أم تي آي نيوز » إرم نيوز
أجمع خبراء في الشأن الأمريكي على أن التزام تل أبيب بعدم استهداف منشآت نفطية أو نووية في إيران، خلال الرد الإسرائيلي المرتقب على هجوم طهران الأخير، هو “الثمن السياسي لنشر أمريكا منظومة “ثاد” الدفاعية في إسرائيل.
وأضاف الخبراء أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تريد من خلال هذا الثمن، إظهار مدى قدرتها في الضغط على إسرائيل، بأن يكون الرد على إيران محدودًا، ومنع استهداف منشآت نفطية أو نووية تفاديا لارتفاع أسعار النفط عالميًا، ونشوب حرب إقليمية.
وأوضحوا، لـ”إرم نيوز”، أن إسرائيل أخرت الرد على الهجوم الإيراني لسببين، الأول وصول بطاريات منظومة “ثاد”، التي تبلغ تكلفة الوحدة الواحدة منها نحو مليار دولار، وتحتاج إلى 100 مشغل، لتكون جاهزة للتعامل مع أي رد إيراني على الضربة المرتقبة.
والسبب الثاني وفق الخبراء، هو القيام بكافة الحسابات المتعلقة بشكل الضربة، ورد الفعل الإيراني المتوقع، في ضوء طلبات إدارة بايدن.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، بات رايدر، قد أعلن مؤخرًا عن وصول فريق من العسكريين الأمريكيين والمكونات الأولية اللازمة لتشغيل بطارية الدفاع الصاروخي للارتفاعات العالية “ثاد”، إلى إسرائيل، موضحًا أن التشغيل الكامل للبطارية سيكون في المستقبل القريب.
وتعتبر “ثاد” منظومة دفاعية صاروخية متقدمة مصممة لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية خلال المرحلة النهائية من تحليقها، وهي اختصار لـ”نظام الدفاع في المناطق ذات الارتفاعات العالية النهائية”، وتعتبر جزءًا من شبكة الدفاع الصاروخي التي تديرها الولايات المتحدة لحماية الأهداف الاستراتيجية من الهجمات الباليستية.
رد محدود على إيران
ويقول الخبير في الشؤون الأمريكية، الداه يعقوب، إنه وفقًا للدوائر السياسية الأمريكية، فإن نشر منظومة “ثاد” مع 100 عسكري أمريكي في إسرائيل لتشغيلها، يأتي كبادرة من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لثني إسرائيل عن استهداف المنشآت النفطية والنووية الإيرانية، خلال الرد الإسرائيلي المرتقب على الهجوم الإيراني الأخير، ما يعتبر بمثابة “ثمن سياسي” لرد إسرائيلي محدود.
وأوضح يعقوب، في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أن “الثمن السياسي” الذي طلبته أمريكا من إسرائيل في هذا التوقيت، يندرج ضمن هذه المنظومة، لافتًا إلى رسائل وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، إلى نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، بشأن ضرورة تحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية.
وأشار إلى أن واشنطن تحاول استغلال نشر منظومة “ثاد”، وإعطاء تل أبيب هذه التقنية، مقابل تحقيق بعض النتائج “المتواضعة” بخصوص الرد على إيران والوضع في قطاع غزة، بهدف إظهار قدرة إدارة بايدن على التأثير في إسرائيل، وسط انتقادات متتالية لواشنطن منذ قرار تزويد إسرائيل بمنظومة “ثاد” لأول مرة عام 2019، وكذلك بعد هجمات 7 أكتوبر.
تعاون استراتيجي
واتفق المحلل السياسي أحمد محارم، مع ما ذهب إليه يعقوب، وقال إن الثمن الذي تسعى إدارة بايدن لتحقيقه نظير نشر منظومة “ثاد” يتمثل في ضمان التزام تل أبيب بوعدها، بأن تكون الضربة المنتظر توجيهها إلى طهران محدودة، ولا تشعل حربًا إقليمية، لا سيما مع قرب الاستحقاق الرئاسي الأمريكي.
وأضاف محارم، لـ”إرم نيوز”، أن أمريكا تريد الحصول من إسرائيل على تأكيد لا يقبل الشك، بأن ضربتها المرتقبة لإيران، ستكون منضبطة ومتزنة، ولا تذهب إلى إصابة منشآت النفط، لما سيترتب على ذلك من تأثير على أسعار النفط العالمية، مع حلول فصل الشتاء ومتطلبات التدفئة، وما سينتج عن ذلك دوليًا، قبل أقل من 3 أسابيع على الانتخابات الأمريكية.
وبين أن إسرائيل قامت بتأخير الضربة المنتظرة لإيران لسببين، الأول وصول بطاريات “ثاد”، هذه المنظومة التي تبلغ تكلفة الوحدة الواحدة فيها نحو مليار دولار ، وتحتاج إلى 100 مشغل لتكون جاهزة للتعامل مع أي رد إيراني متوقع على الضربة المنتظرة، والسبب الثاني، هو القيام بكافة الحسابات المتعلقة بشكل الضربة، ورد الفعل الإيراني بعد ذلك، في ضوء طلبات إدارة بايدن الديمقراطية.
ولفت محارم إلى أن نشر هذه المنظومة يأتي ضمن التعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، من خلال هذا النوع من التسليح الحديث، عبر أنظمة دفاعية لا نظير لها في المنطقة، مما يعتبر فرصة أمام الإدارة الحالية لتثبت مدى دعمها لإسرائيل على الصعيدين الداخلي والخارجي مع قرب الاستحقاق الرئاسي، وفق قوله.