إم تي آي نيوز / وكالات
أكدت جامعة الدول العربية، ضرورة توفر الإرادة الدولية لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان، وتفعيل كافة الأدوات الدبلوماسية المتاحة، وفي مقدمتها قيام مجلس الأمن بالدور المنوط به للحيلولة دون انزلاق المنطقة في براثن دوامة عنف لن يسلم منها العالم.
وقال السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، في كلمة خلال المؤتمر الدولي لدعم شعب لبنان وسيادته، الذي عقد اليوم في العاصمة الفرنسية باريس، إن إسرائيل أضحت بجرائمها الدموية الممتدة طوال عام كامل في غزة، ومن ثم لبنان، دولة مارقة على القانون والنظام الدوليين، بل صار سلوكها يمثل أكبر تهديد للسلم والأمن في المنطقة والعالم، وهي تؤرخ بجرائمها لمرحلة تعسة من تاريخ البشرية تعكس انهيارا للقيم الإنسانية وحقوق الأفراد والشعوب في الحياة، والحرية، والعدالة، والمساواة.
وأشار زكي إلى الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب اللبناني نتيجة للعدوان الإسرائيلي الخطير، وضرباته العشوائية الغاشمة على كافة المناطق اللبنانية، مستهدفة المدنيين الأبرياء من أطفال ونساء ومسعفين، الأمر الذي أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف منهم، إضافة إلى نزوح أكثر من مليون ومائتي ألف شخص جراء التهديد، والترويع، وتدمير ديارهم وقراهم.
وعرض الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية محددات الموقف العربي إزاء إنقاذ لبنان، مشددا في هذا السياق على أن الأولوية هي لإنهاء هذا العدوان والوقف الفوري لإطلاق النار مع التزام الجميع بالتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن 1701، بما يضع حدا نهائيا لاعتداءات إسرائيل على سيادة لبنان وينهي هذه المأساة الإنسانية المتصاعدة، وذلك بالتوازي مع مواصلة وتكثيف الجهد الدولي لتقديم المساعدات المالية والإغاثية العاجلة للدولة اللبنانية، وتقديم كافة أوجه الدعم والمساندة للجيش اللبناني، بما يمكنه من أداء دوره الأساسي في حماية البلاد وبسط سيادة الدولة على أراضيها، وقيامه أيضا بالدور المنوط به بموجب القرار 1701.
ونوه زكي بالدور المهم الذي تقوم به قوات حفظ السلام الأممية اليونيفيل في لبنان، مؤكدا على أهمية الالتزام بالحفاظ على سلامة أفرادها ومقراتها.
كما أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ضرورة الإسراع في إنهاء الشغور الرئاسي غير المسبوق الذي يشهده لبنان في ظل كل هذه التحديات والمخاطر المحدقة بمستقبل الشعب اللبناني، داعيا القيادات السياسية إلى التوصل لتوافقات تفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية استنادا للدستور اللبناني واتفاق الطائف، حيث إن الوضع الراهن في البلاد لا يحتمل مزيدا من التأجيل والتأخير لهذا الاستحقاق الدستوري المهم، حفاظا على تماسك مؤسسات الدولة وتفعيل دورها.
وأشاد زكي بروح الصمود والتآزر من جانب الشعب اللبناني خلال هذه المحنة، مؤكدا أهمية تمسك اللبنانيين بالوحدة الوطنية وعدم إتاحة المجال لأي انقسامات من أي نوع سواء سياسية أو طائفية أو مذهبية، معربا عن أمله في أن تتكلل هذه الجهود بدعم ومساندة لبنان وشعبه في استعادة سيادته وكرامته والحفاظ على سلمه الأهلي والشروع في إعادة بناء هذا البلد المنكوب.