أم تي آي نيوز » صلاح بن لغبر
معلومات قد تكون صادمة لكنها حقيقية
كيف أصبحت الخطوط الجوية اليمنية تحت سيطرة الحوثيين؟
وكيف وصل وفد حوثي إلى بيروت على متن طائرات شركة الخطوط الجوية اليمنية، دون أي إذن أو إعلان من التحالف أو حكومة العليمي. كيف حدث ذلك؟
قبل أقل من عام استولى الحوثيون على أربع طائرات من أصل ست تابعة للشركة. وردًّا على ذلك، أبلغت الشركة منظمة الطيران المدني الدولية (إياتا) بأن طائراتها مختطفة، وتم تعميم البلاغ على جميع مطارات ودول العالم. لكن الصدمة جاءت بعد ساعة واحدة فقط، حين تدخل التحالف وحكومة العليمي، وبدلًا من دعم موقف الشركة، مارسوا ضغوطًا شديدة على مديرها التجاري، متهمين إياه بعرقلة جهود السلام. إلا أن الأخير رفض التراجع، مؤكدًا أن الطائرات مختطفة من قبل ميليشيا مسلحة، وأن الشركة تتصرف وفق القوانين المحلية والدولية.
وهنا جاء التدخل الحكومي المفاجئ، حيث قامت بإبلاغ المنظمات المعنية بالسماح للطائرات المختطفة بمواصلة رحلاتها كالمعتاد، في خطوة تعني عمليًّا شرعنة سيطرة الحوثيين على مطار صنعاء والشركة نفسها. بل وتمت الموافقة على تسيير رحلات جديدة إلى وجهات مختلفة، مقابل أن ينسّق الحوثيون مع التحالف بشأن مواعيد الرحلات كما يحدث في عدن وسيئون. لكن الحوثيين رفضوا تمامًا أي تنسيق أو تعاون، سواء مع إدارة الشركة في عدن أو مع الحكومة، ورفضوا بشكل قاطع التنسيق مع التحالف حول مواعيد الرحلات.
وكان الرضوخ ..
وبدأوا بتسيير رحلات مفتوحة إلى طهران وبيروت، بما في ذلك الرحلات الأخيرة التي أقلت وفدهم إلى لبنان.
والنتيجة ؟ اليوم، الطائرات لا تزال تحت سيطرة الحوثيين بالكامل، وممنوعة من التوجه إلى عدن وحضرموت، فيما تتحكم الجماعة بإيرادات الشركة ومطار صنعاء، وكل ذلك باعتراف الحكومة والتحالف!
مفارقة مريرة: في عدن وسيئون، لا تستطيع أي طائرة الإقلاع أو الهبوط إلا بإذن ضابط التحالف المناوب، الذي حدث ذات مرة أن غَفَا ظهرًا، فظلّت طائرة تدور فوق عدن لأكثر من 40 دقيقة بانتظار استيقاظه!
