أم تي آي نيوز » اعلام لبناني
بعد 18 عاماً من إعداد حزب الله للمواجهة مع إسرائيل، إلا أن الميليشيا ترزح تحت وطأة هجمات جوية متلاحقة، في أجواء أشبه ما تكون “مكشوفة” أمام الطيران الحربي الإسرائيلي.
وتجاوز سلاح الجو الإسرائيلي مرحلة القصف على علو مرتفع، لتحلق مسيراته بـ”كثافة” و”بشكل منخفض” فوق الضاحية الجنوبية لبيروت، وفق ما أوردته الوكالة الوطنية للإعلام في ساعة متأخرة من ليل أمس السبت.
ويثير غياب منظومة الدفاع الجوي التابعة لميليشا حزب الله عن التصدي للغارات الإسرائيلية، تساؤلات، وسط الحديث عن سلسلة اغتيالات بين كبار قادة الميليشيا، كان أبرزهم أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، وما ترتب عليه من فقدان القدرة على التحكم والسيطرة.
ويأتي ذلك بالتزامن مع إعلان الجيش الاسرائيلي استهداف مواقع تابعة للميليشيا اللبنانية تتضمن منظومات للدفاع الجوي، في مناطق متفرقة مثل جنتا في عمق لبنان، وبرعشيت في الجنوب.
وفي هذا السياق، قالت صحيفة “كالكاليست” الاقتصادية الإسرائيلية، إن “حزب الله” يحاول وقف الضغوطات التي يتعرض لها من قبل سلاح الجو الإسرائيلي، لكن تدمير قاعدته الرئيسية في منطقة الضاحية الجنوبية أدى إلى فقدان القدرة على التنسيق والتحكم، ما أجبر الحزب على إعادة تقييم استراتيجيته.
وقالت الصحيفة إن الوضع العسكري لـ”حزب الله” واجه وضعًا كارثيًا بعد فقدانه لمركز قيادته وكبار قادته بسبب الهجمات الجوية الإسرائيلية.
ويعد نظام الدفاع الجوي الروسي “بانتسير”، أحد أبرز الأسلحة التي يسعى “حزب الله” للاستفادة منها في مواجهة التفوق الجوي الإسرائيلي، وفق الصحيفة.
ونظام “بانتسير” هو نظام روسي متقدم يجمع بين الصواريخ والمدافع، ويستطيع استهداف الطائرات بدون طيار، والطائرات الحربية، والصواريخ.
ويمتاز هذا النظام بقدرته على العمل بشكل مستقل، حيث يحتوي على رادارات خاصة به وأجهزة استشعار متقدمة.
وتتمتع أنظمة “بانتسير” بقدرة على الضرب على ارتفاعات عالية، مما يجعلها قادرة على استهداف الطائرات على ارتفاعات تفوق 50,000 قدم.
واعتبرت “كالكاليست” أن التحديات اللوجستية لنظام “بانتسير”، من صيانة وخبراء ومعدات خاصة، تشكل تحديًا لـ”حزب الله”، في ظل محدةدية الموارد البشرية والتكنولوجية.
ولفتت إلى امتلاك “حزب الله” أنظمة قديمة مثل “أوسا” و”بوك”، لكن هذه الأنظمة أقل تطورًا، وتحتاج إلى دعم لوجستي معقد.
وأكدت الصحيفة أن إسرائيل تمتلك معلومات استخباراتية مفصلة حول أنظمة الدفاع الجوي المختلفة لـ”حزب الله”، مما يمنحها ميزة استراتيجية في أي مواجهة.
ومنذ أن شنت إسرائيل هجمات جوية على جنوب لبنان ، والضاحية الجنوبية لبيروت، لم يتسن لحزب الله إطلاق أي مضادات دفاعية جوية، واكتفت بالرد بهجمات صاروخية على مناطق في إسرائيل، إلى جانب عمليات عسكرية برية في محاولة لدحض التوغل البري للقوات الإسرائيلية في الجنوب اللبناني.
ويبقى السؤال عن السبب الحقيقي الكامن وراء غياب منظومة الدفاع الجوي لحزب الله عن مواجهة الطيران الحربي الإسرائيلي، وما إذا كانت الاستهدافات الإسرائيلية لقيادات في الميليشيا قد أثر على تفعيل تلك المنظومة إبان الحرب، أم أنها دمرت بالفعل، وسط تعتيم إعلامي من قبل الميليشيا اللبنانية على هذا الأمر.
