أم تي آي نيوز / العين الإخبارية
مع تلقيه دفعات من الدعم «الحوثي» بما في ذلك المسيرات، زادت طموحات «القاعدة» في اليمن لشن هجمات معقدة في البلاد وتهديد الأمن البحري.
وضع حذرت منه مصادر مطلعة، كشفت في تصريحات لـ«العين الإخبارية» عن استعدادات واسعة يجريها تنظيم القاعدة بالتنسيق مع مليشيات الحوثي لرفع وتيرة هجماته في المناطق اليمنية المحررة، خاصة في محافظتي شبوة وأبين الجنوبيتين.
وتوقعت المصادر أن يزيد تنظيم القاعدة من وتيرة هجماته في محافظتي شبوة وأبين، بعد ارتفاع طموحاته مجددا إثر الدعم المتواصل الذي تلقاه من الحوثيين، عبر إطلاق سراح عناصره ودعمه بالطائرات المسيرة.
دعم حوثي
وبحسب المصادر، فإن قيادات من تنظيم القاعدة تلقت خلال الأشهر الأخيرة صفقات دعم من مليشيات الحوثي شملت طائرات مسيرة إضافية، وبعض الصواريخ متوسطة المدى، والصواريخ الحرارية، بهدف زعزعة أمن واستقرار المناطق المحررة، وتهديد الأمن البحري الدولي.
وكان آخر تقرير أممي قدم إلى مجلس الأمن خلال العام الجاري، أكد استمرار القاعدة حشد مواردها التشغيلية والبشرية صوب المحافظات الجنوبية خاصة شبوة وأبين حيث يقع مركز الثقل العسكري للتنظيم.
وبحسب التقرير، فإنه «إلى جانب التكتيكات القياسية، استخدمت القاعدة طائرات بدون طيار في أوائل يوليو/تموز في شبوة، وطورت قدرات أنظمتها الجوية بعد إنشاء وحدة طائرات بدون طيار متخصصة، مع تدريب تشغيلي من الحوثيين».
وأكد التقرير أن تنظيم القاعدة يعطي أولوية في تحالفه مع مليشيات الحوثي لتحرير عناصره من السجون بعد تجديد صفوفه، وقد أطلق الحوثيون سراح العديد من أعضاء القاعدة وخبراء المتفجرات في سبتمبر/أيلول الماضي.
سر التوقيت
يأتي ذلك بعد هجوم غادر شنه «القاعدة»، فجر الخميس، على موقع عسكري لقوات دفاع شبوة في منطقة المصينعة في مديرية الصعيد بمحافظة شبوة، مما أسفر عن مقتل 3 جنود وإصابة آخرين.
وأمس الأربعاء، أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية إرشادات جديدة لرعاياها وحذرت من السفر إلى اليمن إثر معلومات تؤكد تخطيط تنظيمي القاعدة و«داعش» لشن هجمات في محافظات البيضاء وأبين وشبوة، تزامنا مع حملة اختطافات يشنها الحوثيون.
وتوقعت واشنطن أن يهاجم «الإرهابيون» بقليل من التحذير أو بدونه، المواقع العامة ومراكز النقل والأسواق/مراكز التسوق والمرافق الحكومية المحلية، وأن يتم استهداف موظفي المنظمات الدولية بالهجوم أو الاختطاف.
وحثت واشنطن رعاياها إلى عدم السفر لأي أجزاء في اليمن بسبب «الإرهاب والاضطرابات المدنية والجريمة والمخاطر الصحية والاختطاف والنزاع المسلح والألغام الأرضية».
وكشفت معلومات الشهر الماضي لـ«العين الإخبارية» أن اتفاقا أبرم بين الحوثي والقاعدة، يشمل إطلاق سراح عناصر من التنظيم متورطين في «جريمة ذبح الجنود اليمنيين في حضرموت عام 2014، بعد سنوات من القبض عليهم».
ما الأسباب؟
يرى خبراء يمنيون أن دعم الحوثي للقاعدة بالطائرات المسيرة وإطلاق سراح قياداتها، يأتي ضمن هندسة إيرانية لزيادة طموح التنظيم في تهديد الأمن البحري وزيادة أزمة حركة التجارة العالمية، والذي سينعكس سلباً على تأمينات السفن القادمة إلى الموانئ اليمنية، المحملة بالسلع والغذاء.
وقال رئيس مركز جهود للدراسات في اليمن، عبدالستار الشميري إن «الدعم الحوثي لتنظيم القاعدة الإرهابي هو هندسة إيرانية، ظهرت بوادرها في عام 2006، ثم تطورت العلاقات بين الحوثيين والقاعدة تدريجياً حيث سُحبت قيادات التنظيم إلى إيران على رأسهم سيف العدل الزعيم الروحي والقيادي الخليفة لأسامة بن لادن والظواهري».
وأوضح الشميري، في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن إيران «تُعطي كل أذرعتها في المنطقة سواء كانت القاعدة أو جماعات الإرهاب في أفريقيا والصومال، ومليشياتها في سوريا ولبنان والعراق، الخبرة والسلاح والمسيرات، إضافة إلى المال والمعلومات وهو الرصيد الاستراتيجي الذي تنطلق من خلاله وتتطور هذه الجماعات».
وأشار إلى أن الدعم الذي يتلقاه «القاعدة» في اليمن، هو «دعم إيراني في الأساس، فيما الحوثي المنسق له»، مؤكداً أن تزويد القاعدة بالطيران المسير «يضيف تهديداً أمنياً بحرياً جديداً للمنظومة الأمنية في البحر العربي والبحر الأحمر والبحر المتوسط».
غطاء إيراني
وبحسب رئيس مركز جهود، فإن «السياسة الإيرانية التي اعتمدت على مواجهة العالم من خلال هذه الأذرع، لجأت إلى تهديد الملاحة الدولية والإقليمية مثل الحوثيين والقاعدة حاليا، وأن جزءا كبيرا من تنظيم القاعدة في اليمن أصبح يتبع إيران».
فـ«هذه المستجدات المتمثلة بدعم الحوثيين للقاعدة بالمسيرات تحتاج إلى تكاتف الدول خاصة العربية، لإعادة إحياء جميع الاستراتيجيات الأمنية والعسكرية لحماية أمن البحار والمضايق خاصة باب المندب وقناة السويس»، يقول الشميري.
يأتي دعم الحوثي للقاعدة لتهديد الأمن البحري في خضم هجمات متواصلة تنشها الجماعة، التي تبنت علنا مهاجمة 162 سفينة تجارية، مما أدى إلى غرق سفينتين في البحر الأحمر وتضرر ثالثة بخليج عدن.