أم تي آي نيوز » مركز الاحقاف للدراسات الاستراتيجية
اصدر مركز الأحقاف للدراسات الأستراتيجية والإعلام ورقة بحيث حول زيارة عضو مجلس القيادة الرئاسي، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء الركن فرج سالمين البحسني الى حضرموت حيث تشهد محافظة حضرموت تحولات سياسية وأمنية واقتصادية مهمة في ظل التطورات التي تعيشها اليمن منذ تحريرها من الجماعات الإرهابية عام 2016. وقد أصبحت حضرموت نموذجًا للاستقرار النسبي مقارنة بغيرها من المحافظات، مما جعلها محط أنظار القوى السياسية المحلية والإقليمية. ومع تصاعد التوترات السياسية في الآونة الأخيرة، خاصة بعد الهجمات الحوثية على ميناء الضبة النفطي عام 2022، برزت حضرموت كساحة للتنافس بين المكونات السياسية التي تسعى لتحقيق مكاسب استراتيجية في المشهد اليمني.
في هذا السياق، تأتي زيارة عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن فرج البحسني إلى حضرموت كحدث بارز يهدف إلى تعزيز الاستقرار وتوحيد المواقف حول حقوق المحافظة ومطالبها. هذه الزيارة، التي تمت في 31 يناير 2025، جاءت في إطار الجهود الرامية إلى معالجة التحديات الأمنية والاقتصادية، وتعزيز الشراكة العادلة لأبناء حضرموت في هياكل الدولة، ومكافحة الفساد، ودعم المشاريع التنموية.
وتستعرض هذه الورقة البحثية دوافع زيارة اللواء البحسني، وأنشطتها، وردود الأفعال المحلية، والنتائج التي تمخضت عنها، مع التركيز على دور هذه الزيارة في تعزيز الاستقرار وتحقيق المطالب المشروعة لأبناء حضرموت. كما تسلط الضوء على التحديات التي تواجه المحافظة في ظل التنافس السياسي المحلي والإقليمي، وتقدم تحليلًا لآفاق المستقبل في ضوء التطورات الأخيرة.
المقدمة
بعد الاستقرار النسبي الذي عاشته حضرموت، وخاصة بعد تحررها من الجماعات الإرهابية عام 2016، مضت في صناعة نموذج مغاير لما عاشته بقية المحافظات اليمنية، وباتت مثالاً للاستقرار الخدمي والأمني الذي حسدتها عليه مناطق البلاد الأخرى. تصدرت حضرموت المشهد السياسي بعد قيام مليشيات الحوثي بشن هجمات في العام 2022 على ميناء الضبة النفطي بالمحافظة، حيث شهدت حضرموت بعدها حربًا باردة تخوضها القوى السياسية لتحقيق أكبر المكاسب قبل بروز الصيغة النهائية لما ستؤول إليه الأوضاع بعد الحرب. فالمكونات السياسية في حضرموت، وإن بدت أصواتها المطالبة بحقوق المحافظة متوافقة، إلا أن جذورها الممتدة خارج حدود المحافظة قد تختلف وفقًا لمصالح كل مكون. وتتصدر المشهد لأهميتها وما تشهده من تطورات متصلة بالمشاريع السياسية المتنافسة فيها حينًا والمتصارعة عليها أحيانًا أخرى. وأصبح هناك توتر غير مسبوق في المحافظة على خلفية زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي. هذه الزيارة أشعلت غضب كثير من المكونات الحضرمية، حيث استقبل متظاهرون موكب العليمي في شوارع المكلا باحتجاجات رفعوا خلالها هتافات ناقدة لسياسات الشرعية ومطالبة لرئيسها بمغادرة المحافظة. وتصدر الحلف المطالبة بنصيب المحافظة من الصادرات النفطية، ومشاركة مؤتمر حضرموت الجامع، ممثلًا للمحافظة، في مفاوضات التسوية اليمنية المقبلة.
السياقات
بعد إعلان اللجنة الأمنية بحضرموت رفضها التام لأي محاولات للتجنيد خارج نطاق المؤسسات الأمنية والعسكرية الرسمية من قبل حلف قبائل حضرموت، أكدت أن أي تشكيلات أمنية أو عسكرية ينبغي أن تتماشى مع إطار الدولة ومؤسساتها. وأشارت اللجنة إلى أن التجنيد خارج مؤسستي الأمن والدفاع غير مقبول. بدوره، قام مجلس القيادة الرئاسي يوم 7 يناير 2025 بوضع خطة لتطبيع الأوضاع في محافظة حضرموت، والاستجابة للمطالب المحقة لأبنائها ومكوناتها السياسية والمجتمعية، وتعزيز مكانتها الوازنة في المعادلة الوطنية وحضورها الفاعل في صنع القرار المحلي والمركزي.
تتضمن خطة التطبيع اتخاذ إجراءات فعالة لضمان نجاح المبادرة، حيث يتطلب الأمر وجود ضمانات حقيقية من الدولة والقوى الراعية للعملية السياسية في البلاد. ومن الضروري إعادة بناء الثقة مع المواطنين الحضرميين من خلال تدابير عملية قبل بدء تنفيذ الخطة.
وتضمن بيان التطبيع اعتماد عائدات بيع النفط الخام الموجود في خزانات الضبة والمسيلة لإنشاء محطتين كهربائيتين جديدتين في ساحل ووادي حضرموت، ودعم وإسناد الجهود الرامية لتوحيد وحشد أبناء حضرموت ومكوناتهم كافة، وتعزيز شراكتهم العادلة في هياكل الدولة وأي استحقاقات سياسية قادمة بما يتناسب مع مكانة حضرموت واستحقاقها على مختلف المستويات. كذلك، استيعاب أبناء حضرموت في القوات المسلحة والأمن وفقًا للقانون ومعايير التجنيد المعتمدة، بالإضافة إلى إنشاء مستشفى عام في الهضبة (غيل بن يمين) من عائدات قيمة الديزل المخزون في شركة بترومسيلة، والوقوف على ادعاءات الفساد المنسوبة لشركة المسيلة لاستكشاف وإنتاج البترول “بترومسيلة”.
وأيضًا، إدارة كافة العوائد المحلية والمركزية لصالح تنمية وإعمار المحافظة وفقًا لخطة تنموية مشتركة مع الحكومة ومجتمع المانحين الإقليميين والدوليين.
موقف وردود الأفعال من عودة اللواء الركن فرج البحسني إلى حضرموت
وصل اللواء الركن فرج سالمين البحسني، عضو مجلس القيادة الرئاسي، إلى مدينة المكلا مساء يوم الجمعة 31 يناير 2025. وعاد النائب البحسني بعد رحلة إلى عدة دول أوروبية وعربية لتعزيز دور مجلس القيادة الرئاسي في مهامه بمحاربة جماعة الحوثي الإرهابية وتعزيز التعاون الدولي والإقليمي لمواجهة التحديات التي تواجهها البلاد.
وبعد عودته، عقد اللواء البحسني اجتماعات مع المسؤولين المحليين والمجتمع المدني لمناقشة مستجدات الأوضاع الأمنية والاقتصادية.
المجلس الانتقالي بحضرموت
رحبت الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت بوصول نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وعضو مجلس القيادة الرئاسي، اللواء فرج سالمين البحسني، في وقت تمر فيه المحافظة بظروف حساسة. ووصف المجلس هذه الزيارة بأنها خطوة مهمة.
الهبة الحضرمية الثانية
رحب قائد الهبة الحضرمية الثانية بعودة اللواء الركن فرج سالمين البحسني، عضو مجلس القيادة الرئاسي، إلى محافظة حضرموت، حيث عبروا بكل فخر واعتزاز وبقلوب مليئة بالفرح والترحيب.
دوافع زيارة اللواء الركن فرج البحسني لحضرموت
شهدت محافظة حضرموت يوم 31 يناير زيارة عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن فرج البحسني. وكان الهدف من الزيارة توحيد موقف أبناء حضرموت حول حقوقهم ومطالبهم، واتخاذ مواقف حازمة، ومكافحة الفساد والمتورطين فيه، وتحديد أوجه المشكلات والأطراف المتسببة بها.
كما عقد لقاءات موسعة مع مكونات سياسية وعسكرية وأمنية، وقام من خلال هذه الزيارة بتدشين عدة مشاريع حيوية في المحافظة. وتأتي هذه الزيارة في ظل الحاجة الملحة لوجود اللواء الركن فرج سالمين البحسني في هذا السياق التاريخي الحساس. فبفضل خبرته الواسعة في التعامل مع التحديات السياسية والأمنية في حضرموت، إضافة إلى موقعه القيادي الفاعل، أصبحت حضرموت اليوم تلتف حول اللواء البحسني باعتباره صوتًا وطنيًا قادرًا على حماية المحافظة من الفوضى.
أنشطة الزيارة
1. تدشين استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين مطار الريان الدولي في حضرموت ومطار القاهرة الدولي بجمهورية مصر العربية لتعزيز خدمات النقل.
2. زيارة مقر وقيادة حلف قبائل حضرموت لمناقشة تطورات الأوضاع الراهنة في المحافظة.
3. زيارة مدرسة التدريب القتالي، واستماع اللواء البحسني إلى شرح مفصل من نائب مدير المدرسة حول خطة المدرسة للعام الجديد.
4. عقد لقاء موسع مع القادة العسكريين والأمنيين بحضرموت.
5. لقاء المدير العام التنفيذي لشركة المسيلة لاستكشاف وإنتاج البترول لمناقشة أوضاع الشركة وسير العمل الإنتاجي فيها، إضافة إلى خططها المستقبلية.
6. لقاء مع هيئات المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت وأعضاء الجمعية الوطنية ومجلس المستشارين والقيادتين المحليتين بالمحافظة والمديريات لاستعراض الإنجازات والمكاسب السياسية التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي.
7. عقد لقاء مع قيادة الأجهزة الرقابية ومكافحة الفساد والأمن السياسي بحضرموت.
8. تدشين الفصل الدراسي الثاني للدفعتين الثانية والثالثة من القسم العام بكلية الشرطة بحضرموت.
9. زيارة مقر شركة المسيلة لاستكشاف وإنتاج البترول “بترومسيلة” للاطلاع على نشاط الشركة وجهودها لتنفيذ خطط العمل الروتينية.
نتائج الزيارة
حظي عضو مجلس القيادة، اللواء الركن فرج سالمين البحسني، خلال زيارته إلى محافظة حضرموت، بترحيب شعبي ومجتمعي كبير من قبل أهالي المحافظة وكافة الأجهزة العسكرية والأمنية والمكونات السياسية والشخصيات الاجتماعية والقبلية. وكان هناك ارتياح شعبي واسع بعودة اللواء البحسني إلى حضرموت بعد أن شهدت توترات سياسية على خلفية زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي.
تم خلال الزيارة عقد لقاءات موسعة مع القيادات العسكرية والأمنية والشخصيات الاجتماعية والقبائل برئاسة اللواء البحسني. وتناولت اللقاءات قضايا مكافحة الفساد ومحاسبة المتورطين في الأنشطة غير القانونية، مع التأكيد على أهمية تعزيز الشفافية والنزاهة في العمل الحكومي والمجتمعي.
الاستنتإن تصاعد الاحتجاجات الشعبية وزيادة التصعيد من قبل حلف قبائل حضرموت أثبتت عدم قدرة السلطة المحلية على إدارة الأزمات وضعفها في التعامل مع المواقف الطارئة بشكل سليم. فقد تم اتخاذ قرارات غير مدروسة في بعض الأحيان، مما أسهم في تأجيج الأزمات المحلية بدلًا من تهدئتها. وتسببت هذه القرارات الخاطئة في زيادة تذمر المواطنين ورفع مستوى الاستياء الشعبي تجاه السلطة المحلية.
