أم تي آي نيوز / إرم نيوز
أكد خبراء ومختصون عسكريون أن انقطاع الاتصالات بين عناصر ميليشيا “حزب الله” وقادته سيؤثر سلبًا في الأوضاع الميدانية والعسكرية في لبنان، والصراع الدائر مع إسرائيل، مرجحين أن يكون الحزب في حالة من التخبط العسكري، بعد أن مالت كفة إسرائيل على حساب طهران وحلفائها.
وبينما تتضارب الأنباء بشأن اغتيال قيادات بارزة في الحزب وانقطاع الاتصالات مع قيادات أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي نجاحه في تصفية الأمين العام للحزب حسن نصر الله، والقيادي البارز علي كركي، قائد جبهة الجنوب.
وبعد تأكيد عملية الاغتيال من قبل “حزب الله” أيضا، فإن إسرائيل تكون قد نجحت في الوصول إلى أبرز القيادات العسكرية والسياسية في الحزب، الأمر الذي سيعود بضرر كبير على إدارته للمعركة وحجم الصواريخ ونوعية الأهداف وطبيعة المعركة.
ومع غياب غالبية القادة السياسيين والعسكريين لحزب الله، تبرز تساؤلات بشأن إدارة المعركة مع إسرائيل، في ظل وجود ترسانة عسكرية كبيرة لدى الحزب اللبناني، التي راكمها على مدار سنوات طويلة.
تخبط عسكري
يرى الخبير في الشأن العسكري، الفريق قاصد محمود، أن “الضربات العسكرية الإسرائيلية التي وجهت للحزب في الأيام الأخيرة ستؤثر في طبيعة إدارته للمعركة”، مؤكدًا أن ذلك يرجح كفة إسرائيل على حساب إيران وحلفائها.
وقال محمود، لـ”إرم نيوز”، إن “وصول إسرائيل للقيادات البارزة، بمن فيهم حسن نصر الله، سيجبر حزب الله على تغيير أنماطه وأساليبه القتالية، علاوة على أنه سيغير أنواع الصواريخ والأهداف، خاصة أن الحزب فقد قيادته الرئيسة”.
وأوضح أن “الحزب سيكون في حالة من التخبط العسكري، وأن عدم قدرة العناصر على الوصول لقياداتها، أو التأكد من نجاح عمليات الاغتيال الإسرائيلية من عدمه، سيضعف قدرتها على اتخاذ القرار المناسب بشأن التصعيد العسكري مع إسرائيل”.
وزاد: “سيكون في الفترة المقبلة تضارب في حجم ونوعية الصواريخ التي ستُطلق من لبنان تجاه إسرائيل، كما أنه سيكون هناك تخبط في نوعية الأهداف”، مرجحًا أن يؤدي ذلك لخروج الأوضاع عن السيطرة وتصاعد التوتر العسكري.
وقال الخبير في الشأن العسكري، واصف عريقات، إن “فقدان عناصر حزب الله الاتصال بالقيادات العسكرية والسياسية البارزة سيكون سببًا في اتساع دائرة القتال بين الحزب والجيش الإسرائيلي؛ بسبب التخبط الكبير للحزب”.
وأوضح عريقات، لـ”إرم نيوز”، أن “إسرائيل تعمل على استغلال حالة التخبط التي يعيشها الحزب من أجل توجيه ضربات عسكرية جديدة وبالعمق اللبناني، ما يؤدي لتوسيع دائرة القتال ويوفر المبررات المتعلقة بالاجتياح البري”.
وأضاف: “إسرائيل تحاول استغلال الأوضاع التي يعيشها الحزب وقادته من أجل دفعهم نحو ارتكاب أخطاء تبرر أي تحركات عسكرية في الأراضي اللبنانية”، متابعًا: “بتقديري سيكون ذلك ممكنًا في ظل حالة الإرباك التي يعيشها حزب الله”.
ووفق الخبير العسكري، فإن “المنطقة على إثر ما يحدث أمام حرب طويلة الأمد ستمتد لأشهر وربما سنوات، كما أنه من المرجح أن تضطر إيران للدخول في هذه المواجهة كطرف رئيس، ما سيدفع الولايات المتحدة إلى التدخل”.
وختم: “المطلوب تحرك دولي وإقليمي فاعل من أجل وقف الحرب ومنع التوتر الإقليمي، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يتحقق إلا باتفاق شامل يضمن الهدوء العسكري والأمني على جبهتي غزة ولبنان في آن واحد”، حسب تقديره.