الثلاثاء, فبراير 25, 2025
الرئيسيةتغريدات و آراء و كتابحرب الخدمات والإشاعات.. سلاح الأعداء الأخير بعد فشلهم عسكريًا!

حرب الخدمات والإشاعات.. سلاح الأعداء الأخير بعد فشلهم عسكريًا!

أم تي آي نيوز » كتب : ناصر التميمي

أعتقد أن ما تم هدمه خلال ثلاثين عامًا لا يمكن إصلاحه في شهر أو شهرين أو سنة، في ظل وجود بقايا الدولة العميقة في مفاصل الدولة، وهي المسؤول الأول عما يحدث في الجنوب من أزمات وكوارث ومعاناة لشعب الجنوب. وفي ظل هذه الأزمات الممنهجة والمفتعلة هنا وهناك من دعاة “الوحدة أو الموت”، لا تزال قيادتنا السياسية، التي قطعت على نفسها عهدًا، تعمل بشتى الطرق والوسائل من أجل استقرار الأوضاع ورفع المعاناة عن كاهل الشعب الصابر، المكبل بالأزمات المصطنعة من الأعداء الذين لا شغل لهم سوى استهداف الجنوب، الذي يرونه غنيمة حرب والفرع الذي لا بد أن يعود إلى الأصل حسبما يدّعون. انظروا كيف يحاول المنتصرون في الحرب تزوير التاريخ بكل بجاحة واستخفاف، معتقدين أنهم سيحققون ما يريدون! فهم واهمون، ويضربون في الحديد البارد. الجنوب يريد استعادة دولته المسلوبة، ولكم دولتكم، فليصلح كلٌّ شأنه! لكن هل سيفهمون؟ لا أظن، فهُم يعانون من نقص مناعة الفهم!

التحديات التي تواجه قيادتنا السياسية كثيرة، لكنها بإذن الله ستتغلب عليها، كما اجتازت من قبل كل العقبات الكأداء التي وُضعت أمامها عند ولادة المجلس الانتقالي. لكنها تعاملت معها بحكمة رغم فارق الإمكانيات، ولا يزال مجلسنا في بداياته، ومع ذلك استطاع عبور هذه المرحلة وحقق انتصارات كبيرة وعظيمة على كافة المستويات، لم نكن لنصل إليها لولا صمود شعبنا خلف قيادته الفذّة، ممثلةً بسيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي. لقد نهضنا من بين الركام، وأصبحنا اليوم نمتلك حاملًا سياسيًا وجيشًا وطنيًا جنوبيًا لديه قوة ضاربة وعلاقات دبلوماسية مع الإقليم والدول ذات القرار العالمي، وهذا ما لم يدركه قليلو الفهم، والمغلفة عقولهم بأوهام القوى المعادية، الذين لا يدركون حساسية المرحلة وحجم المؤامرات التي تكالبت على الجنوب من كل حدب وصوب.

لقد أصبح المجلس الانتقالي شوكةً حادة في حلق القوى اليمنية المعادية، وسيفًا ذا حدين أمام كل من يحاول التطاول على الجنوب. ولهذا، تحاول القوى التي هي على عداءٍ تاريخي مع الجنوب الاستماتة في وضع الأشواك والعراقيل أمام تطلعات شعبنا وحامله السياسي، لأنها تدرك جيدًا أن بقاء المجلس الانتقالي هو نهايتها ونهاية مشاريعها السخيفة، وعقبة كأداء لا يمكن تجاوزها لتنفيذ خططها الخبيثة لاحتلال الجنوب مرة أخرى. بعد أن فشلوا على المستوى العسكري، ابتكروا وسائل أخرى هي الأخطر على مستقبل شعبنا وحامله السياسي، وهي حرب الخدمات والرواتب والإشاعات، كمحاولة أخيرة منهم لهزيمة المجلس الانتقالي. لكن شعب الجنوب استشعر خبث القوى اليمنية التي تركت معاناة شعبها الواقع بين فكي الميليشيات الحوثية، وذهبت لمواجهة شعب الجنوب! عجائب الزمان! من ترك أهله وأرضه لا يمكن أن يكون الجنوب وطنًا بديلًا له، والأيام ستثبت ذلك.

أعداء الجنوب يريدون ضربنا من الداخل من خلال الأزمات المفتعلة وبث الإشاعات المسمومة، وهي آخر أسلحتهم في مواجهة الجنوب. للأسف، البعض من بني جلدتنا انساق وراء هذه الإشاعات الموجهة ضد قيادتنا، وبالتحديد ضد الرئيس عيدروس الزبيدي، ربان سفينتنا. المرحلة تتطلب منا جميعًا الالتفاف خلف قيادتنا ومشروعنا الكبير، الذي لا يقبل القسمة على اثنين، لمواجهة التحديات الماثلة أمامنا، وألا نعطي المتربصين بنا فرصةً على طبق من ذهب بسبب خلافات عقيمة للانقضاض علينا جميعًا.

منذ أن وصل الرئيس القائد عيدروس الزبيدي قبل يومين إلى العاصمة عدن، وهو يعمل ليلًا ونهارًا من أجل وضع حلول إسعافية عاجلة لمعاناة الناس في الملفات الشائكة المطروحة على الطاولة. وفي أول لقاء له بقيادة ووزراء المجلس، قال لهم بالفم المليان: “كونوا أقوياء ولا تتراجعوا!”

هذا هو المطلوب منا جميعًا؛ أن نكون أقوياء خلفهم، وألا نستمع لمن يحاول الاصطياد في المياه العكرة على حساب شعبنا!

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات