أم تي آي نيوز / العين الإخبارية
لممر الأكثر اكتظاظا في العالم بات شبه مقفر من السفن التجارية التي غيرت مساراتها بعيدا عن باب المندب والبحر الأحمر بسبب هجمات الحوثي.
وشلت هجمات الحوثي بشكل كبير حركة السفن التجارية في مضيق باب المندب الدولي، حيث أمضت “العين الإخبارية” عدة ساعات في مهمة رصد لحركة الملاحة لم يظهر سوى مرور سفينة واحدة بعد نحو ساعتين.
فعبر رابع أكبر ممر دولي في العالم، الذي تطل عليه جبال سوداء قاحلة من اتجاه اليمن، كان عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر عبره من القناتين التي تفصلها جزيرة ميون، يقدر بأكثر من (21) ألف ناقلة بحرية سنوياً، بمعدل (58) ناقلة يومياً، أي بمعدل ناقلتين كل ساعة واحدة قبل تراجعها مؤخرا.
سفينة تبحر في ممر مضيق باب المندب
تلك التأثيرات والتراجع في عبور السفن أكدها سكان محليون في مديرية باب المندب التابعة لمحافظة تعز (جنوب)، والذين أبدوا مخاوف كبيرة من استمرار هجمات الحوثي ومن عسكرة البحر الأحمر من قبل التحالف الدولي.
وأعرب السكان المحليون في شهادات لـ”العين الإخبارية”، عن ثقتهم بالقوات المشتركة المرابطة في الساحل الغربي، والتي تعمل على تأمين السواحل والجزر ومياه اليمن الإقليمية في مضيق باب المندب وميون.
من بوابة الملاحة
وقال الشيخ مرسال محمد زيد العنبري، أحد شيوخ مديرية باب المندب اليمنية، إنه “مر وقت كبير منذ تحرير قوات التحالف العربي لباب المندب عام 2015 وطرد الحوثي منه، لكن المليشيات عادت مؤخرا لتهدد المضيق بالهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة والزوارق”.
وأكد العنبري في حديثه لـ”العين الإخبارية”، أن عودة تهديدات الحوثي بثت المخاوف بأوساط السكان المحليين وهي ذاتها المخاوف التي كانت تسود إبان سيطرة المليشيات على المضيق قبل أن يتم طردها منه.
سفينة تبحر في ممر مضيق باب المندب
وأشار إلى أنه “سابقا عندما سيطر الحوثيون على باب المندب، شلوا حركة السفن التجارية، لكن بعد تحريره عادت إليه الحياة ومرت السفن بسلام، غير أنه مؤخرا وعقب عزوف شركات الشحن عن المرور في المضيق الدولي، تراجعت الحركة مجددا”.
وطالب العنبري المجتمع الدولي بدعم القوات المشتركة في الساحل الغربي، بما فيها قوات العمالقة والمقاومة الوطنية، لتتولى تأمين الحياة البحرية وتوفير حياة آمنة للسكان المحليين وتشجيع قطاع الصيد وعودة الملاحة إلى سابق عهدها.
وانتقد الشيخ العنبري “عسكرة البحر الأحمر من قبل التحالف البحري الدولي والذي رفع نسبة مخاوف السكان المحليين من عدم قدرتهم على ممارسة نشاط الصيد”، داعيا لدعم القوات المشتركة في الساحل الغربي والتي تتولى تأمين حياة سائر اليمنيين على امتداد جنوب البحر الأحمر.
اضطراب في البحر
وفي مضيق باب المندب، حيث كان السكان يعيشون حياة آمنة نسبيا باعتبارهم يقطنون بعيدا عن إرهاب الحوثي، لكن اضطراب البحر الأحمر مؤخرا رفع مستوى مخاوفهم من قدرتهم على ممارسة أعمالهم خصوصا في قطاع الصيد.
سفينة تبحر في ممر مضيق باب المندب
واعتبر عبدالله زيد حيدره، وهو أحد أبناء باب المندب ويقيم بالقرب من سوق الإنزال السمكي، أن “هجمات الحوثي تعد جريمة وحياة السكان في باب المندب والقرى اليمنية المطلة على البحر الأحمر باتت مهددة بالموت”، مضيفا: “تؤثر علينا صراحة هجمات الحوثي البحرية”.
وأضاف في حديثه لـ”العين الإخبارية”: “تأثر مرور السفن بشكل كبير ولم تعد تعبر المضيق كما كانت في السابق والتي كانت تصل إلى 100 سفينة، لكن مؤخرا لم تعد تعبر سوى قلة قليلة جدا”.
من جهته، قال مرتضى سالم وهو سكرتير مدرسة باب المندب، إن هجمات الحوثي البحرية “أثرت كثيرا على السكان المحليين، وقد أعاقت صيد الأسماك لدى سكان القرية”.
وأوضح في حديثه لـ”العين الإخبارية”، أن “الصيادين كانوا يعملون على مدار اليوم ليلا ونهارا، لكن الآن عقب هجمات الحوثي واستدعاء بوارج حربية دولية، باتوا يمارسون أعمالهم فقط خلال النهار خوفا من البوارج”.
سفينة تبحر في ممر مضيق باب المندب
وأضاف: “الناس هنا خائفون بسبب هجمات الحوثي الصاروخية والزوارق المفخخة مما أثر على حركة الملاحة الدولية، حيث كان الممر يكتظ بالفعل بالسفن التجارية إلا أن حركة الملاحة مؤخرا تراجعت بشكل كبير”.
ودعا المجتمع الدولي إلى “إيجاد حل لردع مليشيات الحوثي كونها السبب الرئيسي في تهديد الملاحة البحرية ما يشكل عقبة للناس سواء في المناطق المحررة أو غير المحررة وحتى العالم بسبب أعمالها الإرهابية”.
وتبلغ الشحنات التجارية التي تعبر مضيق باب المندب الدولي ما يعادل (10%) من الشحنات التجارية العالمية.
وتشير تقارير دولية إلى أنه مر عبر باب المندب الدولي نحو 7.80 مليون برميل يوميا من شحنات النفط الخام والوقود بالأشهر الـ11 الأولى من 2023، ارتفاعا من 6.60 مليون برميل يوميا طوال 2022.
كما أن “12% من إجمالي النفط المنقول بحرا في النصف الأول من 2023 وكذلك 8% من تجارة الغاز الطبيعي المسال، مرت من باب المندب وخط أنابيب سوميد وقناة السويس”، وفق المصدر نفسه.