أم تي آي نيوز / خالد سلمان
“علي عبدالله صالح مأ أن تنتفي الحاجة منه وتنتهي الإستفادة ويصبح غير مفيد لنا سنقتله” هكذا كان الرجل محكوم عليه بالموت مسبقاً ، كان مصلوباً على حائط الإعدام وهو يضع يده بيدهم ، يفكر معهم بلغة واحدة ، يقدم لهم يد العون يضع كل خبرته في إدارة الأزمات والحروب على طاولتهم ، كان صالح محكوماً بالإعدام وهو حي يتنفس ، يلتقي معهم يبادلونه الأحضان والإبتسامات ومآدب الغداء، وغرف هيئة الأركان وخارطة الخطط العسكرية ، كان صالح محكوماً بالإعدام منذ اليوم الذي شن الحوثيون حروبهم الستة.
وكان الرجل في حكم الميت في قرارهم السري ،حتى وهو يعلن تحالف حزبه معهم وتعظيم قوتهم عبر مؤسسة عسكرية بناها وأختار قياداتها بدقة متناهية، تقوم على الولاء لشخص الرئيس ، يدير معهم المجهود الحربي ، ميت وهو يتحدث بلغتهم عن العدوان والسيادة ، كان ميتاً في حسابات الحوثي وهو يلقي الخطابات المحفزة ،ويحشد في الميادين لنصرتهم ، وإن كان لحسابات أُخرى تخصه ولأهداف يواريها خلف تحالفه المميت معهم.
السفير البريطاني الأسبق في اليمن إدموند براون كشف في ندوة دولية متخصصة بمكافحة التطرف CEP، بأن الحوثي أبلغه قبل فترة طويلة من مقتل صالح، إنهم سيقتلونه فور الإنتهاء من الإستفادة منه ، ما أثار فزع السفير ودهشته من جماعة دموية ، مؤسسة على ثقافة الانتهازية والغدر.
لم يكن صالح يرقص هذه المرة على رؤوس الثعابين وهو يحكم اليمن، بل كان تحت ناب الأفعى وهو خارج حكم اليمن ، وهكذا تم لدغه حتى الموت، بعدها إحتزم عبدالملك بجنبية أخيه حسين، يوم مقتل صالح علامة إبتهاج حد التشفي ، ونصر تفوح من بين ثناياه أبشع أشكال الخسة والخديعة، إحتفل عبدالملك بطي صفحة صالح إلى الأبد.
السفير البريطاني الأسبق إدموند براون في الحلقة النقاشية كشف عن وجه آخر لدموية الحوثي ،بذات الدهشة التي تصل حد الفجيعة ، حين أبلغه الحوثيون أنهم لا يعنيهم عدد القتلى المدنيين اليمنيين ، وإنهم سيقتلون أكثر ، وما أن يصل عدد الموتي إلى الرقم المخطط له ، ستأتي بريطانيا وأمريكا والغرب إليهم زاحفين طالبين السلام معهم.
في هذا الشق يتعرى الحوثي من إنسانيته، ويسعى إلى مراكمة القتلى من الأطفال والمدنيين العزل، للضغط الاخلاقي على المؤسسات الحقوقية الغربية ، للتجاوب مع مشروعه السياسي، وفتح القنوات معه للحد من اعداد الضحايا ،ووقف حمامات الدم ومجازر القتل اليومي ، وهنا يقدم الحوثي أبشع أشكال إدارة السياسة بالدم.
السفير البريطاني الأسبق تحدث عن إتجار الحوثي بالمساعدات الإغاثية ،مايعني أن عرشه مؤسس أعمدته على عظام ضحاياه الجوعى وأجسادهم الهزيلة، وإن أعوام الرمادة العشرة المتتابعة صناعة حوثية.
من قتل صالح بحكم مسبق وهو يتحرك بين ظهرانيهم، إلى رفع أعداد القتلى المدنيين، وتوسيع احزمة الجوع لإبتزاز الغرب وتحويل البؤس إلى لوبيات ضغط حقوقي غربي على حكوماتهم ، إلى الإستثمار بصور أطفالنا الجوعى ، كل هذا يضعنا والعالم أمام حالة غير مسبوقة ، ل”جماعة ليست حركة تحرر بل مجموعة خبيثة وشوفينية عنيفة للغاية من الطغاة واللصوص “ على حد وصف السفير ،وخارجة عن التوصيف السياسي وفق معطيات الواقع المعاش.
وأن ما حدث لصالح من إعدام مبيت قبل ساعة الصفر بسنوات، هو ذاته ما ينتظر شركاء خارطة الطريق حيث يعيد الحوثي مذبحة القلعة من القاهرة إلى صنعاء، ومن سيوف محمد علي إلى كواتم صوت عبدالملك .