أم تي آي نيوز / كتب خالد : سلمان
أجمع الطرفان السعودي الحوثي على: الأول نفي استهداف السفينة “أمجاد” وهي ترفع علم المملكة، والثاني الإعتراف بقصف سفينة تحمل العلم البنمي، ولم يقترب لا تصريحاً ولا تلميحاً من الإقرار بقصف السفينة السعودية، تاركاً للوكالات الأجنبية ذات المصداقية العالية كرويترز الحديث عن صحة الواقعة.
لماذا الطرفان إتفقا على الصمت ومدارة الحادث خلف سحب من الشك وعدم اليقين والتساؤلات المتعددة؟ .
الحوثي بعملية القصف حقق هدفه وهدف طهران من توجيه رسالة مكتوبة بمقذوفات صاروخية ، وهي بمثابة إنذار مبكر إلى أن جبهة اليمن قابلة للإشتعال مجدداً ،وإن قرار الضغط على الزناد خرج من يد الرياض إلى الطرف المقابل صنعاء الوكيل وطهران الراعي الممول.
السعودية تدرك أن الإشارة إلى صحة الإعتداء على سفينة ترفع علمها، سيكون له في الداخل السعودي إرتدادات وتداعيات خطرة ، تظهر فيه المملكة بحالة من الضعف، وتفتح أبواب الضغوط الشعبية الداخلية المطالبة بالدفاع عن السيادة والرد على الإعتداء ، وربما تتسع دوائر الأسئلة حول وجهة السفينة أمجاد، وما إذا كانت محطة هذه الحمولة إسرائيل ، وهنا تتحول المسألة من إنزعاج داخلي سعودي ، إلى إدانة عربية شعبية واسعة النطاق، فدعم الكيان في هذا التوقيت حيث غزارة الدم يغدو فعلاً مجَّرماً إخلاقياً .
ستحاول السعودية بدبلوماسيتها غير الصدامية المرنة والناعمة، تلافي الآثار الناجمة عن عملية القصف ، وستفتح حوارات مع الطرفين إيران والحوثي ، وربما تذهب نحو تقديم الترضيات والتنازلات لهما ، مقابل تجنيب سفنها القصف مجدداً ، وعدم تعريض السياسة السعودية ودبلوماسيتها للحرج ولهزات عنيفة تدمر صدقيتها ، وتقوض خطابها المعلن حول قدرتها الضاربة كقوة إقليمية وازنة سياسياً وعسكرياً ، والقول بإنحيازها لقضية الشعب الفلسطيني ، هذا في حال ثبت ان الوجهة النهائية لناقلة النفط موانئ إسرائيل حينها سنسمع تقصفات في مصداقية السعودية.
ليس مهماً أن تقر أو لا تقر الرياض بأن مصالحها تم استهدافها ، الأهم لدى المملكة التخفيف من الأضرار المعنوية لهذا القصف ، وشراء الضمانات من الطرفين طهران وصنعاء بهبات مالية ورشى سياسية، لعدم تكرار عملية حشرها في الزاوية الضيقة ، حيث تدفع الرياض في الحالين ثمن الصمت والرد على حد سواء.