أم تي آي نيوز / رويترز
يواصل الجيش الاسرائيلي تنفيذ عمليته البرية في عدد من القرى الحدودية جنوب لبنان ، مع تمكنه من تحقيق اختراقات في بعض المناطق، ومواجهة مقاومة شديدة في مناطق أخرى من قبل عناصر ميليشيا “حزب الله”. وتهدف العملية إلى إبعاد حزب الله عن المناطق الحدودية لتهيئة عودة سكان المستوطنات والبلدات شمال إسرائيل .
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالات ، اليوم الجمعة، في أثناء تفقده الجبهة الشمالية، “الجيش ينفذ عمليات في عدة قرى وستستمر هذه العمليات حيثما كان ذلك ضروريًا، من أجل تدمير جميع البنى التحتية التي خطط حزب الله لتنفيذ هجمات منها، لحماية المستوطنات الشمالية والسماح بعودة الإسرائيليين إلى منازلهم”.
وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، “حتى الآن، يعتمد حزب الله أساسًا على الأسلحة المضادة للدبابات، والعبوات الناسفة، وقذائف الهاون في المعارك”.
وأضافت الصحيفة أن “الجيش الإسرائيلي حدد بعض نقاط الضعف لدى حزب الله، كما في بنت جبيل، حيث يواجه مقاتلو حزب الله صعوبة في التواصل مع منظومات القيادة”.
ويرى خبراء أن تطور العملية البرية مرهون بعدة عوامل، لافتين إلى أن هدف العملية في جنوبي لبنان يتجاوز إعادة سكان شمالي إسرائيل، ويرتبط بفرض “قواعد اشتباك” مختلفة تمامًا مع ميليشيا “حزب الله”.
أهداف غير معلنة
يرى المحلل السياسي، إياد جودة، أن الهدف الحقيقي للعملية البرية هو منع تكرار هجوم مماثل لعملية حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وأوضح جودة لـ”إرم نيوز” أن “الجيش الإسرائيلي، الذي كان يستعد لخطة اقتحام الجليل من قبل حزب الله، فوجئ بحركة حماس وهي تنفذ الفكرة باقتحام المواقع العسكرية والكيبوتسات قرب غزة”.
وأضاف المحلل السياسي “الهدف من العملية البرية هو إبعاد مقاتلي حزب الله بضعة كيلومترات عن الحدود، لمنع تكرار هجمات أكتوبر، إلا أن إعادة سكان مستوطنات الشمال لن تكون ممكنة عبر هذه العملية فقط”.
وأشار جودة إلى أن حزب الله يمتلك صواريخ يصل مداها إلى أكثر من 150 كيلومترًا، ولذا، فإن السيطرة على بضعة كيلومترات في جنوبي لبنان لن تمنع وصول الصواريخ إلى شمالي إسرائيل، حتى لو دمرت إسرائيل البنى التحتية قرب الحدود.
كما حذر من أن “البحث عن نصر بالسيطرة على شريط حدودي قد يؤدي إلى نتائج عكسية في حال ظهور مفاجآت غير محسوبة”.
استراتيجيات القتال
يرى الخبير العسكري اللواء، يوسف الشرق، أن حزب الله سيغير تكتيكاته في الأيام المقبلة، بعد فشل منع الجيش الإسرائيلي من دخول بلدات جنوب لبنان.
وقال الشرق لـ”إرم نيوز”، إن “حزب الله حاول منع تقدم الجيش باستخدام القصف المكثف بقذائف الهاون والعبوات الناسفة، خاصة في العديسة، وتكبيد الجيش خسائر كبيرة، لكن القصف المكثف للطائرات والمدفعية الإسرائيلية ساعد الجيش على التقدم”.
وأضاف الخبير العسكري، أنه “من المتوقع أن يتحول حزب الله إلى استراتيجيات حرب عصابات، على غرار حماس، بعد دخول الجيش للبلدات الجنوبية”.
وأشار الشرق إلى أن الجيش الإسرائيلي قد ينهي عملياته بسرعة في جنوبي لبنان، نظرًا إلى حاجته إلى حشود أكبر للبقاء طويلًا هناك، وهذا الأمر لن يكون مجديًا أمنيًا أو سياسيًا لإسرائيل.
وختم الخبير العسكري بأن “الوضع في لبنان مختلف عن غزة، فلبنان دولة ذات سيادة وحدود معترف بها دوليًا، ولن تستطيع إسرائيل التعامل معها قانونيًا كما تتعامل مع غزة”.