الإثنين, أبريل 14, 2025
الرئيسيةتغريدات و آراء و كتابماذا يعني وضع مكانة لسلاطين وأمراء ومشايخ الجنوب؟

ماذا يعني وضع مكانة لسلاطين وأمراء ومشايخ الجنوب؟

« أم تي آي نيوز » كتب : م. جميل محمد عمير

إن المتتبع للأحداث والتقلبات السياسية في الجنوب يدرك اليوم أهمية مراجعة التاريخ واستخلاص الدروس من التجارب السابقة. فليس من السهل تجاهل التأثير الكبير الذي تركته المراحل السياسية المختلفة على مسيرة الجنوب وشعبه على مدى قرن من الزمان.

من المؤسف أن هناك عقليات تدعي أنها عتيقة في العمل السياسي والوطني الجنوبي، وهي جزء أساسي من المنظومات الحاكمة التي رافقت جهودها السياسية الوطنية. هذه العقليات لم تستوعب الأخطاء السياسية والتاريخية التي أدت إلى الوضع الراهن في الجنوب. ورغم ذلك، تستمر كتاباتهم وأحاديثهم وكأنهم لم يتعلموا من دروس الماضي ولم يفهموا متطلبات المرحلة السياسية الحالية.

لقد أظهر رد الفعل السياسي على قرار تأسيس مجلس سلاطين وأمراء ومشايخ الجنوب عمق هذه العقليات. من المهم أن ندرك أن هذه الشريحة السياسية والتاريخية قد أدركت قيمة وأهمية وحدة الوطن الجنوبي، خاصة بعد المرحلة الانتقالية التي أُزيح فيها النظام السلاطيني والأميري.

لقد تمكنت الدولة الوليدة آنذاك من إلغاء الحدود القبلية بين السلطنات، مما ساعد على تنظيم الجنوب إداريًا. هذه الاستراتيجية ساهمت في السيطرة على النزاعات القبلية والقضاء على الثأر بين المكونات القبلية الجنوبية.

رغم الظلم والإقصاء الذي تعرض له حكام تلك السلطنات، فإن هذه الأسر قد استوعبت قيمة وجود دولة تسيطر على جغرافيا الجنوب، خالية من أي تقسيمات قبلية أو مناطقية. إن سلاطين وأمراء ومشايخ الجنوب لا يسعون لإعادة تقسيم جغرافيا الجنوب، بل يحلمون بتأسيس دولة تعتمد على النظام والقانون، تحفظ حقوق الإنسان الجنوبي وتوفر له حياة كريمة.

هذه الدولة ينبغي أن تنصف التاريخ والهوية الوطنية الجنوبية، وأن تمنح سلاطين وأمراء ومشايخ الجنوب مكانة تسهم في خدمة الشعب الجنوبي، وتوفير الأمن والاستقرار والتنمية. إن أي محاولة لإعادة تقسيم الجنوب قد تؤدي إلى صراعات داخلية تهدد استقرار المنطقة وتجر الويلات لأبناء الشعب الجنوبي.

لكل المتخوفين والذين لا يستوعبون متطلبات المرحلة الحالية، نؤكد أن عقلية وحكمة سلاطين وأمراء ومشايخ الجنوب تفوق بكثير ما قد يتصورونه. إنهم شريحة سياسية وطنية استفادت من التجارب التاريخية، وتدرك تمامًا ما هو مطلوب لتحقيق مستقبل أفضل للجنوب وشعبه.

في الختام، إن فهمنا لما يجري في الجنوب يتطلب منا النظر بعمق إلى التاريخ، والتعلم من الأخطاء، والعمل معًا لبناء مستقبل يعكس تطلعات الجميع.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات