أم تي آي نيوز » واشنطن
قبل توليه الرئاسة رسميًا في 20 يناير القادم، فتح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب جبهة جديدة بإعلانه عن نيته استعادة السيطرة على قناة بنما، الممر المائي الحيوي الذي يربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ. جاء ذلك كرد فعل على ما وصفه بـ”الرسوم غير العادلة” المفروضة على السفن الأمريكية المارة عبر القناة.
وجاء الرد سريعًا من الحكومة البنمية على لسان رئيسها خوسيه راوول مولينو، الذي أكد يوم الأحد أن “كل متر مربع من قناة بنما والمناطق المتاخمة لها هو ملك لبنما وسيظل تابعًا لها”. وشدد مولينو على أن سيادة بنما واستقلالها أمران غير قابلين للتفاوض.
قناة بنما، التي افتُتحت رسميًا عام 1914، تُعتبر واحدة من أعظم الإنجازات الهندسية في العالم. فهي تقلص مسافة الإبحار بين مدينة نيويورك وسان فرانسيسكو من 21 ألف كيلومتر إلى أقل من 8 آلاف كيلومتر. وعلى الرغم من الإنجاز الهندسي، فإن تاريخ القناة يحمل صراعات ممتدة بين الولايات المتحدة وبنما.
المشروع الفرنسي الفاشل: في عام 1880، بدأت فرنسا المحاولة الأولى لبناء القناة، لكنها باءت بالفشل بسبب الأمراض والإفلاس، مما أودى بحياة أكثر من 21 ألف عامل.
النجاح الأمريكي: تولت الولايات المتحدة المشروع بعد دعم الرئيس ثيودور روزفلت، ونجحت في إنجاز القناة عام 1914 بتكلفة بشرية ومالية باهظة.
شهدت العلاقة بين بنما والولايات المتحدة توترات متزايدة حول سيطرة الأخيرة على القناة. culminated
أحداث 1964: تصاعدت التوترات في يناير عندما أدت أعمال شغب مناهضة لأمريكا إلى سقوط قتلى وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
اتفاقية كارتر: في عام 1977، وقع الرئيس الأمريكي جيمي كارتر اتفاقية تمنح بنما السيطرة الكاملة على القناة بحلول عام 1999، مع إعلان حياد القناة وفتحها أمام جميع السفن.
بعد انتقال السيطرة إلى بنما في عام 2000، بدأت البلاد مشروع توسعة ضخم للقناة عام 2007 لمواكبة زيادة حجم الشحن العالمي. اكتملت التوسعة في 2016، لكنها واجهت تحديات مثل الجفاف وانخفاض مستويات المياه، مما أدى إلى فرض قيود ورسوم أعلى على حركة السفن.
يبدو أن خطة ترامب لاستعادة السيطرة على القناة تفتقر إلى الوضوح، وفقًا لشبكة سي إن إن. كما أن حديثه عن الرسوم “السخيفة وغير العادلة” يُضاف إلى سلسلة انتقاداته بشأن الإدارة الحالية للقناة.
وأشارت الشبكة إلى أن ترامب أعرب عن قلقه من تزايد النفوذ الصيني في بنما بعد أن قطعت الأخيرة علاقاتها مع تايوان عام 2017، مما عزز من وجود الصين في المنطقة المحيطة بالقناة.
تهديدات ترامب بإعادة السيطرة على القناة تفتح الباب أمام أزمة دبلوماسية جديدة بين الولايات المتحدة وبنما، خاصة أن القناة تُعد شريانًا حيويًا للتجارة العالمية ورمزًا للسيادة الوطنية لبنما. وبينما تواصل بنما الدفاع عن حقوقها، يبقى من غير الواضح كيف ستتعامل الإدارة الأمريكية المقبلة مع هذا الملف الحساس.
#صحيفة ام تي أي نيوز الإلكترونية
تابعونا على التليجرام:
t.me/mtinews
تابعونا على الوتس:
https://chat.whatsapp.com/CkVfNhmZj2LAHqb79zfJCn