أم تي آي نيوز / كتب : صالح علي الدويل
إن العصبيات مهلكة والتطرف فيها يخلق ثقافة كراهية وهي هدف لتفتيت الجنوب فمصالحه تتطلب خلّوه من قضايا الصراعات لكن اشعال العصبيات تجعله موطنا لبؤر الصراعات والتطرف والارهاب والنزاعات المتعددة ، وهذا هدف مقاولي الفتنة!!!!
الجنوب أُدير بانقسامية سياسية طيلة قرون رافقتها ثقافة ثأر قبلي وليس ثقافة كراهية بمعناها المتوحش فلا توجد لدينا طائفية ولا قوميات ولا اقليات عرقية ، لدينا ثقافة ثار ليس ثقافة كراهية
نجحت تجربة الانجليزي “انجرامس” في حضرموت للقضاء على الثار وهي تجربة مجتمعية بحتة ثم اقتدت بها سائر السلطنات والمشيخات والقبائل وشيوخها وكانت ركيزة اساسية لارساء ثقافة تسامح قبلي شملت كل السلطنات والامارات ثم جاءت تجربة دولة الاستقلال وتعاملت بحزم وقوة وتفعيل القانون مع الثار
ولكي ؛ يديروا الجنوب ب” الاستعمار ” فقد احياء نظام ” عفاش” بشقيه المؤتمر والاخوان دورا لمشائخ ليسوا بموصفات اولئك الذين انهوا الثارات في اغلبهم ، والذين كان يهمهم دماء ابناء قبائلهم ومصالحها فكانت طبعة من المشائخ بعضها امن قومي وامن وطني اكثر قابلية لاحياء الثأرات بعد عام 1990 واكثر قابلية لتنفيذ التوجيهات من خارج اطار قبائلهم ، باذكاء ثقافة اللاقانون ودعم سياسة المناطقية باعتبارهما ركيزتان لصنع ثقافة الثار ثم الكراهية في الجنوب لتسهل ادارته ثم تدمير وعي الناس وبالذات الشباب وجعلهم تحت رحمة ثقافة الفيد والفساد والاقتتال والعصبية ثم استبعاد القانون وجعل كل شخص يلجأ إلى قبيلته لتحميه وما ترتب عليها من تداعيات وتعصب ، واستكتبوا كتابا وانشأوا مواقع وصفحات وذباب اليكتروني لشيطنة بعض القبائل او المناطق على مستوى المحافظات او مستوى الجنوب
ان اختطاف علي عبدالله عشال الجعدني، جريمة مدانة من الجميع ، والجميع ماعدا مقاولو الفتنة ، يريدون العدل في قضية الجعدني ، فما زاد عن العدل فهو ظلم ، وما نقص عن العدل فهو ظلم ايضا ، يجب ان يُعاقب مرتكبوها ومدبروها ومن ساهم فيها ، فهي فعلة تزرع الكراهية القبلية والمناطقية اذا لم يُعاقب من ارتكبوها ، وهي قضية عادلة استثمرتها ابواق الفتنة وارادت ومازالت تسعى لكي تنحرف من المسار العدلي والقانوني والامني وتكون احد اسلحتهم لزرع وتاجيج الكراهية بين قبائل الجنوب ومناطقه
إن التلاحم الجنوبي جعلها قضية كل أبناء الجنوب وليست حكراً على أحد أو تخص محافظة أو قبيلة واجمع الكل على محاسبة المتورطين فيها وتقديمهم للعدالة
إن ظاهرة الالتفاف الشعبي من كل قبائل ومناطق الجنوب قطعت الطريق على مشائخ مقاولات الفتنة والكراهية وابواقهم التي تورد التحقيقات اسماء بينما ذبابهم الاليكتروني يورد اسماء لم ترد من الجهات الامنية امعانا في الفتنة
ان قضية الجعدني توجب على الجميع التكاتف للوصول للمجرمين ومن يحمونهم ومن سهلوا لهم بان ينالوا عقوبتهم الرادعة
ان التضامن والتعاضد مع قبيلة الجعادنة في قضية ولدهم ليس ب”الغزو” كما يطالب مقاولو الفتنة ؛ بل ؛ بتفعيل الامن وصرامته وتفعيل القانون ومحاكمة المجرمين ومن وجهوهم ومن حموهم. ، فالاوطان لا تُبنى ب “الغزو القبلي” بل بالامن والقانون والمحاكم وضمان الحقوق
10يوليو 2024م