الأحد, ديسمبر 29, 2024
الرئيسيةأقتصاد و مال و أعمالوول ستريت جورنال: تراجع ترك الوظائف يشير إلى اهتزاز الثقة في سوق...

وول ستريت جورنال: تراجع ترك الوظائف يشير إلى اهتزاز الثقة في سوق العمل الأمريكي

إم تي آي نيوز / وكالات

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن تراجع ما يسمى بمعدل ترك الوظائف، الذي يقيس عدد من يتركون العمل طواعية كنسبة من إجمالي الموظفين، يشير إلى أن الثقة في سوق العمل في الولايات المتحدة آخذة في التراجع، في ظل توقعات بتباطؤ الاقتصاد في الولايات المتحدة، وطول فترة حصول الأمريكيين على وظائف جديدة.

وقالت وزارة العمل الأمريكية أمس، إن معدل ترك الوظائف انخفض بمقدار 6.1 مليون وظيفة في العام 2023، عما كان عليه الوضع في 2022، أي بنسبة انخفاض 12 بالمئة.. موضحة أنه في شهر ديسمبر من العام الماضي لوحده، انخفض معدل ترك الوظائف لأقل مستوى انخفاض شهري خلال ثلاث سنوات تقريبا، وفق ما ذكرته الصحيفة.

ويشير معدل ترك الوظائف إلى الموظفين الذين يغادرون عملهم بمحض إرادتهم، ولم يتم تسريحهم أو فصلهم من العمل. وفي أوقات عدم اليقين الاقتصادي، ينخفض معدل ترك الوظيفة.

ونقلت الصحيفة عن بريت رايان كبير الاقتصاديين الأمريكيين في “دويتشه بنك”، أن انخفاض معدل ترك الوظائف سيحد من سرعة نمو الأجور، حيث تكون الشركات أقل ضغوطا لجذب العمال والاحتفاظ بهم، مضيفا أن هذا قد يكون أمرا جيدا بالنسبة للاحتياطي الفيدرالي، الذي يعمل على ترويض التضخم، لكنه لا يحظى بالتقدير من قبل العمال الذين يسعون إلى زيادة الأجور.

ويسعى البنك المركزي الأمريكي للحد من ضغوط الأجور عبر تباطؤ سوق العمل وبالتالي زيادة تباطؤ التضخم. ومن المتوقع أن يبقي صناع السياسة في الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة عند أعلى مستوى لها منذ عقدين في نهاية اجتماع السياسة الخاص بهم اليوم الأربعاء.

وأظهرت بيانات مكتب إحصاءات العمل للوظائف الشاغرة ومسح دوران العمالة، المعروف باسم «JOLTS»، أن عدد الوظائف الشاغرة ارتفع إلى 9 ملايين من قراءة منقحة بالزيادة بلغت 8.9 مليون في الشهر السابق. وتجاوز رقم ديسمبر جميع التقديرات في استطلاع «بلومبيرغ» للاقتصاديين.

وأشار بريت رايان إلى أن الأمور تبدو جيدة وقوية حقا على السطح، لكن عندما يتعمق أكثر، سنجد أن سوق العمل تحركه مجموعة أضيق من الصناعات ويظهر علامات تباطؤ كبير، حيث شكلت ثلاث صناعات فقط الجزء الأكبر من خلق فرص العمل في عام 2023، وهي الترفيه والضيافة، والحكومة والرعاية الصحية.

وأشارت “وول ستريت جورنال” إلى أن انخفاض الاستقالات وترك العمل يمكن أن يعني أن العمال أصبحوا أقل ثقة في قدرتهم على العثور على وظيفة جديدة أو ربما قد يكون هناك رضا بأدوارهم الحالية. وأضافت أن إجمالي حالات ترك الوظائف الطوعية انخفض إلى 44.5 مليون في عام 2023، هبوطا من 50.6 مليون في عام 2022، وهو الأعلى على الإطلاق.

وأردفت الصحيفة أن معدل ترك الموظفين للعمل انخفض في أواخر العام الماضي إلى أقل من الوتيرة المسجلة قبل بدء الوباء مباشرة، حيث بلغ معدل ترك العمل في ديسمبر 2.2 بالمئة معدلة موسميا، بانخفاض عن 2.6 بالمئة في العام الذي سبقه.

وذكرت أن هذا تحول عن السنوات التي تلت انتشار الوباء مباشرة، عندما ارتفعت الاستقالات، وواجهت الشركات نقصا في العمالة، مضيفة أنه في عامي 2021 و2022، وضع أصحاب العمل لوحات إعلانية للبحث عن عمال، وألغوا فحوصات الخلفية، وقدموا زيادات كبيرة ووزعوا مكافآت على عمال المطاعم والمصانع.

إلا أن الصحيفة ذكرت أنه وفي الأشهر الأخيرة، شهد الباحثون عن عمل أخبارا عن تسريح العمال، وزيادات أصغر في الأجور، وتباطؤ حاد في التوظيف في بعض الصناعات، مضيفة أن هذا يتعارض مع ما شهدته سنوات من النمو الإجمالي المستمر للوظائف ومعدل البطالة الذي انخفض بصورة تاريخية حين بلغ 3.7 بالمئة في نهاية العام الماضي.

ونقلت الصحيفة عن مسح حديث أجرته شركة “لينكد” أن معظم الموظفين يفكرون في تغيير وظائفهم هذا العام، لكن الكثير منهم لا يجدون فرصا، حيث ذكر البعض أنهم أرسلوا مئات الطلبات عبر مواقع العمل عبر الإنترنت، لكنهم لم يجدوا وظائف أفضل حتى الآن… مبينة أن معدل توظيف أصحاب العمل لعمال جدد انخفض إلى أقل من مستويات ما قبل الوباء في الأشهر الأخيرة، حيث تباطأ معدل التوظيف إلى 3.6 بالمئة في ديسمبر الماضي من 4 بالمئة في العام الذي سبقه.

وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن هذا قد يعني أن الشركات في وضع الانتظار والترقب، حيث ترغب في الاحتفاظ بموظفيها الحاليين، ولكن لا تقوم بتعيين موظفين جدد… مشددة على أنه في الوقت الذي ينخفض فيه معدل ترك الوظائف، فإنه لا يتم إجبار العمالة والموظفين على ترك العمل، وذلك بالرغم من بعض التخفيضات الملحوظة في الوظائف، حيث تم تسريح 1.6 مليون عامل في ديسمبر، بارتفاع طفيف عن 1.5 مليون في العام السابق، ولا يزال ذلك أقل من المستوى قبل بدء الوباء.

واختتمت الصحيفة تقريرها بما أوردته شركات التكنولوجيا “مايكروسوفت” و”إيباي”، وشركات الإعلام مثل “لوس أنجلوس تايمز” وشركة صناعة الجينز “ليفي شتراوس”، بأنهم سيخفضون عدد الموظفين، بالإضافة لما أعلنته شركة “يو بي اس” من أنها تخطط لإلغاء حوالي 12000 وظيفة هذا العام. إلا أن الصحيفة أكدت أن التخفيضات المعلنة صغيرة مقارنة بـ 157 مليون وظيفة في جداول الرواتب الأمريكية.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات