أم تي آي نيوز » رويترز
يتجه الجيش الإسرائيلي، مؤخراً وبشكل مكثف، إلى ضرورة إخلاء المباني السكنية في الضاحية الجوبية لبيروت، مركِّزاً على ثلاثة مواقع هي “برج البراجنة” و”الليلكي” و”حارة حريك”، فيما تسود مخاوف بين أوساط سياسية، في أن هذه الإنذارات هي مقدمة لعملية إسرائيلية واسعة وممنهجة في لبنان، على غرار ما حدث في قطاع غزة.
ويُعتبر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، “عرّاب الإخلاءات”، حيث يؤكد في منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي، أن أوامر الإخلاء تصب في مصلحة المدنيين.
بينما تُثار، حالياً، مخاوف من لجوء حزب الله إلى المباني السكنية لتخزين الأسلحة، أو تحويلها لمقرات اجتماع للميليشيا، مثلما حدث في اجتماع قيادة حزب الله، الذي عُقد تحت مبنى سكني في الضاحية الجنوبية، حضره أمين عام حزب الله الراحل حسن نصر الله.
ولعل الاختراقات السيبرانية المتكررة من جانب الموساد الإسرائيلي لأماكن تمركز حزب الله، كشفت عن مخازن للحزب في مباني محددة، هي منشآت ومصالح عسكرية ببرج البراجنة والليلكي وحارة حريك، بحسب الجيش الإسرائيلي.
واللافت في الأمر، أن استهداف المباني السكنية من قبل القوات الإسرائيلية يمتد أثرها إلى ما بعد 500 متر فقط، لذلك تأتي إنذارات الإخلاء بضرورة إبعاد المدنيين تلك المسافة.
ولكن، بحسب مراقبين، فإن إسرائيل تعمد إلى هذه المنهجية، في محاولة لخنق البيئة الحاضنة لحزب الله في الجنوب، وحث السكان على ترك منازلهم، وهذا ما حدث في أكثر من ثلاثين قرية قرب الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
ويأتي هذا بعد أيام قليلة من آخر خطاب لحسن نصر الله قبيل اغتياله بأسبوع، من أن عودة “سكان الشمال” الإسرائيليين إلى منازلهم لن يتم، الأمر الذي اعتبره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “خطاً أحمر”، أضافه إلى خط أحمر سابق يتعلق بملف الرهائن لدى حركة حماس في غزة.
كما يُنظر إلى أوامر الإخلاء التي وصل عددها إلى سبعة أوامر تقريباً، على أنها ستحول مناطق كثيرة في لبنان إلى مدن أشباح أو مسارح للعمليات العسكرية، إلا أنها في الوقت نقسه تبدو لصيقة لأي عملية توغل بري، وتمهد بالتأكيد لخطة واسعة، بحسب مراقبين.