أم تي آي نيوز / كتب : ناصر التميمي
حضرموت المغلوب على أمرها تمر اليوم بمرحلة حرجة وحرب في الخدمات والمعيشة ،لم يسبق لها مثيل وازداد الوضع سؤ في الوقت الراهن نتيجة ماتشهده من احتقان سياسي انعكس ذلك على حياة المواطن الغلبان الذي يعذب على الطريق الحضرمية وبالعصا الحضرمي الذي يحمله مسئولي الغفلة الذين تنمروا على المواطن الذي تنكبق عليه المقولة كالعيس في البيداء والماء على ظهورها محمول .
نعم تعرضت حضرموت البقرة الحلوب على مدى عقود من الزمن إلى عملية نهب منظم لثرواتها في البحر والبحر على أيدي نظام صنعاء وأعوانه الذين جاءوا إلى بلدنا على ظهور الدبابات وراجمات الصواريخ ،فهل نعتقد أن من جاء غازي لأرضنا ومحتل سيكون طيب معنا ؟ طبا لا وألف أي احتلال لا تنتظر منه أي يطور بلدنا المحتلة أو يوفر لك التنمية المستدامة التي تحلم بها لأنه مستعمر ،ولهذا فعل بنا مالم يفعل كل من غزى حضرموت في العصور السابقة ،واخذ الإحتلال اليمني كنوز حضرموت من نفط وذهب وأسماك ومعادن نفسية أخرى قلما تجدها في أي بقعة من المعمورة ناهيك عن تدمير وسلب آثار حضارة حضرموت ،ليس هذا فحسب بل عاثوا في الأرض الفساد وأسسوا إمبراطوريات من الفاسدين الذين يمتلكون شهادات عليا في عالم الفساد فاقوا بها على كل مايحصل من أمراء الفساد في العالم .
لقد خلف لنا نظام الإحتلال اليمني أمراض كثيرة لا يمكن أن نستطيع أن نوجزها في هذا المقال القصير بل تحتاج الى كتب ومعاجم إذا أردنا توثيقها ،نحن نتحدث عن واحد من أخبث الأمراض الخبيثة التي نشرها نظام صنعاء في أرضنا الحبيبة التي كانت خالية تماما من الفساد والفاسدين ففتح لهم الغزاة جامعات مهمتها تخريج هوامير الفساد ،وفلا جنوبنا الحبيب اليوم غارق من أسفل قدميه إلى إلى آخر شعره بالفاسدين الذين هم بيدهم مفاتيح الحكم ويتحكمون بحياة الناس ،وهم من أوصل حضرموت اليوم إلى حالة سيئة للغاية ليس من المعقول أن نرى مهد الحضارة والثقافة وارض العلم والعلماء وسلة غذاء الجنوب وموطن الثروات تعيش هذا الوضع المتأزم في سابقة خطيرة لم تعدها حضرموت قط في تاريخها القديم والوسيط والا في عصرنا الحاضر .
ما فعله بنا نظام الإحتلال اليمني ليس قليل ،ولن يسقط بالتقادم ،المشكلة والطامة الكبرى أن يحدث في حضرموت ولأهلها حاليا من حرب مسعورة في الخدمات من كهرباء ومياة وأزمة مشتقات نفطية وغلاء في المعيشة ونكد وظنك …الخ هو بفعل حكام الغفلة الذين هم مسلطين اليوم على رقاب وواضعين حد السكين على رقاب هذا الشعب الغلبان الذي رموا به في عالم النسيان وفي غابة مليئة بالوحوش، وكأن الأمر لا يعنيهم ،نتيجة الخلاف الحاصل في هرم السلطة المحلية التي انقسمت إلى جزئين متضادين وتركوا الشعب يكابد مصيره والله جريمة ما يحصل لنا يالعالم .
الكل يتساءل هل ستستفيد حضرموت من هذا الانقسام ؟ طبعا لا لن تستفيد منه شي المستفيد من الذي يحصل هو القوى المعادية التي تتربص بها وتوجها سهامها نحوها وتترقب الفرصة المناسبة والمتضرر الشعب الذي أثقلوا كاهله بالمعاناة ،ولم يلتفتوا إليه ولو حتى برمش العين والله جريمة أن يصل الشعب إلى حالة الحضيض وسلطتنا المحلية نائمة في العسل وواضعة رجل فوق رجل مثل الذي قال لنا إشربوا من البحر والجماعة يقولوا لنا على عيونكم اشربوا من البحر اشربوا هذا ما يهمنا أهم شي اننا نأكل من أشهى وألذ المأكولات ،ونعيش في أرقى القصور المدورة والمرصعة بالفسيفساء والياجور والذهب ما علينا سيبونا في حلنا ارجوكم لا تتعبوا حالنا بالمطالبات .. !!
حضرموت .. بحاجة الى توحيد الكلمة ورص الصفوف ،وترك الخلافات العمياء والتي ستقودنا جميعا إلى المحرقة وأن نفتح صدورنا لبعضنا البعض من أجل حضرموت وأهلها الطيبين ونعمل جمعنا جنب إلى جنب من أجل انتزاع حقوقنا لننتشل وطننا من السقوط في الهاوية التي لو سقطنا فيها لن نخرج منها بالسهولة ،كما يتوقع البعض فإذا لم نغلب المصلحة الوطنية على الخاصة وكل واحد ظل ينتع بحبل فإننا حتما سندخل إلى النفق المظلم وعندها لا ينفع الندم ،حتى نقطع الطريق على المتربصين بنا علينا الإلتفاف خلف لجنة التواصل التي انبثقت عن اللقاء التشاوري الذي عقدته هيئات المجلس الانتقالي بحضرموت، فهي المخرج لنا جميعا نجلس على طاولة الحوار ونتفق على الطريقة التي من خلالها سننتزع بها حقوق حضرموت من بين مخالب الذئبة ؤأباطرة الفساد ،وهي الطريق الآمن الذي سوف يوصلنا إلى تحقيق ما نصبوا إليه بأقل التكاليف ،أما أن يظل كل واحد منا في خندق فهذا ليس الحل فهوا الكارثة التي تنتظرنا جميعا .
الكل في حضرموت اليوم واضع يده على رأسه ويتألم من شدة المعاناة التي تحولت إلى نار حارقة أكلت أجسادنا النحيلة التي اكل منها الدهر وشرب ،وفجأة وجدنا أنفسنا بين فكي الصراع الحضرمي الحضرمي . . وصدق من قال : حضرموت تعاقب بأي حضرمية .. لقد أصاب كبد الحقيقة .