أم تي آي نيوز / خالد سلمان
الحوار الإنتقالي الحوثي المزمع عقده في القاهره حسب التسريبات ، لم تنفه هيئات مجلس الإنتقالي ولم تؤكده ، وكذلك فعل الحوثي ، وعليه نفترض انه جار الترتيب لعقده ، وبغطاء سعودي كما يتردد.
لا أحد من غير الحلقات الضيقة يعرف ماهية هذا الحوار، ولا حتى تلك الحلقات تعرف أبعاده ومضامينه ، وعلى أي مرجعية سيلتئمون ،وماهي نقاط جدول الإجتماع بين طرفين لا مشتركات تجمعهما، ولا لغة سياسية تقاربية يمكن تشبيك المصالح بينهما، وتقود المائدة المستديرة إلى إستخلاص خارطة طريق ثنائية ، أو مكملة لخارطة الطريق الإقليمية الدولية.
نحن أمام حالة من الضبابية، وعدم قدرة على فهم وإستخلاص الهدف المطروح كمنتج نهائي لحوار القاهرة ، سوى أن رهانات خاطئة يعقدها الإنتقالي ، على طرف عقائدي ديني مذهبي، لايمكن بالتفاوض أن يعطيه شبر أرض أو نتفة من حقوق ، طرف لا يؤمن بالجنوب وحقوقه المستحقة ، بل في أدبياته لا جنوب ، ولا كل اليمن محطته الأخيرة ، طرف مسكون بهلوسات الأممية المذهبية ،وتحرير المقدسات وإقامة سلطة ولي الفقية.
سيقول البعض أن الجميع يسعى للحوار مع الحوثي ، فلماذا نرتاب من تقارب إنتقالي حوثي ؟
المسألة ببساطة أن بين الأطراف الاُخرى مجتمعة مصالح مشتركة ، ورؤية تتفق بالمضمون وتختلف قليلاً في المحاصصة وإقتسام كعكة السلطة ،وتحسين وضع وشروط كل طرف ، في ما الإنتقالي يحمل المشروع الآخر النقيض لكل الأطراف مجتمعة، وحتى لخارطة الطريق المقصي عنها بقوة الإقليم القهرية ، وهنا تبرز إشكالية مزدوجة : إتفاق ،جمعي -بعيداً عن إختلافات التفاصيل – يوحد طرفاً ، ومشروع إنتقالي يقف على نقيض تفاهمات وتصورات ذاك الطرف الآخر ، الأول سيتفق مع الحوثي على شكل الدولة المركزية، أو الاتحادية بالعنوان الخارجي ، الممركزة بالمضمون ، في حين يرى الإنتقالي أن الجنوب خارج صفقة هذه التفاهمات.
تبسيط نُخب الإنتقالي التعاطي مع الحوثي ، خطر لايقل عن مواجهته عسكرياً ، فهو -الحوثي- يناور لإبتلاعك بالجملة عبر الغزو، أو بالقطعة والتقسيط عبر مكائد الحوار المزعوم ،والإدعاء بإنفتاحه على حقوق ورؤى الأطراف والمكونات المختلفة، لقد أسقط العديد من المحافظات بالحوار مع القبائل ، ومن ثم الإلتفاف تالياً على مخرجات هذا الحوار ، وهكذا يفعل في السياسة.
بلغة محددة: الحوار بين الإنتقالي والحوثي إن صحت التسريبات غير المنفية ، هو حوار بين مشروعين نقيضين، وبلا قواسم مشتركة أو إحتمالات تجسير مسافة الإفتراق بينهما ، وهو بمعنى من المعاني خطيئة وكمين.