أم تي آي نيوز / خاص
شهد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الأحد، الحفل الذي أقامته الجالية الجنوبية، في ولاية ميتشجين الأمريكية على شرف زيارته الثانية والوفد المرافق له، للولايات المتحدة الأمريكية.
وألقى الرئيس الزُبيدي في الحفل كلمة في ما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين.
إخواني، إخواتي أبناء الجالية الجنوبية في ولاية متشيجين
في البداية أسمحوا لي أن أعبر عن خالص شكري وتقديري وامتناني لكل من ساهم في ترتيب هذا اللقاء، ولكل من حضـر من هذه الولاية ومن خارجها، كما أنني ممتن لكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال التي حظينا بها منذ أن وصولنا، وهذا ليس بغريب عن أحبتنا المغتربين في مختلف الولايات الأمريكية.
إخوتي الكرام، سفراء الجنوب في هذه المدينة
كلي فخر وأنا أشاهد والتمس ما وصلتم إليه من مكانة كجزء من مجتمع هذه الأمة وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على كفاءة المهاجر الجنوبي، وتميزه وقدرته على صناعة التغيير حيثما حل وارتحل، فشكرا لكم لأنكم بحضوركم الكبير في هذا البلد العظيم تثبتون للعالم بأن الانسان الجنوبي قادر على الإبداع والتميز وجدير بالقيادة في كل زمان ومكان، فالجنوبيون وصلوا أصقاع الأرض وتركوا بصمتهم فيها في الماضي والحاضر، وكانوا على الدوام مصدر فخر واعتزاز لأمتهم وسفراء مخلصون يحملون قضية شعبهم في شغاف قلوبهم.
الأخوات والأخوة:
من هذا المنبر نجدد شكرنا وامتناننا لكم في هذه الولاية، وفي مختلف الولايات في هذا البلد الكبير، فقد كنتم ولا زلتم السند لشعبكم في الداخل، في كل المراحل والمنعطفات التي مرت بها ثورتنا الجنوبية التحررية، ولا زلنا نؤمل عليكم في مواصلة أدوراكم الريادية، ومواقفكم الوطنية في دعم نضالات شعبكم ومساعيه في استعادة وبناء دولته المستقلة كاملة السيادة، فقد آن الأوان لأن تنقلوا ما اكتسبتموه من معارف وخبرات ومهارات إلى بلدكم الأم لتسهموا في نهضته وبناء دولته.
الحاضرون جميعا:
لقد تواجدنا هذا العام في نيويورك مركز صناعة القرار الدولي حاملين هموم شعبنا وتطلعاته في استعادة وبناء دولته، ولن نألوا جهدا في مواصلة هذا المسار السياسي والنضالي، لنؤكد للعالم أن القرارات التي نتخذها كانت وستظل استجابة لإرادة شعبنا الجنوبي ومطالبه وأهدافه العُليا، كما أن صمود شعبنا وثباته في الحرب الموجهة ضده على كل الجبهات القتالية والخدمية والسياسية والإعلامية ماهي إلا تعزيزا لتلك الخيارات المصيرية.
الحاضرون جميعا:
إن قطار ثورتنا انطلق ولن يتوقف إلا بعودة وبناء الدولة الجنوبية المستقلة كاملة السيادة على كامل ترابها وحدودها المعترف بها دوليا حتى ٢١ مايو 1990، دولة فيدرالية حديثة تحترم الحقوق والحريات، وترعى مصالح شعبها، وتحترم دول الجوار وتضمن أمن وسلامة المصالح الإقليمية والدولية، وهذا عهد قطعناه على أنفسنا ونحن من سينجزه بإرادة الله، وبتلاحمنا واصطفافنا وليس بمقدور أي قوة على وجه الأرض أن تجبرنا على البقاء في وضع لا نرتضيه ولا نقبل به مهما كلفنا الثمن، ومصيرنا تحدده الدماء الزكيّة التي سقت تراب أرضنا الطاهرة، فالأرض أرضنا والقرار قرارنا، وخياراتنا نحن من يحددها سلما أو حربا.
أبناء جاليتنا الكرام
في الوقت الذي نتواجد فيه في هذا الولاية، يسطّر أبطال قواتنا المسلحة الجنوبي، ملاحم بطولية في معركة تثبيت الأمن والاستقرار على رقعة وحدود وطننا الجنوبي، ويجابهون بكل شجاعة وعزيمة، التنظيمات الإرهابية والمليشيات الحوثية، ومخططاتها التي تستهدف وطننا وهويتنا وأمن واستقرار بلادنا والمنطقة.
السادة الحضور:
لا شك ان سياسة التهدئة الحالية – بأي ثمن – مع ميليشيات الحوثي الارهابية كنهج اعتمد على حسن النوايا خلال الفترة التي تلت العام 2021م، قد شجع هذه الميليشيات على اتخاذ اجراءات ارهابية خطيرة كان اخرها استهداف خطوط الملاحة البحرية والتجارة العالمية في باب المندب وخليج عدن والبحرين العربي والأحمر، وإضفاء تعقيدات خطيرة في المنطقة.
ولم يكن هذا ليحدث لو استمرت سياسة الحزم التي دعمتها الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها الإقليميون قبل 2021م، حيث تميزت هذه الفترة بإجراءات حقيقية قلّصت من قدرات هذه الميليشيات الارهابية وداعميهم في إيران، والتي كان آخرها قرار تصنيفهم كجماعة ارهابية من الدرجة الاولى من قبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ولو تم البناء على هذا القرار واستمرت الاجراءات الرادعة فلن يكون بمقدور الحوثيين تهديد مصالح الإقليم والعالم كما يفعلون اليوم.
السيدات والسادة:
إن ما حققته قواتنا من إنجازات عظيمة في معركة مكافحة الجماعات الإرهابية والمتطرفة وفي طليعتها ميليشيات الحوثي وتنظيمي القاعدة وداعش، يجعلها جديرة بأن تحظى بالدعم والرعاية من قبل المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، حتى تتمكن من مواصلة جهودها الفعالة في هذا الجانب، ويعزز من قدرتها على مواجهة التهديدات الإرهابية المتزايدة، ويحافظ على الاستقرار الإقليمي، وهو أمر لا يخدم فقط مصالح الجنوب، بل يسهم أيضًا في الأمن العالمي.
ختاما، أدعو جماهير شعبنا إلى المزيد من التلاحم والاصطفاف والصبر والالتفاف حول قواتنا المسلحة والأمن والتنبه للمؤامرات التي تحيكها القوى المعادية لتمزيق النسيج الاجتماعي الجنوبي وضرب مشروعنا الوطني التحرري.
والسلام عليكم ورحمة الله