كتب : ناصر التميمي
ماذا يحصل اليوم في حضرموت الخير ،معاناة لا تنتهي ولم يسبق لها مثيل من قبل في كل المجالات كهرباء وماء بالتقطير ورواتب فتات لا تلبي إحتياجات البيت ومسئولين مشي حالك ومؤسسات أشبه بممالك عائلية ووضع صعب وسلطة نائمة في بحور من النعيم والبذخ ،وشعب فقد الأمل في السلطة بعد أن بحت أصواتهم من الصراخ في وجهة الجهات المعنية بدون جدوى وكأن الأمر لا يعنيهم بعد ان كبلوه بالمعاناة وحملوه أحمال أكثر من طاقته وهم أمورهم طيبة .
أيها الشعب انظر الى العبث والتحدي من الجهات المختصة التي غضت الطرف بقصد عن ما يعانيه الناس ،وراحت تصرف الملايين من الريالات في مهرجات سقيمة لا تسمن ولا تعني من جوع نحن لسنا بحاجة لها في الوقت الحاضر الذي شعبنا يعيش في حياة صعبة ومعاناة قاسية ،تخيلوا لو أن السلطة بدل هذه العبث الذي أسمته مهرجان البلدة زورا وبهتانا .. قامت بدعم الأسر الأشد فقرا والمحتاجة التي تبحث عن كسرة خبز لتسد به رمق جوع أطفالها الذين يتضورون جوعآ بسبب السياسة الخبيثة التي تحاربنا بها قوى الأعداء أو سخروها لدعم مشاريع تنموية إستراتيجية حقيقية تخدم المواطن لكسبوا حب الناس ،لكن لا حياة لمن تنادي .. !
والله مصيبة كبيرة أن نعيش على أنهار من النفط ،وجبال من الذهب وشواطئ تقدر بعشرات الكيلوا مترات على سواحل حضرموت تعد من أهم المواقع الغنية بالرمال السوداء التي يوجد فيها أكثر من عشرون صنف من المعادن النفسية ،ناهيك عن الثروة السمكية والزراعة والمنافذ والموانئ ،وحضرموت بلا تنمية.. بلا كهرباء .. بلا ماء .. بلا تعليم .. بلا مصفاة .. بلا بنية تحتية .. بلا صحة …الخ ،هل يقبل العقل ذلك ؟ طبعاً لا ،طيب دعونا نعد كم عدد المكونات الكرتونية التي تدعي أنها تعمل من أجل حضرموت سترون العجب العجاب وستصابون بالزكام من العدد المهول لهذه المكونات التي تدعي أنها تدافع عن حق المحافظة والتي لا تساوي ثمن الحبر التي كتبت به برامجها الخرافية ،دعونا نعود إلى مهرجان العبث الذي سووا له زيطة وبيطة وهو كلام فاضي كان أجدادنا واهلنا ونحن منذو أن كنا أطفال كنا نذهب للإغتسال في البحر بدون ضجة ولا زيطة وبيطة ونستمتع ببروة البحر وحلاوة الجو منذو بزوغ أول خيوط الفجر ،فجاء اليوم من سوى لنا زحمة والخط فاضي وقالوا لنا مهرجان البلدة وكلام فاضي.. يا جماعة ارحموا عقول الناس وبطلوا مسرحيات عقيمة تعزفون عليها واغلب أهالينا في حضرموت يعيشون في وضع مزري جدا للغاية جراء انهيار العملة المحلية وارتفاع الأسعار وغياب دور الجهات المعنية عن وضع الحلول الجذرية لرفع المعاناة عن شعبنا الحضرمي المكافح.
شعب حضرموت اليوم لم يعد بوسعه أن يتقبل فكرة هذا المهرجان خصوصاً في هذا الظرف الإستثنائي الذي يمر به الجنوب ، والدليل واضح من المقاطعة الكبيرة لهذا المهرجان من قبل المواطنين ، وهي رسالة واضحة للجهات المعنية التي تتلذذ بمعاناة الناس مفادها نحن لسنا لهذه المهرجانات ونحن بدون خدمات وبدون رواتب وأولادنا بدون تعليم مر عليهم فصل دراسي كامل والمدارس مغلقة أمامهم وأنتم تتفرجون ،وعندما جاء موسم البلدة استعرضتوا عضلاتكم وقدمتم الملايين لهذا المهرجان كان الأحرى بكم حليتوا قضية إضراب المعلمين ومنحتوهم حوافز مالية تليق بمستواهم .
الناس اليوم يا سلطة مهرجان البلدة بحاجة ماسة إلى من يزيح عن كاهاهم كابوس المعاناة الذي حول حياتهم إلى جحيم فهل تفيق سلطتنا من سبات نومها العميق وتنزل من أبراجها العاجية إلى الأرض وتلامس هموم ومشاكل الناس ،أم ستظل معلقة في هذا الأبراج وصامة آذانها وستستمر تعزف وتنفخ في بالونة مخزوقة خلف مهرجان البلدة المفترى عليها ..فإن الشعب لن يصبر طويلا وستكون له كلمة الفصل ..!!