أم تي آي نيوز / كتب : احمد سعيد كرامة
تعيش موانئ عدن الثلاثة حالة من الموت السريري بسبب عودة نشاط ميناء الحديدة المجاور ، تلك الحالة طبيعية بسبب أن 80% من المستوردين والمستهلكين المحليين من المناطق الشمالية ، وحتى 20% في المناطق الجنوبية هناك نسبة كبيرة منها لتجار شماليين ، وبالتالي نحن أمام سيناريوا كارثي قائم في موانئ عدن وسيطول ، لا مناص من أن يستعيد ميناء الحاويات موقعه الطبيعي كمحطة ترانزيت إقليمية ودولية ويرفدنا بعائدات مالية كبيرة من العملات الأجنبية .
أن يحظى الميناء بإهتمام وشراكة موانئ أبوظبي يعني ذلك الكثير والكثير من التطور واستعادة مكانة الميناء على المستوى العالمي مرة أخرى ، صندوق أبوظبي السيادي الرابع على مستوى العالم والأول عربيا ، وموانئ أبوظبي تشغل حاليآ موانئ في مصر والعراق والسودان وجيبوتي والاردن والصين وأنغولا وباكستان والهند وكازخستان وغيرها من دول العالم ، وتعد موانئ أبوظبي ثاني رافد بعد النفط في الإمارة بناتج يصل الى 15% من إجمالي الناتج المحلي في إمارة أبوظبي غير النفطي .
تداولت بعض المواقع الإلكترونية مذكرات رسمية بخصوص الشراكة بين مؤسسة موانئ عدن وموانئ أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة .
أطلعت على بعض بنود مسودة الإتفاق من قبل مصدر رسمي كبير بهكذا مشروع إستثماري في عدن ، ومن ضمن تلك البنود شراكة حقيقية من تحديث وتوسعة وتشغيل الميناء ، وليست صورية كالسابقة مع موانئ دبي بعهد الرئيس الراحل عفاش ورئيس وزرائه حينها عبدالقادر باجمال ، اللذان كانا لهما رأي أخر تدميري لميناء عدن للحاويات تحديدا .
موانئ عدن الثلاثة ( كالتكس للحاويات والمعلا والبريقة للمشتقات النفطية والغاز والخام ) لا تقل أهمية عن ميناء جيبوتي المجاور ، فقد وقع تحالف مستثمرين سعوديين بالعاصمة جيبوتي عقد المدينة اللوجستية السعودية بالمنطقة الحرة في ميناء جيبوتي ( 2024 ) ، والتي تعد أكبر مدينة لوجستية خارج المملكة بمساحة 120 ألف متر مربع كمرحلة أولى ويمتد عقدها لمدة 92 عام ، 23/03/2019 — وبموجب الاتفاقية ستستثمر سلطنة عمان في موانئ جيبوتي وتشغلها وتديرها ، كما تكتظ جيبوتي مع ضآلة مساحتها بحشد من الوجود العسكري الأجنبي ، يتمثل ب 6 قواعد عسكرية أجنبية، تعود إلى كل من فرنسا والولايات المتحدة واليابان والصين وإسبانيا وإيطاليا ، وأكبر قاعدة عسكرية أمريكية على مستوى افريقيا .
ناهيك عن التواجد التركي والبريطاني في موانئ ومطارات الصومال ، وبالتالي نحن أمام عولمة وتكتلات معظم موانئ العالم قاطبة ، دخول موانئ أبوظبي في عدن يعني نقلة نوعية قد تساعدنا بالدخول في مشروع طريق الحرير العالمي الذي يتم الاعداد لتنفيذه على قدم وساق حاليا ، وقد يساعدنا في الربط المباشر بين عدن أسياء وجيبوتي أفريقيا .