الأحد, يناير 5, 2025
الرئيسيةتقاريرثورة الجياع نداء العدالة والكرامة وسط الازمات المفتعلة والمتفاقمة

ثورة الجياع نداء العدالة والكرامة وسط الازمات المفتعلة والمتفاقمة

أم تي آي نيوز » تقرير / مريم بارحمة

في مشهد يعكس معاناة طويلة وصراعات يومية لتحقيق أدنى مقومات العيش الكريم، شهدت العاصمة عدن يوم الأربعاء، الموافق 1 يناير 2025، وقفة احتجاجية كبرى نظمها الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب، بالتعاون مع مختلف النقابات والهيئات المدنية والعسكرية والنسائية، تحت شعار “الوقفة الاحتجاجية الكبرى (ثورة الجياع)”.
تجمّع الآلاف من المتظاهرين في ساحة العروض بمديرية خور مكسر بالعاصمة عدن، أمام مكتب الأمم المتحدة، رافعين شعارات تطالب بالعدالة الاجتماعية، وإعادة هيكلة الأجور بما يتناسب مع الأزمة الاقتصادية الخانقة.
شارك في الوقفة الاحتجاجية نقابات جامعات عدن، لحج، أبين، شبوة، والهيئة العسكرية الجنوبية، واتحاد نساء الجنوب، والحركة المدنية الحقوقية المستقلة، ومنظمات المجتمع المدني والحقوقي.
واكد المشاركون أن الوقفة ليست النهاية بل هي بداية لحراك مستمر يهدف إلى بناء مستقبل أفضل وتحقيق التغيير المنشود. 

-أهداف الوقفة 

هدفت الوقفة إلى إرسال رسالة إلى المجتمع الدولي عبر مكتب الأمم المتحدة بضرورة الضغط على الجهات الحكومية لتحمل مسؤولياتها تجاه الموظفين بالجنوب. ولفت انظار العالم إلى المعاناة اليومية التي يواجهها المواطن الجنوبي.  

-أبرز المطالب المرفوعة

وكانت أبرز المطالب للمحتجين إعادة هيكلة الأجور والمطالبة بزيادة الرواتب لتتناسب مع سعر الصرف وارتفاع تكاليف المعيشة. استعادة الحقوق المالية وإعادة الرواتب إلى ما كانت عليه قبل 2015، وصرف الرواتب المتأخرة بشكل فوري. وانتظام صرف الرواتب وضمان تسليم الرواتب نهاية كل شهر دون تأخير. وتطوير قانون المعلم بشكل يحفظ كرامته وعزته ويبقى المعلم نبراسا ومربيا للأجيال وتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال توفير تأمين صحي شامل، وتثبيت المعلمين المتعاقدين. وكذلك إيقاف تدهور العملة المحلية ووضع حلول شاملة لإنقاذ الريال اليمني من الانهيار. ومكافحة الفساد وتعزيز دور الرقابة الحكومية ومحاسبة الفاسدين. وتحسين وتوفير الخدمات العامة من الكهرباء والتعليم والرعاية الصحية بشكل يضمن حياة كريمة للمواطنين. وأيضا معالجة قضايا المسرحين والجرحى، واستكمال عمل لجنة المبعدين وتعويض الضحايا وفق القرارات الرئاسية.

-تصريحات القيادات

وخلال الوقفة الاحتجاجية تحدث الأستاذ سامي عيدروس خيران، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب، قائلا:” أن الوقفة الاحتجاجية جاءت نتيجة لتردي الأحوال المعيشية، وتأخر صرف الرواتب، وانخفاض قيمتها بشكل كبير، مما يجعلها غير كافية لتغطية احتياجات يومين فقط”، مضيفاً: “نحن نطالب بإصلاح شامل للوضع الاقتصادي، وهيكلة الرواتب بما يتناسب مع الغلاء الفاحش وسعر الصرف الحالي. الحكومة فاشلة بكل المقاييس، والمواطن الجنوبي يعيش في ظروف مأساوية.”

بينما الأستاذ الدكتور فضل ناصر مكوع، رئيس نقابة هيئة التدريس ومساعديهم في الجامعات الحكومية، أوضح أن هذه الوقفة جاءت بعد جهود حثيثة من مختلف النقابات ومنظمات المجتمع المدني. وقال: “رسالتي واضحة: يجب أن تتحمل الحكومة مسؤوليتها تجاه الأكاديميين والموظفين، وأن تعيد الحقوق المسلوبة وتعتمد استراتيجية شاملة للأجور.”

بدوره الأستاذ عوض بن عوض مبجر، وكيل العاصمة عدن لقطاع التربية والتعليم، أبدى استياءه من الظروف الصعبة التي يواجهها المعلمون. وقال:
“راتب المعلم لا يكفي سوى خمسة أيام، وهذا غير مقبول. يجب إعادة هيكلة أجور المعلمين ودعمهم ليتمكنوا من تأدية رسالتهم السامية.”
هذه الوقفة تمثل صرخة في وجه الأوضاع الاقتصادية المتردية.

-رسالة المحتجين للحكومة والمجتمع الدولي

أكد المحتجون أن صبرهم قد نفد، وأن هذه الوقفة ليست إلا البداية لسلسلة من التحركات التصعيدية. ودعوا الحكومة إلى الاستجابة الفورية لمطالبهم، وإلا فإنهم سيواصلون احتجاجاتهم حتى تتحقق العدالة والكرامة لكل العاملين.
كما وجهوا رسالة إلى المجتمع الدولي ومكتب الأمم المتحدة، داعين إلى التدخل الفوري لإنقاذ الجنوب من الكارثة الاقتصادية التي تهدد حياة الملايين.

-التحديات والحلول المقترحة

ومن التحديات التي تواجه المواطن والموظف بالجنوب، انهيار العملة المحلية وارتفاع الأسعار، وتأخر صرف الرواتب لشهور طويلة، وغياب خطة حكومية شاملة لتحسين الأوضاع الاقتصادية.
وتكمن الحلول في وضع برنامج إصلاحي اقتصادي شامل لإنقاذ العملة وتحسين الخدمات. واعتماد هيكل أجور جديد يتماشى مع الظروف الاقتصادية الراهنة. ومكافحة الفساد داخل المؤسسات الحكومية وتعزيز الرقابة. وتحسين الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والكهرباء.

-خارطة طريق للتغيير

أكد البيان الختامي على إعادة الرواتب وصرفها بانتظام ، وتثبيت العلاوات والتسويات القانونية بناء على قرارات قضائية، وتحسين الخدمات بشكل عاجل ووضع حلول جذرية لتهور العملة المحلية وارتفاع الأسعار وتعزيز مكانة المعلم عبر قانون يحفظ ويصون كرامته وضمن حقوقه، دعم ملف المبعدين والشهداء ومعالجة قضاياهم.

أظهرت الوقفة الاحتجاجية في العاصمة عدن قوة الإرادة الشعبية الجنوبية، وجسدت التكاتف المجتمعي في وجه التحديات الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها الموظفون والعمال في القطاعات المختلفة. وأثبتت الوقفة ان شعب الجنوب سوف يواصل كفاحه السلمي من أجل تحقيق العدالة والكرامة، متسلحاً بالإرادة الجماعية والإصرار لمواجهة كل التحديات الاجتماعية والاقتصادية بعزيمة وإرادة لا تلين، في سبيل بناء مستقبل أكثر عدلاً. كما أن الوقفة وضعت الحكومة أمام مسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية. فهل ستستجيب لمطالب المحتجين أم أن ثورة الجياع ستستمر لتغيير المشهد برمته؟

#صحيفة ام تي أي نيوز  الإلكترونية
تابعونا على التليجرام:
t.me/mtinews

تابعونا على الوتس:
https://chat.whatsapp.com/CkVfNhmZj2LAHqb79zfJCn




مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات