددت فيه الغارات ليل الأربعاء – الخميس، مستهدفة مواقع للجماعة المدعومة من إيران في صنعاء وريفها الشرقي، وصولاً إلى جزيرة كمران في البحر الأحمر.
وكان الرئيس ترمب أمر بحملة ضد الحوثيين في 15 مارس (آذار) الماضي، وتوعدهم بـ«القوة المميتة» و«القضاء عليهم تماماً»، فيما تزعم الجماعة أن تصعيدها البحري وهجماتها باتجاه إسرائيل يأتيان لنصرة الفلسطينيين في غزة.
وفي حين تزعم الجماعة الحوثية أن تصعيدها البحري وباتجاه إسرائيل يأتي لمناصرة الفلسطينيين في غزة، تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة إيران في المنطقة، وتتهرب من استحقاقات السلام اليمني المدعوم أممياً وإقليمياً.
وبحسب ما أفاد به إعلام الجماعة الحوثية، استهدفت الضربات الأخيرة منطقة النهدين في مديرية السبعين، وأدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص، ويعتقد أنها قصفت مستودعات محصنة في المنطقة المحيطة بالقصر الرئاسي في جنوب صنعاء.
إلى ذلك اعترفت الجماعة بتلقي أربع غارات قالت إنها استهدفت منطقة رجام في مديرية بني حشيش عند المدخل الشمالي الشرقي للعاصمة المختطفة صنعاء، ويعتقد المراقبون أن الغارات استهدفت تحصينات ومستودعات أسلحة للجماعة في المنطقة الجبلية بالمديرية ذاتها التي سبق أن تم استهداف أكثر من موقع فيها منذ بدء الحملة الأميركية الجديدة.
وامتدت الضربات – وفق ما أقرت به الجماعة الحوثية – إلى جزيرة كمران في البحر الأحمر الواقعة إلى الشمال الغربي من مدينة الحديدة الساحلية، حيث تتخذ الجماعة من الجزيرة قاعدة متقدمة لتهديد الملاحة ومهاجمة السفن. وهذه هي المرة الثالثة التي تضرب فيها مواقع الجماعة في الجزيرة منذ بدء حملة ترمب.
وباستثناء القتلى الثلاثة الذين زعمت الجماعة أنهم سقطوا في الغارات على «النهدين» لم تتطرق وسائل إعلامها إلى الخسائر العسكرية التي سببتها هذه الضربات، كما لم يعلق الجيش الأميركي، على الفور، حول طبيعة الأهداف المقصوفة.
قرابة 400 غارة
مع هذه الضربات الجديدة، تكون الجماعة الحوثية استقبلت منذ منتصف مارس الماضي قرابة 400 ضربة جوية وبحرية، تركزت بدرجة أساسية على المخابئ المحصنة، خصوصاً في صعدة وصنعاء وعمران والحديدة، وكذا قدرات الجماعة عند خطوط التماس، لا سيما في مأرب والجوف.
وطالت الضربات – بدرجة أقل – مواقع وتحصينات ومستودعات وقدرات عسكرية متنوعة في محافظات حجة، والبيضاء، وذمار، وإب، وسط تكتم من الجماعة المدعومة من إيران على حجم خسائرها، مكتفية بذكر أرقام لضحايا تزعم أنهم من المدنيين.
وبحسب ما أعلنه القطاع الصحي التابع للحوثيين، فإن الضربات التي أمر بها ترمب أسفرت حتى الآن عن مقتل 104 أشخاص وإصابة أكثر من 200، بينهم أطفال ونساء، ليُضافوا إلى 250 قتيلاً و714 مصاباً خلال الضربات التي استهدفت الجماعة في عهد الرئيس جو بايدن، وهي أرقام لم تُؤكد من مصادر مستقلة.
وتبنت الجماعة منذ بدء حملة ترمب مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والقطع البحرية المصاحبة لها بشكل شبه يومي، دون دليل، كما أطلقت منذ 17 مارس الماضي 10 صواريخ اعترضها الجيش الإسرائيلي، وزعمت إطلاق 3 مسيرات، مع ملاحظة توقف الهجمات الصاروخية من 12 يوماً.
ويرى مراقبون في هذا الخفوت الهجومي مؤشراً على تراجع قدرات الجماعة الحوثية، إما لتعرض مخزونها الصاروخي للنفاد، وإما لانهيار قدراتها اللوجيستية والتشغيلية في ظل الضربات المستمرة على مواقع الإطلاق المفترضة، دون استبعاد أن يكون ذلك بسبب قواعد اشتباك جديدة فرضتها إيران على الجماعة بعد التهديدات الأميركية لطهران.
