أم تي آي نيوز / متابعات
تعاني العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية من تأثير كبير جراء تدفق النازحين إليها من المناطق الشمالية المحاذاة لمناطق الصراع، ويترتب على موجة النزوح تحديات تتعلق بالتأثير على الهوية الثقافية والحضارية للمجتمعات الجنوبية والمدن.
وتعد العاصمة عدن من أهم المناطق التي نزح إليها الكثير من أبناء المناطق الشمالية مما تسبب بضغط في الخدمات الأساسية نتيجة التدفق العشوائي إلى المناطق الجنوبية وما خلق أعباء إضافية في ظل تردي للأوضاع الاقتصادية وتردي للخدمات.
سياسات حكيمة:
تزايد أعداد النازحين إلى عدن والمحافظات الجنوبية يتطلب سياسيات حكمية وشاكلة للحد من المشكلات التي تعاني منها السلطات لحماية الهوية الجنوبية والطابع الحضاري للمدن مع مواجهة الضغط على البنية التحتية والخدمات والبحث عن حلول عاجلة لخلق توازن مابين احتواء النازحين واستيعابهم في مناطق محددة وبين الحفاظ على الخصوصية الثقافية للجنوب وهي مشكلة من ابرز مشاكل الجنوب اليوم.
جملة مشاكل:
تتدفق إعداد هائلة بصورة غير مبررة وبطريقة ممنهجة لا تتم إلا باتجاه مدن الجنوب مع إن بعض مدن الشمال آمنه ولا تتجه جموع النازحين إليها، وازدادت حركة الهجرة والنزوح بعد حرب 2015 والمتكررة إلى العاصمة عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت أدت إلى جملة من المشاكل البيئية والاقتصادية والديمغرافية والأمنية والعمرانية التي أخلت بالنسيج العمراني والحضاري للمدينة وبقية المدن وزادت من تباعد التجانس المجتمعي وأظهرت تدمر ومقارنات معيشية بين من نزح ومن هو من أصل سكان المدينة وأهلها وتفاقم مشكلة البطالة والحصول على عمل ولو بسيط وانتشار الجريمة ورفع و رفع المساكن والخدمات الاجتماعية بصفة عامة.
أضرار متزايدة:
وتزداد أعداد النازحين يوما بعد آخر وأصبحوا بعدد يفوق عدد سكان عدن، لكنهم يعودون إلى مناطقهم وقراهم في الشمال في المناسبات والأعياد وهذا يثير التساؤلات منها الأهداف الكامنة لنزوح أبناء الشمال باتجاه الجنوب ومخاطر النزوح على التركيبة السكانية للجنوب وأضرار النزوح على البنية التحتية.
أهداف خفية:
قال د. عبود مسعد- نائب رئيس اللجنة التشريعية والقانونية بالجمعية الوطنية “النازحين في الجنوب لا يطلق عليهم وصف نازح لأنهم قادمين من مناطق لا توجد بها حروب، وهناك عدد كبير من النازحين من اب وحجة وذمار من مناطق آمنه، وهناك أسباب كثيرة منها للعيش ومنها للهجرة المنظمة خلفها تيارات وأحزاب ودول للضغط على مناطق الجنوب لتحقق أهداف سياسية”
وتابع في حديثه لبرنامج “حديث العاصمة” على قناة “عدن المستقلة”.. “وحدة الإحصاء حددت أعداد النازحين 146 ألف نازح وهم الهاربين من الظروف المعيشية لكن أعداد كبيرة تدخل ولا يتم حصرها وعدها وللأسف النقاط الأمنية لا توقف المواطنين على اعتبار الإنسانية وخصوصية العائلات القادمة، والأعداد الأكبر للنازحين لا توجد في المخيمات ومن المفترض ان النازح يعطى له مناطق معينة خارج المدن ويوفر لهم خدمات ودعم وعلى السلطات حمايتهم”.
أعمال غير مشروعة:
بين د. مسعد انه وقبل 5 سنوات بناء النازحين بالبناء على جبال عدن وهي مناطق سياحية وعسكرية ولا يجب البناء عليها بل قاموا أيضا بسد منافذ المياه، غير إن هناك مرتبات مالية تصرف بشكل دوري وبالعملات الصعبة والمحلية وإحصائيات اليوم تقول ان هناك 2 مليون وأكثر ويجب التعامل معهم بشكل قانوني وفرز الأعداد وتحديد خصائص النازح وإعادة النازحين إذا كانت مناطقه آمنه”.
نهب الحق:
د. سيف محسن عبدالقوي- أستاذ علم الاجتماع المعاصر قال .. “مشكلة النزوح مشكلة اجتماعية وسياسية عميقة واقتصادية ومسالة نهب الحق للإنسان الجنوبي في عدن، مشكلة عدن إنها تستقبل أشخاص لديهم قدرة عالية على دفع إيجارات للمساكن، ناهيك عن الأمراض المنتشرة والخلافات والصراعات الداخلية ونقل المشاكل إلى المحيط الداخلي في الجنوب”.