كانت النظرية السائدة على مدى قرون تفيد بأن العقل البشري عبارة عن صفحة بيضاء عند الولادة.
وكان من المعتقد عموما أن اتصالات عصبية يتم إنشاؤها من الصفر مع تراكم المعلومات الحسية والخبرة. ولكن الشكوك بدأت تساور جورج دراجوي من جامعة “ييل” بعد قضاء أكثر من عقد من الزمن في دراسة النشاط في منطقة الحصين، بصفته منطقة الدماغ المسؤولة عن الذاكرة.
واكتشف العالم في دراسته لحصين القوارض أنه في السن المبكرة تظهر في هذا الجزء من الدماغ مجموعات وظيفية فردية من الخلايا، وبعد مرور فترة وجيزة من الزمن تظهر تسلسلات قصيرة من الخلايا. وفي غضون أيام قليلة بعد الولادة، تصبح هذه الخلايا والمجموعات والتسلسلات القصيرة أساسا لاتصالات متزايدة التعقيد تتيح فرصا لتكوين الذكريات.
ويوضح دراجوي في بحث جديد أن الدماغ البشري يمتلك أيضا قالبا خلويا بعد وقت قصير من الولادة. وأطلق العالم عليه مصطلح “القواعد التوليدية” للدماغ.
ويتم تنشيط شبكة الخلايا بالتتابع. ومع استخدام “معيار نحوي” يحتوي الحصين حتى في الأيام الأولى من الحياة على حروف وكلمات قصيرة، لكنه غير قادر على تنظيمها في جمل أو فقرات ذات معنى يمكن تخزينها كذكريات. ويعتقد العالم أن ذلك يساعد في تفسير سبب عدم تذكر الناس للسنوات الأولى من الحياة لأن النشاط العصبي يتحسن مع مرور الوقت.