أم تي آي نيوز / متابعات
18 عاما من الاختفاء تنهيها إسرائيل بإعلان اغتياله في غارة على الضاحية الجنوبية للبنان، لتنتهي بذلك مسيرة عقود للمطلوب الأول لتل أبيب.
واليوم السبت، أعلن الجيش الاسرائيلي “القضاء” على الأمين العام لحزب الله غداة غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت، فيما قال مصدر مقرب من الحزب إن الاتصال فقد بنصر الله منذ مساء الجمعة.
النشأة
هو الطفل التاسع من بين 3 أشقاء وخمس شقيقات لعبد الكريم، ويلقب بـ”السيد” و”أبو هادي”.
ولد في 31 أغسطس/آب 1960 لعائلة شيعية في برج حمود في الضاحية الشمالية لبيروت
الدراسة
اهتم من صغره بدراسة أصول الدين، وأكمل دراسته في مدرسة صور الرسمية للبنين حيث انضم الى حركة أمل الشيعية.
لكن في صور تعرّف على إمام مسجد الإمام جعفر الصادق السيد محمد الغروي، والذي فتح له الطريق إلى النجف في إيران، حيث درس الدراسة الإسلامية في الحوزة العلمية.
وخلال دراسته التقى مع عباس الموسوي، الذي أسس حزب الله.
العودة إلى لبنان
عاد نصر الله إلى لبنان في عام 1979 بعد أن أنهى المرحلة الأولى من دراسته، وأكمل دراسته بالحوزة الدينية في بعلبك، والتي كانت تتبع تعاليم آية الله محمد باقر الصدر، مؤسس حركة الدعوة في النجف خلال عقد الستينيات.
العائلة
متزوج من فاطمة ياسين، التي تعود أصولها إلى قرية العباسية، وله 5 أبناء: محمد جواد، زينب، محمد علي ومحمد مهدي.
أمّا ابنه الأكبر محمد هادي فقتل في معركة مع الجنود الإسرائيليين في سبتمبر/أيلول 1997 في جبل الرفاعي.
الرحلة إلى حزب الله:
أصبح نصر الله لاحقًا مندوب حركة أمل في البقاع، وأصبح عضوًا في مكتبها السياسي المركزي.
لكن بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، حصل انقسام في صفوف حركة أمل وظهر تيارين، التيار الأول بقيادة نبيه بري، والتيار الآخر المعارض، بقيادة عباس الموسوي.
وعلى إثر هذا الانقسام، ظهر حزب الله الذي شارك نصر الله في تأسيسه عندما كان بعمر 22 سنة وكانت مهمته تتعلق بالتعبئة وإنشاء الخلايا العسكرية.
وتولّى لاحقًا منصب نائب مسؤول منطقة بيروت، ثم أصبح مسؤولًا عليها.
ولاحقا، أصبح المسؤول التنفيذي العام ليصبح عضوًا في مجلس الشورى، وهو أعلى هيئة قيادية ضمن حزب الله.
لكن في 1989، غادر من بيروت إلى قم في إيران، حيث تابع هناك دراساته الدينية.
عاد في 1991، بعد النزاعات المسلحة بين حزب الله وحركة أمل.
انتخب عباس الموسوي أمينًا عامًا للحزب ونعيم قاسم نائبًا له، فيما تسلم نصر الله منصبه السابق.
في 16 فبراير/شباط 1992، انتخب نصر الله أمينا عاما لحزب الله خلفا لعباس موسوي الذي اغتالته إسرائيل.
الحرب مع إسرائيل
منذ العام 1993 دخلت إسرائيل في صراع مع حزب الله الذي قصف شمالي إسرائيل بالصواريخ قبل التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وفي أبريل/نيسان 1996، أطلقت إسرائيل عملية “عناقيد الغضب” التي استمرت 16 يوما وانتهت بوقف لإطلاق النار.
وفي عام 2000، سحب رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك إيهود باراك جميع القوات الإسرائيلية نهائيًا من لبنان وهو ما أدى إلى زيادة شعبية نصر الله.
في 2004، لعب نصر الله دورًا أساسيًا في عمليات تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل، ما أدى للإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين واللبنانيين، بالإضافة إلى إعادة الكثير من الجثث بما فيها جثة ابنه هادي نصر الله الذي فقده عام 1997.
وبدأت حرب يوليو/تموز في 2006، بعد أن قام حزب الله بعملية عسكرية سمّاها عملية الوعد الصادق قتل فيها ثلاثة جنود إسرائيليين وأسر اثنين.
وردت إسرائيل بقصف شديد في معظم مناطق العاصمة بيروت، خاصة الضاحية الجنوبية التي تعتبر معقل حزب الله.
وفي 3 أغسطس/آب 2006، وعد نصر الله بقصف تل أبيب ردًا على القصف الإسرائيلي لبيروت.
على رادار إسرائيل
لم تخف إسرائيل أن نصر الله هو هدف للاغتيال وهو ما أدى إلى اختفائه عن الأنظار منذ العام 2006، ويقتصر ظهوره على أشرطة الفيديو المسجلة.
وفقد نصر الله شعبيته في العالم العربي بعد أن أعلن في 25 مايو/أيار 2013، أن حزب الله يشارك في الأحداث السورية.
وحاول استعادة شعبيته من خلال إعلان مشاركته في الحرب الحالية بقصف شمالي إسرائيل منذ 8 أكتوبر/تشرين أول الماضي.
العلاقة مع إيران
خطيب مفوه تمكن من الحفاظ على قيادة حزب الله منذ العام 1992 مستمدا القوة من ولاءه المطلق لإيران التي أمدته بالدعم السياسي والمالي والعسكري اللامحدود.
ويقدر عدد جنود حزب الله بنحو 100 ألف وهم مزودين بترسانة من الأسلحة تشمل الصواريخ والطائرات المسيرة والأسلحة بأنواعها المختلفة ما حول حزب الله إلى دولة داخل دولة.
وعندما اندلعت الحرب الأهلية في لبنان عام 1975، أجبرت عائلته على العودة إلى البازورية وهي مسقط رأس والده.