كتب/ علي حسن الخريشي
سبعة أعوم مضت منذ رحيل المناضل الثائر مهدي عبيد حسين الذي وأفاه الاجل في 2017/7/8 م بعد حياة مليئة بالعطاء والكفاح والتضحية ..نعم سبعة أعوام أنقضت منذ ان فارقتنا أبا توحيد ‘ ولكنا لم ننساك ..ولازلنا نتذكر كل لحظة من لحظات الزمن جمعتنا بك ‘ الاماكن ، والمواقف ، تحكي و تتكلم وتقول هنا كان يجلس بينكم ..وهنا يحب ان يضع حاجته ..وهنا يقرأ ..وبهذا القلم كتب .وبهذا الاناء شرب.
نعم سبعة أعوام منذ ودعناك أبا توحيد ولكنا ما نسيناك لأنك حيا بيننا بروحك العظيمة وفكرك الوضاء ونبلك النادر وخلقك الجليل وطهارة قلبك الذي ينضح بالحب، والأخوة والنضال والثورة، حيث كان من شباب ثورة 14 اكتوبر ومن مؤسسي الحركة الطلابية الجنوبية المقاومة للاستعمار البريطاني، ومن أمثاله تجدهم دائما في ذاكرة التاريخ تتجدد مآثرهم وسيرتهم العطرة مع كل جيل فبصماتهم تبقى ظاهرة سواء في القول أو العمل، في السياسة والثقافة والاجتماع.
من هو الفقيد المناضل/ مهدي عبيد ؟
كثير من المناضلين لا يحضون بقدر من الاهتمام والتدوين والكتابة عن أدوارهم ونضالاتهم لأسباب عديدة منها قيامهم بتأدية مهامهم وأدوارهم وواجباتهم بعيداً عن حب الظهور وعدم الحديث عن الذات وحبهم للعمل بصمت، خارج عن الأضواء من تفاخر وتباهي لإيمانهم أن نضالهم هو واجب تمليه عليهم ضمائرهم ومن هؤلاء المناضلين الفقيد المناضل/ مهدي عبيد حسين عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني سكرتير أول منظمة الحزب م/ردفان م/لحج.
الفقيد المناضل مهدي عبيد حسين من مواليد 1948م في قرية الثمير م/ردفان م/لحج وفيها تلقى تعليمه الابتدائي، ثم انتقل إلى الضالع لتلقي التعليم المتوسط.
في 1/1/1969م عين معلماً في التربية والتعليم بمديرية حبيل احسن م/حبيل الجبر حالياً.
شارك في المسيرات والمظاهرات التي نظمها القطاع الطلابي والشبابي للجبهة القومية في ردفان والضالع، وكذا في الثورات التضامنية مع الثورات والشعوب العربية.
أنظم إلى الجبهة القومية، وبعد ذلك انتقل إلى اتحاد الشعب الديمقراطي أحد فصائل العمل الوطني بقيادة المناضل الوطني الكبير عبدالله عبدالرزاق باذيب.
واجه مهدي عبيد حسين في مسيرة حياته السياسية والعملية صعوبات ومضايقات ومطاردات بسبب اختلاف الآراء والتوجهات السياسية، ومع ذلك استمر مناضلاً صابراً صامداً لا تلين له قناة، ولم يكسب حقد ولا ضغينة لأحد. وعاش حياته شامخاً أبياً كريماً، ومن خلال تسامحه كسب احتراماً وتقديراً ومكانة عالية بين الناس.
قبل المؤتمر التوحيدي لفصائل العمل الوطني عمل الفقيد في التربية والتعليم في الحوطة عاصمة المحافظة بسبب الصراعات والتباينات السياسية بين فصائل العمل الوطني.
وبعد المؤتمر التوحيدي لفصائل العمل الوطني، وقيام التنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية، عاد إلى ردفان وتقلد عدداً من المناصب الحزبية في التنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية ثم في الحزب الاشتراكي اليمني، ومنها عضواً في سكرتارية منظمة الحزب مركز الملاح، ثم سكرتيراً ثانياً لمديرية الملاح.
كان شخصية جامعة؛ ينبذ الفرقة والعنف والتعصب، اهتم بمناضلي الثورة وأسر الشهداء والجرحى، وكان محباً للعلم والمعرفة؛ وكان يشجع الشباب والطلاب على الالتحاق بالجامعات والمعاهد، وسعى لتطوير مستواه التعليمي، ونال شهادة الدبلوم العالي من الاتحاد السوفيتي عام 83- 1984م.
عاد من جديد إلى التربية والتعليم، المجال الذي أحبه وعمل فيه؛ وعمل في ثانوية لبوزة معلماً ونائباً إدارياً، ثم مشرف تعليم في م/ الحبيلين حتى عام 1998م.
بعد حرب صيف 1994م المشؤمة، التي شنها نظام صنعاء على الجنوب، لعب الفقيد دوراً كبيراً في إعادة ترتيب البيت الحزبي في ردفان، والذي تضرر من تلك الحرب التي قضت على شراكة الجنوب في الوحدة.
بعد حرب صيف 1994م، قامت سلطة 7 يوليو بعملية قمع وإرهاب وإبعاد ونفي واعتقال للكوادر ونهب للأراضي والمساكن وقطع المرتبات وانتهاك الحقوق السياسية والمدنية؛ بهدف إسكات صوت الجنوب، لكنها لم تفلح في ذلك؛ بسبب رفضها من قبل الشعب الذي أخذ في مقاومتها بأشكال عديدة كالمظاهرات والمسيرات والاعتصامات والاحتجاجات …شارك الفقيد مشاركة فعالة في المظاهرات والمسيرات والاعتصامات الشعبية والجماهيرية التي قامت في المديرية والمحافظة لحج، وفي محافظة عدن والضالع … وبسبب ذلك تعرض للمضايقات والملاحقات والتهديد والاعتقالات، أثناء عقد الاجتماعات الحزبية والدورية التي كانت تعقد في المساكن الشخصية بسبب مصادرة المقرات، وعدم السماح من قبل السلطة بقيام الفعاليات والأنشطة في الأماكن العامة، ومنعت الاحتفال بأعياد الثورة.
أعتقل الفقيد في عام 1998م، هو وزملائه من أعضاء السكرتارية وآخرين عند الدعوة لمسيرة تضامنية مع حضرموت التي تعرضت للقمع بالرصاص الحي واستشهاد بارجاش وبن همام، واعتقال المناضل حسن باعوم وعدد من رفاقه في 27 إبريل 1998م، والتنديد بالقصف العشوائي لقرى الضالع ( زبيد)، واستشهاد المناضل محمد ثابت الزبيدي، والتنديد بحملة الاعتقالات التي قامت بها السلطة في ردفان لعدد من القيادات الحزبية والاجتماعية والمواطنين.
في 28/ 12/ 1999م، انتخب الفقيد سكرتيراً لمنظمة الحزب الاشتراكي ردفان، خلفاً للأخ المناضل فضل محمد غالب لبوزة، وكان خير خلف لخير سلف.
انتخب عضواً في لجنة المحافظة لحج، ثم أعيد انتخابه في لجنة المحافظة عام 2005م.
أنتخب مندوباً للمؤتمر العام الرابع & الدورة الأولى المنعقدة بتاريخ 28- 30 نوفمبر 1998م.
انتخب مندوباً للمؤتمر العام الرابع &الدورة الثانية المنعقدة بتاريخ 30ـ أغسطس إلى 1ـ سبتمبر 2000م.
أنتخب مندوباً للمؤتمر العام الخامس ( مؤتمر الشهيد المناضل جار الله عمر) المنعقد في 26-28 يوليو 2005م، وانتخب عضواً في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي في المؤتمر العام الخامس.
أعتقل الفقيد في 8 أغسطس 2005م؛ بسبب تنظيم مسيرة جماهيرية للمطالبة بعودة المبعدين مدنيين وعسكريين إلى أعمالهم، والمطالبة بتسوية المرتبات للمدنيين والعسكريين العاملين في جهاز الدولة، وتسوية رواتب المتقاعدين العسكريين والمدنيين، وقد تبعت تلك المسيرة عدد من المسيرات والفعاليات السلمية في ردفان للمتقاعدين العسكريين والشباب العاطلين عن العمل عام 2006م.
كان الفقيد من رواد النضال السلمي في الجنوب وله مشاركات فعالة في جميع الاعتصامات والمظاهرات والمسيرات والمليونيات التي أقامها الحراك السلمي في الجنوب، والتي بدأت في منصة الشهداء ردفان؛ منددة بأعمال القتل عشية الاحتفال بعيد الثورة والتي عمت المحافظات الجنوبية.
كان الفقيد من دعاة التصالح والتسامح في الجنوب الذي أعلن في 13 يناير 2006م من جمعية أبناء ردفان الباسلة في عدن، وصولاً إلى مهرجان المتقاعدين العسكريين والمتضامنين معهم التي أقيمت في 7/ 7/ 2007م في خور مكسر عدن.
الفقيد عضواً في اللجنة التحضيرية للاحتفالات بفعالية 14 أكتوبر المجيدة 2007م.
عضواً في المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي في المديرية والمحافظة.
أعتقل في صبيحة 13 يناير 2009م في المعلا عدن مع عدد من رفاقه وعدد من الناشطين السياسيين في الجنوب عند إحياء الذكرى الثالثة للتصالح والتسامح الجنوبي.
للفقيد ادوار بطولية وطنية وسجل حضوراً دائماً في جميع مليونيات الحراك السلمي الجنوبي وكل الفعاليات السياسية والشعبية.
وكانت آخر مشاركة له قبل وفاته بيوم واحد في مليونية المعلا تاريخ 7/ 7 / 2017م.
انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم السبت الموافق 8/ 7/ 2017م؛ إثر نوبة قلبية، عن عمر يناهز قرابة تسعة وستون عاماً.
الفقيد أب لثلاثة أولاد وأربع بنات.
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا وأهله وذويه الصبر والسلوان.